عامان على جريمة سد كاخوفكا: كارثة تقود لتحول بيئي

أعربت السلطات المحلية في مقاطعات خيرسون وزابوروجيا عن قلقها من تبعات عدم إعادة بناء السد، خاصة على قطاع الزراعة الذي يعتمد بشكل كبير على مياه الخزان لري مئات آلاف الهكتارات. وحذرت بعض المصادر الرسمية من احتمال حصول أزمة مياه في حال لم يتم ترميم البنية الت
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ بعد مرور عام على تدمير سد كاخوفكا من قبل القوات الروسية في حزيران/يونيو 2023، أعدّ موقع "أوكرينفورم" الأوكراني تقريرًا معمّقًا استقصى فيه واقع خزان كاخوفكا والمنطقة المحيطة به، متناولًا آثار الكارثة والتطورات البيئية والاقتصادية الناجمة عنها، إضافة إلى الخلافات الدائرة بشأن إعادة بناء السد من عدمه.
وذكر التقرير أن المنطقة التي كانت تغمرها مياه الخزان، والبالغة مساحتها قرابة 2155 كيلومترًا مربعًا، بدأت تشهد تغيرات بيئية كبيرة؛ إذ استعادت مساحات واسعة منها غطاءها النباتي الطبيعي، وبدأت تظهر فيها أنواع من الطيور والثدييات التي لم تكن موجودة في السابق بسبب ارتفاع منسوب المياه. هذه الظاهرة دفعت بعدد من علماء البيئة إلى المطالبة بترك المنطقة لتواصل تعافيها الطبيعي، واعتبارها "فرصة لإعادة التوازن البيئي" بعد عقود من التعدّي البشري.
في المقابل، أعربت السلطات المحلية في مقاطعات خيرسون وزابوروجيا عن قلقها من تبعات عدم إعادة بناء السد، خاصة على قطاع الزراعة الذي يعتمد بشكل كبير على مياه الخزان لري مئات آلاف الهكتارات. وحذرت بعض المصادر الرسمية من احتمال حصول أزمة مياه في حال لم يتم ترميم البنية التحتية المائية التي تضررت نتيجة الانفجار.

من جانبه، أكّد النائب الأول لوزير البيئة الأوكراني رسلان ستريليتس أن الحكومة تدرس عدة سيناريوهات بالتعاون مع الخبراء الدوليين، منها خيار إعادة بناء السد وفقًا لمعايير جديدة تضمن توازنًا بين الحاجة الاقتصادية والاعتبارات البيئية.
كما سلط التقرير الضوء على الأبعاد السياسية للملف، معتبرًا أن إعادة بناء سد كاخوفكا قد تكون رسالة رمزية وسيادية، تعبّر عن استعادة الدولة لسيطرتها على أراضيها، وتُعيد الأمل إلى السكان المحليين الذين تأثرت حياتهم وسبل معيشتهم بشدة بسبب الكارثة.
تجدر الإشارة إلى أن تدمير سد كاخوفكا أدّى إلى تدفّق ملايين الأمتار المكعبة من المياه، وتسبب بفيضانات كارثية نزح على إثرها الآلاف، إضافة إلى أضرار بالغة بالبنية التحتية، وتهديد خطير لمحطة زابوروجيا النووية التي كانت تعتمد جزئيًا على مياه الخزان للتبريد.
ومع استمرار الحرب، لا يزال مصير خزان كاخوفكا معلقًا بين حسابات الطبيعة ومتطلبات الإنسان، في انتظار حسم المعركة الأكبر: معركة السلام والاستقرار في أوكرانيا.
هذا وتجدر الاشارة الى الن تفجير سد كاخوفكا في خيرسون جنوب أوكرانيا قد وقع في 6 حزيران/ يونيو 2023، مما تسبب في فيضانات واسعة النطاق. يقع السد على نهر دنيبر في إقليم خيرسون. وقد سيطر الجيش الروسي على السد في آخر شباط/فبراير 2022، في الأيام الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، وكان السد تحت سيطرته وقت تدميره وقدمت كييف ادلة واضحة على ان روسيا هي من فجرت السد بعد خسارتها معارك خيرسون.
المصدر: أوكرانيا بالعربية