الجراحة بالمنظاير تُحدث ثورة طبية ... بقلم د. رامي أبو شمسية
كييف/أوكرانيا بالعربية/في نهاية القرن العشرين شهد العالم تطورا تكنولوجيا ملحوظا ،اذ كان ملحوظا في مجال الطب ايضا الامر الذي سمح للجراحين باجراء عمليات جراحيه من خلال فتحات صغيره في جدار البطن، وقد احدث هذا ثورة طبيه معاصره واطلق على هذا الاسلوب الجراحي الجديد اسم الجراحه بالمنظار، فبدلاً من إجراء العملية من خلال فتحة طولية بجدار الصدر أو البطن تتراوح من ٥ الي ٣٠ سم في المتوسط، يتم الآن إجراء الجراحة بواسطة المنظار بفتحات لا تتعدي ١ سم للفتحة الواحدة ومن خلالها يتم إجراء مختلف العمليات الجراحية في تجويف الصدر والبطن، والتي يتم فيها العمل على إجراء عملية إستئصال أو تعديل في أي عضو من الأعضاء الداخلية في تجاويف الجسم المختلفة.
بدأت جراحة المناظير هذه في أوائل القرن العشرين، وذلك بإستخدام المنظار التشخيصي لتشخيص بعض الأمراض النسائية ثم تطور إستخدامه في مجال الجراحة العامة وجراحة المسالك البولية، و في أبريل عام 1988م تم إجراء أول عملية إستئصال مرارة بالمنظار بواسطة الجراح الفرنسي فرانكوسيس دبويكس. ومن ذلك الوقت اخذت عمليات المناظير بالانتشار والتطور ليس فقط في الاجهزة والادوات الجراحية بل حتى في طريقة الاداء.
وأول عملية جراحية أجريت في أوكرانيا كانت في بداية عام 1991 في مستشفي شاليمف في مدينة كييف.
الجراحة بالمنظار تتم عن طريق فتحات صغيرة لا تتعدى ١ سم، يتم من خلالها إدخال المنظار الذي يتم توصيله بكاميرا متصلة بشاشة تلفزيونية، يتم من خلالها رؤية جميع محتويات الصدر أو البطن، وبحيث يتم التركيز على العضو الذي سيتم معالجته جراحياً. وبحيث تجرى العملية من خلال رؤية الشاشة التلفزيونية بدلاً من الرؤية المباشرة والتي عادة ما تكون في الجراحة التقليدية.
و يتميز هذا النوع من الجراحة العديد من المميزات ولعل أهما أن العملية تتم من خلال فتحات صغيرة، ومن هنا نرى أن مستوى الألم بعد إجراء العملية لا يقارن إذا ما أجريت هذه العملية بالطريقة التقليدية، والتي تجرى عبر الفتح الجراحي. إلى جانب أن المريض بإستطاعته العودة إلى المنزل خلال 24- 48 ساعة في معظم الحالات دون الإضطرار إلى المكوث في المستشفى لعدة أيام لمراقبة فتحة الجرح ومدى التئامها.
ومن الفوائد الواضحة لجراحة المناظير هو تجنب الفتح الجراحي، والذي من مضاعفاته حدوث فتق بعد الجراحة.
ومن الناحية التجميلية فغالباً ما تختفي آثار الجراحة تماماً، وذلك بسبب أن الفتحات صغيرة جداً، وبهذا فإن آثار العمليات بالمنظار لا تذكر ولا تقارن بآثار الفتحات التي تجرى في حالات الجراحة التقليدية.
و العمليات الجراحية التي تستخدم فيها هذه التقنية الجراحية الآن نستطيع القول بأن أكثر من سبعين بالمائة من العمليات الجراحية تجرى او يمكن اجراؤها عن طريق المنظار. والعمليات الشائعة حالياً هي إستئصال الزائدة الدودية في حال التهابها، المرارة ، فتق الحجاب الحاجز، الفتق الإربي، الأكياس الكبدية والرئوية، أكياس المبايض عند النساء ، استئصال المعدة والقولون ، قطع عصب التعرق، تشخيص الأمراض المختلفة للأمراض النسائية وأمراض البطن والصدر المختلفة عبر إدخال المنظار والحصول على رؤية واضحة للأعضاء دون اللجوء إلى فتح البطن أو الصدر. كما شهدت السنوات الماضية استخدام المناظير الحديثة في عمليات جراحة العمود الفقري القطني والصدري على نطاق واسع . وفي حال المسالك البولية فقد تم ادخال هذا النوع من العمليات على جراحة استئصال الكلى للحالات السرطانية والحالات الحميدة، استئصال الغدة الكظرية، البروستات، المثانة البولية، ربط الدوالي، واصلاح عيوب الحالب وحوض الكلية.
ان إجراء اي عمل جراحي لا بد له من مخاطر، ولكن يجب ان تبقى في إطار المقبول عالمياً. وكأي أداة في الطب يجب أن يتم التدريب ودراسة كيفية استخدامها في مراكز متقدمة ولفترات طويلة وأن يكون الطبيب المستخدم مؤهلاً لإجراء التشخيص والجراحة بواسطة المناظير، ومخاطر جراحة المناظير إذا ما أجريت بواسطة ذوي الخبرة فإن المخاطر لا تذكر.
د. رامي ابوشمسية
الاستشاري الجراح استاذ جامعة الطب في كييف
المصدر : أوكرانيا بالعربية