زيلينسكي: عقوبات أوكرانيا توازي عقوبات الاتحاد الأوروبي وهي ضربة استراتيجية لإمكانات روسيا العسكرية

تأتي تصريحات الرئيس زيلينسكي في توقيت حساس، حيث يسعى الكرملين للالتفاف على العقوبات الغربية عبر قنوات بديلة وشبكات تهريب عابرة للقارات، بمشاركة فاعلين من دول ثالثة.
كييف/ أوكرانيا بالعربية / في تأكيد جديد على وحدة الصف الأوروبي الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم 27 تموز/يوليو، أن بلاده قامت بمزامنة كاملة لجميع حزم العقوبات الثماني عشرة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، مما يعكس انسجامًا استراتيجيًا غير مسبوق في الردع الاقتصادي والدبلوماسي المشترك.
وبحسب ما أفاد به الرئيس عبر قناته الرسمية على تيليغرام، فقد صادق على قرارات جديدة صادرة عن مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني، تتضمن تطبيق إجراءات صارمة طالت 53 شخصية وكيانًا قانونيًا من روسيا، الصين، إيران، ودول أخرى متورطة في دعم العدوان الروسي. كما شملت الحزمة الأخيرة إجراءات مباشرة ضد الأسطول الروسي لناقلات النفط، في خطوة تهدف إلى تقويض البنية التحتية المالية واللوجستية التي يعتمد عليها الكرملين.
ومن أبرز النقاط في الحزمة العقابية الأوكرانية الجديدة، استهداف أكثر من 90 شركة روسية تنشط في قطاع تعدين المعادن الأرضية النادرة، التي تُستخدم في تصنيع الأنظمة العسكرية الدقيقة كالإلكترونيات، المحركات، أنظمة التوجيه، والطائرات المسيّرة. وصرّح الرئيس بأن بلاده تعمل بالتنسيق الكامل مع الشركاء لضمان وحدة واتساق الإجراءات في كافة المجالات القضائية.
وأكد زيلينسكي أن العقوبات تشكّل أداة حاسمة في الضغط على روسيا، ليس فقط على مستوى ميزانية الدولة الفيدرالية، بل أيضًا على مستوى الحياة اليومية في المناطق الروسية، التي بدأت تشهد تداعيات ملموسة بفعل شح الموارد والانكماش الاقتصادي. وأضاف: "إن قرار روسيا بخوض هذه الحرب، ثم بإطالة أمدها، هو قرار يُفقدها إمكاناتها الاقتصادية، وجهودنا المشتركة مع شركائنا تؤتي ثمارها بالفعل".
كما توجه بالشكر إلى جميع الجهات التي ساهمت في إعداد وتنفيذ هذه الحزم، مشددًا على أن أقصى درجات الضغط الاقتصادي تُعد من أبلغ الحجج السياسية والأمنية لدفع موسكو نحو إنهاء الحرب.
ويرى خبراء مثل دكتور العلوم السياسية إيغور بيترينكو أن كل قيد يُفرض على الصناعات العسكرية والتكنولوجية الروسية يساهم بشكل مباشر في إضعاف قدرة روسيا على مواصلة حربها، مؤكدًا أن مسار العقوبات لم يصل بعد إلى ذروته، بل لا يزال يحمل إمكانات كبيرة لتوسيع الضغط.
تُظهر هذه التطورات أن أوكرانيا لم تعد فقط في موقع الدفاع العسكري، بل باتت لاعبًا محوريًا في هندسة الردع الاقتصادي والدبلوماسي الإقليمي، بالتعاون الكامل مع الاتحاد الأوروبي. ومع استمرار الضغط المنهجي، قد تقترب لحظة الحقيقة السياسية التي تُجبر موسكو على مراجعة حساباتها والتوجه نحو وقف شامل للعدوان.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
