زيلينسكي وفون دير لاين يبحثان تكامل أوكرانيا الأوروبي

تعكس هذه المحادثة مستوى عالٍ من التفاهم بين كييف وبروكسل، وتشير إلى أن أوكرانيا لا تزال تسير بخطى ثابتة نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، رغم تعقيدات الحرب المستمرة.
كييف/أوكرانيا بالعربية / في خطوة استراتيجية لتعزيز مسار الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم 27 تموز/يوليو، محادثات هاتفية رفيعة المستوى مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تناولت ملفات حساسة تتعلق بالإصلاحات الداخلية، ومكافحة الفساد، وتنسيق العقوبات ضد روسيا.
وبحسب بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس أوكرانيا، فقد أولى الطرفان اهتمامًا خاصًا بمشروع القانون الجديد الرامي إلى ضمان استقلالية وفعالية البنية التحتية الوطنية لمكافحة الفساد، وهو شرط رئيسي من شروط التقدم في مسار التكامل الأوروبي. وأكد زيلينسكي أهمية الدعم الفني والخبرة التي قدّمتها المفوضية الأوروبية في هذا الصدد، مشددًا على ضرورة اعتماد المشروع بشكل عاجل خلال الأسبوع المقبل.
كما أطلع زيلينسكي المسؤولة الأوروبية على آخر تطورات الإصلاحات في البلاد، خصوصًا تلك المرتبطة بمساعدة الاتحاد الأوروبي في إطار آلية "مرفق أوكرانيا"، والتي تُعد أداة مركزية في تمويل إعادة الإعمار والانتقال الاقتصادي في زمن الحرب.
وفي سياق متصل، وقّع الرئيس الأوكراني قوانين جديدة تتعلق بإصلاح وكالة تتبع وإدارة الأصول المجمدة (ARMA) وتحديث نظام "العوملة"، مما يعكس جدية كييف في ترسيخ الشفافية الاقتصادية وتعزيز الإطار القانوني للمساءلة.
على صعيد السياسة الخارجية، رحب زيلينسكي بإعلان الاتحاد الأوروبي عن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، مع التركيز على القرار الأخير بخفض السعر السقفي للنفط الروسي إلى 47.6 دولارًا للبرميل، وهو ما يُعد ضربة اقتصادية موجهة مباشرة إلى عصب التمويل العسكري الروسي. وأكد الرئيس أن بلاده قامت بمزامنة حزمها العقابية مع تلك الأوروبية، في تعبير عملي عن وحدة الموقف في مواجهة العدوان الروسي.
ولم تغب مسألة الانضمام الفعلي إلى الاتحاد الأوروبي عن طاولة الحوار، حيث شدد الزعيمان على ضرورة تكثيف العمل من أجل الشروع في أول مجموعة مفاوضات رسمية. ويُعد هذا التنسيق خطوة استراتيجية على طريق ترسيخ مكانة أوكرانيا كعضو مستقبلي فاعل في الفضاء الأوروبي المشترك.
كما أن تنسيق العقوبات يؤكد أن أوكرانيا ليست فقط متلقية للدعم، بل شريك أمني واستراتيجي فاعل داخل المنظومة الأوروبية، مما يُعزز من مناعتها السياسية والاقتصادية في وجه العدوان الروسي المستمر.
في لحظة فارقة من تاريخها، تواصل أوكرانيا تحويل الحرب إلى فرصة لإعادة الهيكلة الشاملة والانخراط العميق في المؤسسات الأوروبية. وإذا استمرت وتيرة الإصلاح بهذا الزخم، فإن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لم يعد مجرد احتمال بعيد، بل مشروع واقعي قيد التنفيذ.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
