زيلينسكي: "أنا الزعيم الأكثر خبرة في زمن الحرب... لكني مستعد لتسليم السلطة إذا أراد الشعب ذلك"
شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه الزعيم الأكثر خبرة لقيادة أوكرانيا خلال الحرب، مؤكدًا استعداده لتسليم السلطة إذا اختار الشعب قائدًا آخر، دون التخلي عن واجبه الوطني في هذه المرحلة المصيرية.
كييف / أوكرانيا بالعربية / أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير-زيلينسكي، في مقابلة مع قناة سكاي نيوز البريطانية، أنه لا يتمسك بالسلطة، وأنه على استعداد لتسليمها إذا أراد الشعب الأوكراني ذلك، مشددًا في الوقت ذاته على أنه الزعيم الأكثر خبرة لقيادة البلاد في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وخلال المقابلة التي أُجريت وسط تزايد الضغوط السياسية والإعلامية بشأن إمكانية إجراء انتخابات في أوكرانيا، أوضح زيلينسكي أن "الحرب مستمرة، ومن واجبي العظيم أن أخوض هذه الحرب مع بلدي". وأردف قائلاً: "إذا أراد شعبي استبدالي، فهذه مسألة مبدأ. إذا اعتقد شعبي أنهم بحاجة إلى قائد آخر ولديهم آراء مختلفة، فلا يحق لي الجدال".
وأضاف: "أنا مستعد دائمًا لتسليم السلطة، لكني لست مستعدًا لخيانة من أحبهم وأحترمهم، ولا للسير عكس إرادة الشعب في وقت يشهد فيه بلدنا اختبارًا هو من الأصعب في تاريخه المعاصر".
وعندما سُئل عن ما إذا كان يعتبر نفسه الزعيم الأنسب لقيادة أوكرانيا في أوقات الحرب، قال زيلينسكي بلهجة حاسمة: "أنا الأكثر خبرة. ربما لست الأفضل، فهناك دائمًا من هو أفضل، لكن لا أحد يحمل الخبرة التي اكتسبناها في ظل هذه الظروف القاسية".
الضغوط الدولية بشأن الانتخابات
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التكهنات والمطالبات الدولية – ولا سيما من بعض الأوساط الغربية – بإجراء انتخابات في أوكرانيا، حتى في ظل استمرار الحرب. وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة وروسيا ناقشتا، ضمن مقترحات لوقف إطلاق النار، خطة ثلاثية المراحل تتضمن إجراء انتخابات أوكرانية مبكرة.
في هذا السياق، نفى رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، في وقت سابق، وجود أي تحضيرات لإجراء انتخابات في صيف 2025، واصفًا تلك الأنباء بـ"الهراء المحض".
ومن جهته، شدد الرئيس الأوكراني مرارًا على أن إجراء انتخابات في ظل استمرار العمليات العسكرية يشكل خطرًا على الديمقراطية وعلى أمن الدولة، مؤكدًا في تصريحات سابقة أنه "مستعد لترك منصبه إن أدى ذلك إلى إحلال السلام أو ضمان انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو".
موقف الشعب الأوكراني
بحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع (KIIS) بين 12 و22 آذار/مارس 2025، أعربت الأغلبية الساحقة من الأوكرانيين عن رفضهم لإجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية قبل نهاية الحرب، حيث أيّد ذلك الخيار فقط 19% من المشاركين في الاستطلاع.
وفي خطوة لتعزيز الاستقرار السياسي، صوّت البرلمان الأوكراني، في 25 شباط/فبراير، على قرار يُؤكد دعم الديمقراطية ويقضي بعدم جواز إجراء انتخابات وطنية في البلاد قبل انتهاء العدوان الروسي بالكامل.
حملة تضليل إعلامي وسياسي
يُذكر أن بعض التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي ادعى فيها تراجع شعبية زيلينسكي إلى 4%، أثارت ضجة إعلامية، إلا أن مؤسسات الاستطلاع الأوكرانية المستقلة نفت ذلك، مؤكدة أن نسبة الثقة بالرئيس تتجاوز 57%، بحسب آخر الدراسات الميدانية.
وفي ظل تلك المعطيات، يبدو أن زيلينسكي، رغم انتقاده لبعض الضغوط، لا يرفض مبدأ التداول السلمي للسلطة، بل يُعلّق ذلك على رغبة الشعب وحده، بعيدًا عن الإملاءات أو الظروف غير المناسبة، ليُبقي على نفسه زعيمًا لخيار وطني لا لمنصب سياسي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية