تميم لـ الأهرام المصرية: المسلمون في بلادنا يتزايدون ونحتاج إلي منهج الأزهر
كييف/أوكرانيا بالعربية/أكد فضيلة المفتي الشيخ أحمد تميم والذي عاد من مصر بعد زيارة رسمية استمرت لمدة خمسة أيام توجت بتوقيع بروتوكول تعاون مع دار الإفتاء المصرية لتعزيز التعاون الديني بين البلدين في مجالات الدعوة والإفتاء أن الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا تحرص علي نشر المنهج الوسطي للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بعيدا عن التشدد والتطرف.
ووجه فضيلة تميم دعوة مفتوحة لعلماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء لزيارة أوكرانيا والوقوف علي احتياجات الجالية المسلمة هناك. وقد تمكنت صحيفة الاهرام المصرية من أجاء لقاء صحافي وصريح مع فضيلته، نورد نص الحوار لقرائنا:
- ما أسباب زيارتكم مصر؟ وما نتائج المباحثات مع مفتي مصر وقيادات الأزهر والأوقاف؟
- أسعدنا أن نكون في أحد منابر الأزهر الشريف, وتعرفنا من المفتي الدكتور شوقي علام, علي ما تقوم به دار الإفتاء تجاه أوكرانيا في مجال التعليم وجميع المجالات الأخري. وكانت هناك رغبة مشتركة لتوقيع تعاون بين الإدارة الدينية الأوكرانية ودار الإفتاء المصرية, وتعرفنا خلال الزيارة أيضا علي تفاصيل بعض الأعمال التي تقوم بها دار الإفتاء بأجنحتها وقطاعاتها المختلفة, ونحن كإدارة دينية بحاجة دائمة إلي مثل هذه الخبرات والتعاون الدائم مع أمثال هؤلاء الرجال الأعلام الذين كانوا دائما ينشرون سماحة الإسلام والاعتدال ونشر المفاهيم الصحيحة عن الدين, وإيصال المفاهيم الصحيحة باللغة العربية, فالمنبر يتميز في أوكرانيا عادة باللغة الروسية واللغات الأخري التي يتكلم بها المسلمون في البلاد, وهي من الأمور التي ناقشناها مع المفتي حتي يصبح المصطلح الديني للناطقين بغير العربية عبر الترجمات في المؤلفات المعتمدة لعلماء أهل السنة والجماعة, وهذه من الأمور الملحة لجميع المسلمين الذين يمثلون الأقليات في بلدانهم, لأن المرجعية دائما هي مصر والأزهر ودار الإفتاء, ونحن في مسيس الحاجة إلي هذه الخبرات, ولذا تأتي أهمية الزيارة.
- كم عدد المسلمين في أوكرانيا؟ وهل هم في تزايد؟
- ليس هناك إحصاء رسمي, فلسنا منظمة حزبية حتي توجد بها بطاقات انتماء وما شابه, ولكن خلال ال21 سنة وجدنا المسلمين أكثر إقبالا علي التواصل مع الإدارة الدينية, ومع الزمن فتحنا العديد من المصليات والمساجد, وقد كانت الجالية الإسلامية محرومة من هذه المراكز, حيث إنها تسهم في تشجيع المسلمين علي التلاقي, بالإضافة إلي تعاوننا مع ممثلي الجاليات القومية التي ينتمي إليها المسلمون, فمن حيث الممارسة نقول إنه في أوكرانيا نحو5% من المجتمع, أي ما يزيد علي مليوني نسمة من المسلمين من أصل43 مليونا هم المجموع الكلي للسكان. والحمد لله العدد في تزايد.
- ما احتياجات الجالية المسلمة في أوكرانيا؟
- أولا: المساهمة بإعطاء الصورة الصحيحة عن الإسلام بواسطة ندوات مشتركة مع أهلنا في مصر عبر دار الإفتاء والأزهر الشريف. ثانيا: زيادة الحركة الإعلامية من المطبوعات والإعلام الإلكتروني المرئي والمقروء والمسموع لتوضيح المفاهيم السليمة عن الإسلام; لأن عامة الناس سواء أكان مسلما أو غير مسلم نجده في برامج التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت وأغلب المطبوع والمرئي هو للأسف لجهات مسيسة للدين الإسلامي وتعطي فكرة سيئة عن الإسلام, وقد أطلعت سماحة المفتي علي تلك المطبوعات التي تحرض علي القتل وسفك الدماء باسم الإسلام, وهناك مطبوعات طبعت في الإسكندرية وأرسلت إلي أوكرانيا, وأخري تنشر وتطبع هناك بكميات هائلة باللغة الروسية واللغة الأوكرانية مثل مؤلفات أبي الأعلي المودودي وسيد قطب, فبسبب حب السلطة فسروا الإسلام بما تهوي أنفسهم, وهذه الأشياء تنعكس سلبيا علي الرأي العام نحو الإسلام, ونحن نقوم الآن بإعادة المفاهيم الصحيحة وصياغة المؤلفات المبسطة لأمر الدين والنتيجة ممتازة, فالرأي العام في أوكرانيا أصبح يعي كل هذه المواضيع, فهم يميزون بين الإسلام وبين مدعي التدين, وحتي ممثلي الطوائف صارت هذه الأمور واضحة لهم, والمجتمع الأوكراني متقبل للمفاهيم الوسطية للإسلام.
- هل يتمتع المسلمون في أوكرانيا بحرية العبادة وآداء الشعائر الدينية بعد الاستقلال؟
- بكل حرية يمارس المسلمون في أوكرانيا شعائرهم, فليست هناك إشكاليات لا في حجاب المرأة ولا في موضوع المئذنة ولا في أي مواضيع أخري مثل التي نجدها في أوروبا الغربية, فقد بدأت الإدارة الدينية في أوكرانيا بوضع النقاط فوق الحروف, وكنا أول من حذر من هذه المطبوعات التي انتشرت باسم الإسلام وكان لها نهج تسييس الدين للوصول إلي مآرب دنيوية, وحينما بينا هذه الهوية أقبل الناس يقرأون ويسمعون عن الإسلام, وقد أسهمت كل هذه الأمور في الانفتاح, خاصة أننا كإدارة دينية عضو في مجلس الطوائف, ففي أوكرانيا مجلس يمثل رئاسة الطوائف الدينية يجتمع مع الرئيس الأوكراني ويجتمع مع رئيس الوزراء ولنا ممثلون في وزارات الدفاع والتربية والصحة, كل هذه الأمور أسهمت في وجودنا في المؤسسات الحكومية عبر الممثلين وباللقاء الدوري مع الطوائف لتصحيح الفكرة السليمة عن الإسلام.
- كم عدد المساجد والمصليات تقريبا؟
- مع استقلالية أوكرانيا حاولنا أن نسترجع بعض الأماكن التي دمرت أيام الحكم الشيوعي, وهذه من الأمور التي صادفنا فيها صعوبات; لأن هذه الأماكن الآن بأيدي مؤسسات غير حكومية ومازالت الحكومة تعالج هذه الأوضاع. أما بخصوص المدن الرئيسة فنحن بنينا فيها مساجد أو قيد الإنشاء مثل مدينة كييف, والمشروع المقبل في أوديسا سيتم فيها إنشاء مسجدين, وفي المدن الأخري مصليات أو مساجد قيد التنفيذ.
- وما هي المناهج الإسلامية التي تدرس بهذه المدارس؟
- أسهم بعض الأساتذة الذين جاؤا من الأزهر في وضع الأسس, وبالممارسة وجدنا ما يناسب المجتمع الأوكراني في طريقة التعليم, خاصة أنه كانت لي علاقة بسنغافورة مع شيخ أزهري من مصر كرس حياته لتعليم اللغة العربية والدين في سنغافورة فتعرفت عليه منذ21 سنة وأخذت منه الكتب التي ألفها وعدلنا فيها كيما تكون مناسبة, وكان الأزهر الشريف هو المرجع لنا في هذا الأمر.
حاوره رجب عبد العزيز وإبراهيم عمران
المصدر: الاهرام المصرية