صحف عالمية: سجون سوريا مزيج من السيطرة والفوضى... ومحاكمة قيادات الإخوان والرئيس الأسب
كييف/أوكرانيا بالعربية/تابعت الصحف العالمية آخر المستجدات على الموضوع المصري، ومحاكمة قيادات الإخوان والرئيس الأسبق حسني مبارك، إضافة إلى التكهنات بشأن الخطوة المقبلة التي يجب أن يتخذها المجتمع الدولي بشأن سوريا. وقد ركزت أغلب الصحف البريطانية الصادرة هذا الصباح على الملفين السوري والمصري.
يديعوت أحرونوت
فيما تتزايد الأقاويل بشأن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لشن ضربة عسكرية على سوريا، تستعد منطقة الشرق الأوسط إلى مرحلة ما بعد هذه الضربة، وخصوصا إسرائيل، التي قد تكون هدفا لصواريخ سوريا.
ووفقا للتقديرات، يمتلك الجيش السوري نحو مائة ألف صاروخ وقذيفة، بضع آلاف منها تعتبر قوية ودقيقة في إصابة الهدف، كصواريخ سكود، كما يمتلك الجيش عددا من الصواريخ البالستية متوسطة المدى، والتي يمكنها أن تحمل نحو 120 كيلوغراما من المواد المتفجرة.
وبرغم تواصل القتال خلال العامين ونصف الماضيين، والاستخدام اليومي للأسلحة من قبل الجيش السوري، تعمل روسيا على تزويد سوريا بالأسلحة والصواريخ والقنابل، فيما يحصل الجيش السوري على الدعم اللوجستي من إيران.
ذا تلغراف
قالت الصحيفة البريطانية إن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها مصر أدت إلى انقسام الأقارب والأصدقاء، إذ أن غالبية المصريين ممن كانوا يصفون ثورتهم بثورة فيسبوك، يقومون بمحو صداقاتهم لبعضهم البعض.
واستعرضت الصحيفة حالات مشابهة من اختلاف الرأي تجاه قيام الجيش والشرطة بقمع معارضي الانقلاب بشكل دموي في شوارع مصر، واستخلصت بالقول إن جميع الروابط الاجتماعية بدأت في التساقط على أعتاب مشاهد تنقلها وسائل الإعلام، فيما يبدو أنه ظاهرة جديدة على بلد ظل لآلاف السنوات متمسكا ببنيته الإجتماعية.
لوس أنجلوس تايمز
تناولت الصحيفة الأمريكية مذكرات أحمد حمادة الذي قضى قرابة العام في السجن بإحدى ضواحي دمشق، ومشاهداته حول "الجنون" الذي كان يرتكبه النظام السوري بحق المعتقلين، والعنف الذي يمارس خارج قضبان السجون.
ولم يخرج حمادة من السجن بعفو أو إفراج، بل تجرأ هو ومجموعة من رفاقه بحفر نفق هروبهم، للخروج مرة أخرى للشارع والمشاركة في مظاهرات ضد بشار الأسد، والتي كانت السبب الرئيسي وراء دخوله السجن في المرة الأولى.
وقال حمادة إن ما شاهده في السجن هو مزيج من السيطرة والفوضى، إذ تعتقل السلطات السورية فيه ما يزيد عن 200 ألف معتقل من ذوي العلاقة بالأزمة السورية على مدى الاعوام الثلاثة الماضية.
الملف السوري على وجه التحديد نال أغلب الاهتمام بسبب الأحداث الأخيرة حيث نشرت جريدة الإندبندنت موضوعا تحت عنوان "مجموعة إغاثة تقول إنها عالجت 3600 من ضحايا أسلحة كيميائية في سوريا".
وتشير الجريدة إلى التصريحات الصادرة عن منظمة "أطباء بلا حدود" ومركزها الرئيس في العاصمة الفرنسية باريس التى تؤكد فيها المنظمة أن أعضاءها العاملين في سوريا استقبلوا 3600 مصاب بأعراض تسمم حادة.
وقالت المنظمة إنها عالجت كثيرين منهم لكن 355 مصابا توفوا إذ لم يتمكن الأطباء من إنقاذهم.
وتنقل الجريدة عن المنظمة الدولية أنها استقبلت الحالات في 3 من المستشفيات التى تتعاون معها في العاصمة السورية دمشق في الحادي والعشرين من هذا الشهر عندما قالت المعارضة السورية إن مقاتليها تعرضوا لهجوم بأسلحة كيميائية.
وتقول الجريدة إن المعلومات التى تقدمها منظمة أطباء بلا حدود تمثل أدلة إدانة جديدة تؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وذلك رغم أن التحقيقات في هذا الصدد التى يقوم بها فريق تابع للأمم المتحدة لم يقدم تقريرا محددا بعد للمنظمة الدولية.
وتنوه الجريدة إلى أن فريق التحقيق الدولي يواجه رفضا متكررا من الحكومة السورية بفحص أغلب الأماكن التى اتهمته المعارضة باستخدام السلاح الكيميائي فيها ضد مقاتليها.
وتضيف الجريدة إن تصريحات "أطباء بلا حدود تأتي بعد ساعات من وصول أنغيلا كين كبيرة مفوضي نزع السلاح لدى الأمم المتحدة إلى العاصمة السورية دمشق لإقناع الحكومة بالتعاون مع أعضاء لجنة التحقيق الدولية.
وتختم الجريدة الموضوع بقولها "إن بشار الأسد يحاول أن يقلب الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية ‘لمقاتلي المعارضة مؤكدا أن هؤلاء المقاتلين استخدموها ضد المدنيين في المناطق التى يسيطرون عليها".
الغارديان
الملف السوري كان حاضرا أيضا على صفحات الغارديان التى نشرت موضوعا تحت عنوان "كاميرون وأوباما يحشدون الغرب للتدخل في سوريا".
وتقول الجريدة إن التصريحات الصادرة أخيرا من رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي توضح أن استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية "يستلزم ردا".
وترى الجريدة أن هذه التصريحات التى جاءت متوافقة من زعيمي البلدين توضح جليا أنهما سيقومان بالتحرك نحو بقية العالم الغربي لإقناعة بالتدخل في سوريا حيث إن رؤية كل من أوباما وكاميرون ترتكز على أن قيام نظام بشار الأسد باستخدام هذا السلاح ينقل الصراع إلى "مرحلة جديدة تتطلب ردا حاسما".
وتقول الجريدة إن محادثة هاتفية تمت بين كاميرون وأوباما استمرت 40 دقيقة كاملة توصلا خلالها إلى أن نظام بشار الأسد "مسؤول" عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية التى وقعت قبل أيام وأدت إلى مقتل 1400 شخصا في دمشق.
وتقول الجريدة إن كلا الطرفين يرون أن الوقت ينفد بالفعل من بشار الأسد للسماح بقيام فريق التحقيق الدولي من زيارة الأماكن التى وقعت فيها الهجمات.
كما نقلت عن مصادر حكومية بريطانية أن كاميرون وأوباما اتفقا أيضا على أن تكون جميع الخيارات متاحة لإنهاء معاناة السوريين مؤكدين أن العالم الغربي لا يمكنه أبدا أن يسكت على استخدام السلاح الكيميائي ضد مدنيين عزل.
وتقول الجريدة إن أوباما كان حذرا من الدفع بالقوات الأمريكية إلى ما تحول إلى حرب أهلية كاملة في سوريا لكنه قال في أكثر من مناسبة إن "استخدام السلاح الكيميائي من قبل نظام الأسد سيعتبر تخطيا للخط الأحمر".
وتقول الجريدة إن هناك تأكيدات على قيام واشنطن بدفع مدمرة حربية إضافية إلى منطقة شرق البحر المتوسط قبيل اجتماع عاجل لبحث استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا.
تضيف الجريدة إن الاجتماع سيعقد خلال الأيام المقبلة في العاصمة الأردنية عمان بالتزامن مع تزايد الأدلة على استخدام غاز السارين المحرم دوليا ضد المدنيين في سوريا.
وتختم الجريدة المقال بقولها إن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي سيتوجه إلى عمان للقاء كل من قائد المنطقة المركزية العسكرية لويد أوستن ورؤساء الأركان للجيوش في كل من بريطانيا وفرنسا وقطر وكندا والسعودية وإيطاليا.
الصانداي تليغراف تناولت الملف المصري تحت عنوان "أحداث العنف تمزق الروابط بين الأسر المصرية".
وتقول الجريدة إن أحداث العنف الأخيرة التى شهدتها مصر قد أدت إلى انقسام المدن والأسر والأصدقاء حيث أن أغلب المصريين الذين كانوا يصفون ثورتهم "بثورة الفيسبوك" الأن يقومون بمحو صداقاتهم لبعضهم البعض.
وتقول الجريدة "أصدقاء أقارب أبناء عمومه وجيران بعضهم ظلوا على علاقاتهم لأربعين عاما .. لكن الأن لايهم محوهم من خانات الأصدقاء".
وتنقل الجريدة عن محمد عقدة الذي تصفة بأنه ينتمي للطبقة الوسطى الليبرالية أنه شارك في وقفات عدة لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي وتابع ما حدث في مصر أخيرا، لكن "الإستقطاب الذي تشهده مصر الآن لم يحدث أبدا في التاريخ".
وتقول الجريدة إن شقيقته تتبنى رأيا مخالفا و تقول عن شقيقها "محمد تأثر بالليبرالية الغربية التى ترى أن الحكم العسكري سيئٌ وتضيف معقبة "لكننا نحتاجه في بعض الأحيان".
وعبر مقال طويل تستعرض الجريدة حالات مشابهة من اختلاف الرأي حيال قيام الجيش والشرطة بقمع معارضي الإنقلاب بشكل دموي في شوارع مصر لتخلص منها إلى أن الأسر المصرية لم تنج من الإستقطاب الذي تشهده البلاد أن جميع الروابط الإجتماعية قد بدأت في التفكك على أعتاب مشاهد تنقلها وسائل الإعلام فيما يبدو أنه ظاهرة جديدة على بلد ظل لألاف السنوات متمسكا ببنيته الإجتماعية.