صحف عالمية: مملكة الأردن تخشى تبعات ضربة أمريكية لسوريا... والخشية من سيطرة متشددين إسلاميين على سوريا
كييف/اوكرانيا بالعربية/تصدرت الأزمة السورية وموضوعات الشرق الأوسط التي تناولتها الصحف العالمية والبريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء في تغطيتها لشؤون المنطقة.
نحيث تم الحديث عن تقريرا أعدّه مراسل في عمان، عن خشية المملكة الاردنية من الضربة المحتملة في سوريا وتبعاتها على المنطقة.
فاينانشيال تايمز
نبدأ من صحيفة فاينانشيال تايمز التي نشرت تقريرا أعدّه مراسلها في عمان، جون ريد، بعنوان "الأردن يتعامل بحذر لتجنب رد فعل عنيف".
وجاء في التقرير أن الأردن يعزز دفاعاته العسكرية، بينما تختار حكومته كلماتها بحذر وسط مخاوف من رد فعل عنيف محتمل من جانب دمشق إذا تعرضت الحكومة السورية لهجوم بقيادة الولايات المتحدة.
ويقول كاتب التقرير إن الأردن "ينظر إليه على أنه عرضة للهجوم إذا قررت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الرد على غارات أمريكية بالتصعيد ضد حلفائها".
ويخشى الأردنيون من أن بلادهم ستدفع ثمن أي تدخل في المنطقة. وهم قلقون بشأن التبعات المحتملة لضربة أمريكية على أمن بلادهم واقتصادها الهش، كما أنهم يتحفظون على دوافع أمريكا للتدخل في الأزمة التي أغرقت الأردن بأكثر من 600 ألف لاجئ، بحسب التقرير.
"الناس خائفون من أن بشار سيصعّد. إنهم يخشون سيطرة جماعات مسلحة على سوريا، ويخشون وفود المزيد من اللاجئين"، حسبما يوضح للصحيفة موسى شتيوي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الأردن.
ويقول ريد إن الأردن يخشى على أمنه وعلى الاستقرار الإقليمي بسبب تزايد الجماعات الإسلامية المتشددة التي تحارب حكومة الأسد.
فالكثير من الأردنيين يتذكرون كذلك حرب العراق، عندما أصبحت محافظة الأنبار المجاورة ملاذا للجهاديين، بحسب التقرير.
التايمز
ونبقى مع الشأن السوري، ولكن في صحيفة التايمز التي نشرت تقريرا أعدته كاثرين فيليب، مراسلتها في سهل البقاع اللبناني، عن آراء اللاجئين السوريين بشأن الضربة العسكرية المحتملة في بلادهم.
وتقول كاتبة التقرير إن آلاف اللاجئين الذين يعبرون الحدود يوميا "منقسمون بشدة" بشأن الحكمة من دخول الولايات المتحدة الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا.
ولإيضاح الصورة تستعرض كاثرين آراء عدد من اللاجئين بشأن الضربة المحتملة.
البعض مثل لميس، التي يقاتل شقيقها قوات الحكومة السورية في دمشق، تحث الرئيس الأمريكي باراك اوباما على أن "يضرب الأسد بقوة ويجلب الحرية لنا جميعا".
بينما يرى آخرون مثل شيرين، وهي مسيحية من أنصار الأسد، أن الضربات من شأنها إطلاق حرب عالمية ثالثة.
وتضيف شيرين أن الضربة "ستسلم بلدنا بالكامل إلى تنظيم القاعدة".
آخرون ممن سئموا الحرب من اللاجئين مترددون ولا يحدوهم سوى القليل من الإيمان بأن التدخل سيحدث فرقا، بحسب التقرير.
من هؤلاء نُهاد التي تقول إن "المدنيين هم المتضررون دائما، بغض النظر عن هوية من يطلق النيران".
وتعرب نُهاد - وهي من مدينة السفيرة القريبة من حلب - عن خشيتها من أن الضربات الأمريكية قد تعجّل بلحظة انتقال الحرب إلى لبنان.
"انظري ماذا حدث عندما دخل الأجانب الحرب. ساء كل شيء"، وذلك في إشارة إلى ما شهدته مدينتها من قتال بعدما دخلها مئات المقاتلين من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويبدو التفريق بين أنواع الأسلحة في اتخاذ قرار الضربة محيرا بالنسبة للاجئين من مدينة السفيرة الذين شهدوا تدمير مدينتهم بنيران المدفعية التقليدية، بحسب كاتبة التقرير.
وتقول لاجئة تدعى ليلى "إذا أرادوا إنقاذ أرواحنا، كان بوسعهم أن يفعلوا ذلك آنذاك. الأسلحة التقليدية بدورها تقتل".
الغارديان
وإلى صحيفة الغارديان، حيث نطالع تقريرا لكريس ستيفن، بمدينة بنغازي الليبية، يشكك في رواية الولايات المتحدة عن الهجوم الذي تعرضت له بعثتها الدبلوماسية منذ عام وقتل فيه سفيرها كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين أمريكيين آخرين.
وقال كاتب التقرير إن الرواية الأمريكية "لا تتطابق" مع "الحقائق على الأرض". ثم راح يعدد المواقف مستعرضا الرواية الأمريكية بشأنها ومضاهاتها بما وصفه بأنه "أدلة معارضة".
ويورد التقرير قول وزارة الخارجية الأمريكية إنه لم يكن هناك تحذير بشأن وجود تهديد وشيك.
ثم يشير التقرير إلى أن السفير تلقى تحذيرا ضمنيا قبل الهجوم بيومين. ويقول التقرير إن برقية أفادت بأن زعيمي ميليشا مسلحة - تساهم في تأمين السفارة - حذرا دبلوماسيا أمريكيا أثناء اجتماع من عدم ضمان أمن البعثة الدبلوماسية إذا استمرت واشنطن في دعمها للسياسي محمود جبريل.
وينتقل التقرير للحديث عن مستوى تأمين السفارة الذي قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه كان أكثر من ملائم. لكن بالمقابل، في الشهور التي سبقت الهجوم، بعث السفير الأمريكي ثلاث برقيات يطلب المزيد من الحماية، بحسب التقرير.
ومن بين الأمور التي يستعرض التقرير "التضارب" بشأنها مدى شدة القتال الذي وقع. ويقول التقرير في هذا الشأن ما قيل عن أن قتالا عنيفا وقع "يصعب أن يتوافق مع عدم وجود آثار للطلقات في المباني" الخاصة بالسفارة.