صحف عالمية: عضو للكنيست الإسرائيلي يؤكد شوق المصريين لمبارك... ونظام الأسد لا يخاف رد فعل الغرب
كييف/أوكرانبا بالعربية/ركزت الصحف العالمية في عناوينها اليوم الخميس على استمرار سقوط القتلى في سوريا، والأزمة السياسية العالقة في مصر، إلى جانب تصريحات لعضو الكنيست الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر يؤكد فيها شوق المصريين لعودة مبارك، إضافة إلى تقرير للجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي يقول فيه إن المعارضة السورية غير جاهزة لاستلام السلطة في البلاد في حال سقوط نظام الأسد. وتناولت الصحف البريطانية العديد من موضوعات الشرق الأوسط، لعل أهمها "مقتل مئات" السوريين بالغاز السام، وتجاوز الرئيس بشار الأسد "الخطوط الحمراء" لأوباما، فضلا عن التطورات الأخيرة في مصر.
يديعوت أحرونوت
يبدو أن عضو الكنيست الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر لم يفاجأ بقرار إخلاء سبيل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، قائلا إن المصريين اشتاقوا لرئيسهم الأسبق.
وأضاف بن أليعازر بالقول: "ليس لدي أدنى شك بأن جميع إنجازات مبارك ستصبح ذات قيمة اليوم وسط كل هذه الفوضى التي تشهدها البلاد."
وتابع: "مصر تحولات في عهد الإخوان من دكتاتورية عسكرية إلى دكتاتورية إسلامية. يكفي النظر إلى عملية إعدام 25 جنديا مصريا في سيناء لفهم الصراع الداخلي الدائر في مصر، التي تحارب من أجل تفوقها ومكانتها بين باقي الأمم في العالم."
ذا غارديان
قال تقرير صادر عن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن برنامجا سريا تابعا للأمن القومي يسمح لمكتب التحقيقات الفدرالي وسلطات الهجرة الأمريكية بتأخير طلبات الهجرة للمسلمين أو القادمين من بلدان مسلمة.
ويستمر هذا البرنامج في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما، بعد أن كان تم إطلاقه سابقا في عهد جورج بوش الابن، للتوصل إلى من لهم علاقة بالإرهاب.
وقال التقرير إن أولئك المهاجرين ممن يأتون من مناطق تعرف بأنها بؤر للجماعات الإرهابية، أو قاموا بإرسال نقود إلى عائلاتهم التي تسكن في تلك المناطق، أو زاروا مساجد يراقبها مكتب التحقيقات الفدرالي، يمكن وصفهم بأنهم "مصدر قلق للأمن القومي."
نيويورك تايمز
قال الجنرال مارتن ديمبسي، العائد لتوه من الشرق الأوسط، إن البنتاغون يمكنه التدخل بقوة في سوريا للوصول إلى توازن عسكري في الحرب الأهلية، إلا أنه أكد أن لا وجود لقوى معارضة حقيقية يمكنها استلام السلطة لاحقا.
وقال ديمبسي: "الخيار في سوريا اليوم لم يعد بين طرفين، بل هناك الكثير من الأطراف التي يجب الاختيار بينها."
وتأتي تصريحات ديمبسي في رد على تساؤلات بشأن تدخل محدود في سوريا يهدف إلى معاقبة حكومة الأسد، ومنعه من استخدام الطائرات ضد المدنيين.
الغارديان
ونقرأ في صحيفة الغارديان تحليلا لبيتر بيمونت بعنوان "نظام الأسد لا يخاف من رد فعل الغرب".
يقول بيمونت إن "هناك الكثير من القرائن التي تثبت استخدام الأسلحة الكيميائية في قصف منطقة الغوطة بالقرب من دمشق".
ويرى بيمونت أن "عوارض الضحايا أيضا، تؤكد استخدام الغازات السامة بصورة كبيرة".
ويتساءل بيمونت عن سبب استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيميائي الآن بعد أيام من وصول الفريق الدولي لمفتشي الأسلحة الكيميائية إلى سوريا.
وينسب الكاتب إلى محللين القول إنهم لمسوا في الآونة الأخيرة تراجعا في استخدام الأسلحة الكيميائية المزعومة في سوريا.
وأشار بيمونت إلى أن هناك تفسيرا محتملا ألا وهو أن القوات النظامية، التي استطاعت إحراز العديد من الانتصارات في الآونة الأخيرة، كانت تحتفي بهذه الإنجازات بهذه الطريقة.
وأوضح أن "صمت المجتمع الدولي حول الانقلاب في مصر، والتوتر في تونس، وإزدياد حالة عدم الاستقرار في ليبيا، لربما شجع الجيش السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأضاف كاتب المقال أن "الغوطة لطالما كانت مشكلة لا تنتهي بالنسبه للنظام السوري نظرا لقربها من العاصمة دمشق ومقاومتها للجيش السوري ومساندتها للمعارضة.. وهو ما قد يكون شجع على اتخاذ خطوات مبالغ فيها".
وختم بيمونت بالقول إنه "مهما كانت الأسباب التي تقف وراء استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإنها بلا شك ستغذي الصراع الدائر في البلاد ليتسع شيئا فشيئا إلى الدول المجاورة، وهذا أمر مخيف بلا شك".
الديلي تلغراف
ونطالع في صحيفة الديلي تلغراف مقالا لديفيد بلير بعنوان "لم يتم فقط اختبار الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما بل تم تجاهلها بالكامل".
وقال بلير إن "التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت واضحة للغاية، إذ أنه أكد منذ عام تقريبا أنه في حال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية فإنها بذلك تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء وأنه سيكون هناك إعادة للحسابات في المنطقة".
وأضاف "في حال تم تأكيد مقتل المئات من السوريين بالغاز السام بالقرب من دمشق أمس، فإن الرئيس السوري بشار الأسد بذلك يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما".
وأوضح بلير أن تصريحات أوباما حول هذه الخطوط "لم تكن ذات أهمية تذكر في الحقيقة"، فبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أقروا خلال العام الماضي باستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، فما كان من واشنطن إلا أن أعادت رسم "خطوطها الحمراء".
فالتهديد في بادئ الأمر اقتضى بأن كل شيء سيتغير في حال استخدام النظام الأسلحة الكيميائية - بغض النظر إن استخدمها وهو في حالة غضب. إلا أن الأسد عمل على استخدام الغاز ضد أعدائه على نطاق مصغر، وبذلك لا يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء الجديدة.
وفي حال أثبتت التقارير الأخيرة صحة استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية على نطاق أوسع منذ عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسن، فإنه بذلك يكون بلا شك قد تجاوز "الخطوط الحمراء" أو تجاهلها تماما متحديا عدوه بفعل الأسوأ.
وفي نهاية المقال، يقول بلير إنه في حال ثبات تسمم مئات السوريين بالغاز فإن مصداقية أوباما حول الخطوط الحمراء قد تكون الضحية التالية.
وكتب روبرت فيسك مقالا في صحيفة الإندبندنت تناول فيه مستجدات الوضع في مصر، وأحدثها قرار الإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وجاء عنوان المقال كالتالي: "لابد أن الرئيس السابق لن يشعر بالغربة في المأساة المصرية اليوم"، وذلك في ما يبدو أنه إشارة على سوء الأوضاع في البلاد من وجهة نظر الكاتب.
وقال فيسك "مبارك سيصبح طليقا، وقد يتراءى للبعض أن هذا الأمر هو ضرب من الخيال إذ أن قرار الإفراج عنه كان يعتبر مستحيلا بعد ثورة 25 يناير، إلا انه أضحى حدثا طبيعيا بعد المجازر التي حدثت مؤخرا والتي راح ضحيتها المئات على أيدي قوات الأمن والشرطة".
وانتقل فيسك للحديث عن أوضاع مصر، فيقول "تنتشر اليوم في القاهرة العديد من الصور الملونة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بلحية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وإلى يمينه الجنرال الأكثر وسامة، عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء وقائد الجيش المصري."
ويمضي فيسك قائلا "مما لا شك فيه أن الجميع يعلم الشخصيات الجيدة والسيئة في هذه الصور".
وأشار فيسك إلى أن قنوات التلفزيون الرسمية، التي تعمل على مدار الساعة، وضعت أعلى شاشاتها عنوان "مصر تحارب الإرهاب"، مضيفا أن المشاهدين يميلوا إلى تصديق هذا.
ولفت الكاتب إلى أن التغطية الإعلامية لمقتل 25 عنصرا من الشرطة المصرية في سيناء فاقت في أهميتها مقتل 36 سجينا مصريا خلال محاولة نقلهم من سجن إلى آخر.
فضلا عن ذلك، ذكر فيسك أن منظمة هيومن رايتش ووتش تقول في تقرير مزمع نشره اليوم إن بوسعها تأكيد وقوع أضرار بـ37 كنيسة في أرجاء مصر. ففي المنيا على سبيل المثال، قام مناصرون لجماعة الإخوان المسلمين بالاعتداء على مراكز للشرطة ومؤسسات مسيحية.
وبعد هذا الاستعراض، يختم فيسك قائلا إنه إذا غادر مبارك سجن طرة الذي أضحى اليوم مكانا لحبس الإخوان، فإنه سيجد "مصر الجديدة التي تتمتع بنسبة ضئيلة من الحريات الفردية".