رئيس الجالية المصرية في كييف : "أخشى ان يُقسّم الاخوان مصر كما قسّم الترابي السودان"
كييف/أوكرانيا بالعربية/برزت أحداث الاشتباكات بين أنصار ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي، التي اندلعت بمدينة الإسكندرية يوم الامس 21 كانون الاول/ديسمبر عقب صلاة الجمعة، وخلفت عشرات الجرحى، قبل ساعات من بدء المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور.
و قد توجه اليوم ملايين المصريين إلى لجان الاقتراع في 17 محافظة، للمشاركة في المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على مشروع الدستور، بعد يوم دام عاشته مدينة الإسكندرية أمس، وشهد سقوط أكثر من 100 جريح، في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه.
واستبقت الرئاسة المصرية الاستفتاء بإعلان توقيع مرسي قائمة تعيينات في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) الذي سيعهد إليه بمهمة التشريع فور إقرار الدستور الجديد، خلت من أعضاء "جبهة الإنقاذ الوطني"، التي تضم قوى المعارضة الرئيسة.
وفي الوقت نفسه الذي يراقب فيه المصريون بقلق عملية الاقتراع على مشروع دستور قد يقسم البلاد بعد سنوات طويلة من من الفساد التي انهكت مصر و شعبها، كان المصريون في أوكرانيا يشاركون اشقائهم في الداخل في القلق نفسة فقد توجه 30 بالمائة فقط من المسجلين رسميا في كشوف لجنة الانتخابات المصرية للادلاء باصواتهم على مشروع الدستور و كانت نتجة هذه المشارك ان صوت 80 بالمائة بـ "لا" للدستور بينما صوب بـ"نعم"للدستور فقط 20 بالمائة .
و هذه هي الصورة نفسها في الداخل المصري فلم يلقى مشروع الدستور مشاركة كبيرة، و في هذا الصدد أجرت "أوكرانيا بالعربية" حوار مع رئيس الجالية المصرية في كييف د. وليد عطية حيث قال :"ان الخطأ الاساسي بدأ منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أصدرها المجلس الاعلى آنذاك في مارس 2011 قبل الانتخابات الرئاسية التي كان من المفروض ان تخضع لدستور جديد يُلبي مطالب الثورة و التي هي الاساس في هذا التغيير و التي كانت قادرة على ان تجنب البلاد هذا الانقسام و التوتر" .
و أضاف عطيه "انني اراقب بقلق لما يحدث في مصر و الانقسام في الصف المصري الذي ادعو الله ان يحمي بلدنا منه و لكن ما يطمئن ان الشعب المصري في وعي كبير و بدأ يمارس حقة في تقرير المصير فهو كالطفل الذي يتلقى علومه شيء فشيء".
اما خطوة الاخوان في اجراء تعديلات مبكرة على الدستور فيفسرة رئيس الجالية المصرية في كيف بأنه انفتاح لشهوة الاخوان على السلطة و رغبتهم بالاستئثار بها لمدة طويلة و لا يرى عطية في المبررات التي يقدمها الاخوان لهذا المشروع بانها كافية، فقد قال :"أنني اتوجه للرئيس محمد مرسي لاذكره بانه قد قدم لسدة الحكم باصوات 51 بالمائة فقط اي ان هنالك 49 بالمائة لا يريدونه و هذا مؤشر يدعو التفكير الطويل" و ختم عطية حواره قائلا : "انني اخشى ان يُقسّم الاخوان مصر كما قسم الترابي السودان فالمراقب للخارطة الديموغرافية للناخبين يلاحظ التفاوت الكبير بين مواقف اهالي المدن الرئيسية مثل القاهرة والاسكندرية الذين صوتوا ضد مشروع الدستور ونظرائهم في الصعيد (سوهاج واسيوط مثلا) وجميع محافظات سيناء الشمالية والجنوبية ومحافظة الشرقية (مسقط رأس الرئيس مرسي) الذين ايّدوا الدستور و هذا ما أخشاه لان يتطور الى انفسام اجتماعي" .
و من الجدير بالذكر ان السلطات المصرية قد مددت التصويت اليوم في المرحلة الثانية و الاخيرة حتى ساعات متأخرة من الليل.
المصدر : أوكرانيا بالعربية