قصيدة أهلاً بعيدكِ ... بقلم الشاعر ذو الكفل سعيد
كييف/أوكرانيا بالعربية/ في يوم الامرأة العالمي و يوم الام نقدم لكم قصيدة للشاعر العربي السوري ذو الكفل سعيد
بمناسبة عيد الام تحت عنوان :
أهلاً بعيدكِ..
أهلاً بعيدكِ أمي ..فالدّنى ألق
فهل لآذار من عينيكِ تجديدُ ؟!!
عذراً من الورد إذ أسقيه من ألمي
فأميَ ارتحلتْ.. والقلب موؤدُ
عذراً من الشمس في عينيَّ مرهقةٌ
فللهموم وللأحزان تصعيدُ..
أنا الغريب وحولي الأرض ضاحكةٌ
كأنّ حبكِ في الأشياء موجودُ !!.
ما أنتِ يا نسمةً في الأفقِ قد عبرتْ؟!
فاللروابي على الآفاق توريدُ !!
في الكون لحنٌ بنبض القلب مؤتلقٌ
كأنما في سماء الحب تغريدُ ؟!
اليوم فاضَ الهوى .. فالأرضُ عاشقةٌ
حيث التفتُّ .. هواكِ العذبُ مشهودُ !!
تلهو الفراشات عبر الجوّ عابقةً
كأنّ روحكِ في الأجواء مولودُ..
للحب ترقص أسراباً ملوّنةً
مثل الصلاة.. ووجه اللهِ معبودُ
عبير إِسمكِ كل الكون ينشدهُ
بالحب والنور والإيمان منشودُ ..
أنتِ التي في ضمير الدهر باقيةٌ
والحب دونكِ في الأيام مفقودُ ..
شمس الطفولةِ من عينيكِ ترجعُ ليْ
فترتوي من رؤى أهدابكِ البيدُ ...
أماهُ يا جنَّتي الأولى وأغنيتي
لولاكِ في العمر لا دفٌ ولا عيدُ !!
تباركتْ يدكِ الخضراء إن لمستْ
كأنها ليد الرحمن ترديدُ
رضاكِ يا أمُّ من رضوان خالقنا
فمن دعائكِ يأتي العفوُ والجودُ ...
أما بأقدامكِ الجنَّاتُ قد وشمَتْ؟!
فهل لحبكِ عند اللهِ تحديدُ ؟!!
تصبو الملائكُ أشواقاً لموعدها
فنورها في لقاء الأمّ موعودُ ..
هي الطهارةُ ..في أنوارها اعتصمتْ
والنور حبلٌ من الرحمن ممدودُ
هي التي سهرتْ خوفاً يؤرّقها
همُّ البنين ..وليل الأمّ تسهيدُ ..
تبني الحياة على الأيام في ولدٍ
ُ وعمرها في دروب العيش مهدودُ !!..
كل البنين إلى الأنوار تطلقهمْ
وقلبها في غلال الحب مصفودُ !!..
يا رحمةً من فؤاد الله قد نزلتْ
فحبّها من وجود الله موجودُ !!..
الله .. والأمّ طيبٌ من قداستهِ
أما بحبهما للهِ تمجيدُ ؟!!
كم تشتهي جنَّةُ الرحمن عودتها
كأنها النُّور للجناتِ مردودُ ؟!!
تقدّس الشعر يا أمّاه في لغتي
فالحرف من نوركِ الفيّاض مولودُ
شعر : ذوالكفل سعيد
من ديوان "امي يا شمسي الباقية"
أوكرانيا-كييف