مطابخ ميدانية تعمل في منطقة سومي

مشروع "شاحنة الطعام" والمتطوعون يقدّمون آلاف الوجبات يوميًا للسكان المتضررين من القصف وانقطاع الكهرباء
كييف/أوكرانيا بالعربية/ في أعقاب القصف العنيف الذي استهدف منطقة سومي خلال الأيام الأخيرة، تدهور الوضع الإنساني في مدينة شوستكا بشكل حاد، بعدما تضررت البنية التحتية للطاقة وانقطع التيار الكهربائي والماء عن معظم الأحياء. وبعد جهود إصلاح عاجلة، استُعيدت إمدادات الغاز جزئيًا، فيما بادرت السلطات والمنظمات التطوعية بفتح "نقاط إغاثة" لمساعدة السكان المتضررين.
وفقًا لتقارير قناة "فريدوم"، تعمل فرق الإنقاذ في المنطقة على تشغيل مطابخ ميدانية متنقلة تقدم وجبات ساخنة بشكل يومي لآلاف الأشخاص، بينهم كبار السن والنازحون من مناطق القتال، الذين وجدوا أنفسهم بلا كهرباء أو وسائل تدفئة مع اقتراب فصل الشتاء.
ومن أبرز المبادرات الإنسانية العاملة في المنطقة، مشروع "شاحنة الطعام" – وهو مطبخ متنقل متكامل حُوّل من مقطورة بضائع كبيرة إلى وحدة طهي ميدانية. يقود المشروع الشيف الأوكراني أوليغ بيبيكوف، الذي قرر تسخير خبرته في الطهي لخدمة المتضررين من الحرب منذ الأيام الأولى للغزو الروسي.
وقال بيبيكوف في حديثه:
"يزورنا أيضًا النازحون الذين انتقلوا إلى سومي من مناطق يوناكيفكا وكراسنوبيليا وبيلوبيليا وميروبيليا، بالإضافة إلى المتقاعدين وغيرهم ممن يحتاجون إلى طعام ساخن. في المتوسط نُعدّ نحو 2.5 ألف وجبة يوميًا، لكن بعد القصف الأخير ارتفع العدد إلى نحو 5 آلاف وجبة يوميًا."
وأوضح أن حجم المواد المستخدمة يوميًا مذهل:
"نستهلك حوالي 500 كيلوغرام من اللحم وأكثر من 1.2 طن من العصيدة. الكميات تتغير يومًا بعد يوم، حسب نوع الحبوب المتوفرة لدينا."
ويضم فريق بيبيكوف حاليًا ستة طهاة متطوعين يعملون دون توقف لتلبية احتياجات الأهالي. ويأمل الفريق في توسيع نطاق عملهم بإطلاق مطبخ ميداني إضافي يمكن نقله إلى مناطق قريبة من خط المواجهة لتقديم الدعم الإنساني الفوري هناك.
من بين المستفيدين من هذه المبادرة، ليديا فيدوروفنا، وهي سيدة مسنّة اضطرت إلى مغادرة قريتها موغريتسيا القريبة من الحدود الروسية بسبب القصف المستمر. وقالت ليديا:
"كانت الطائرات المسيّرة تحلق باستمرار فوقنا وتقصف منازلنا. دمروا المدرسة وأحرقوا البيوت، فهربنا. المطبخ الميداني رائع، إنه ينقذنا فعلاً، والطهاة هنا متعاونون جدًا."
أما صوفيا، وهي إحدى سكان سومي، فقالت:
"الطهاة يعملون بلا كلل من أجلنا، يطبخون طعامًا لذيذًا ويساعدون الجميع. في مثل هذه الظروف، هذه المساعدة لا تقدر بثمن."
ويُذكر أن "شاحنة الطعام" سبق أن عملت في مناطق تشيرنيهيف، وخاركيف، وخيرسون خلال فترات القصف المكثف، قبل أن تنتقل مؤخرًا إلى سومي. وتتمتع الشاحنة بقدرة عالية على الحركة، إذ يمكنها الوصول إلى أي منطقة في أوكرانيا خلال تسع ساعات فقط، والبدء في تقديم الوجبات الساخنة خلال ساعتين من وصولها.
بهذه المبادرات الإنسانية، تؤكد أوكرانيا مرة أخرى على روح التضامن المجتمعي والصمود المدني في مواجهة الهجمات الروسية المتواصلة.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
