مستشار بوتين: أوكرانيا ستجني فؤاد جمة في حال انضمامها إلى الاتحاد الجمركي، مقابل خسائر كبيرة بالانضمام للتجارة الحرة مع أوروبا

05.03.2013 - 19:00 #فلاديمير بوتين, #الغاز, #فيكتور يانوكوفيتش, #أوكرانيا وروسيا

يرى الاقتصادي الروسي سيرغي غلازيف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا في حال انضمامها إلى الاتحاد الجمركي ستجني فؤاد جمة، مقابل خسائر كبيرة ستنتظرها في حال اختارت طريق الانضمام إلى منطقة التجارة الحرة مع أوروبا.

كييف/أوكرانيا بالعربية/يرى الاقتصادي الروسي سيرغي غلازيف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا في حال انضمامها إلى الاتحاد الجمركي ستجني فؤاد جمة، مقابل خسائر كبيرة ستنتظرها في حال اختارت طريق الانضمام إلى منطقة التجارة الحرة مع أوروبا.

وأورد غلازيف في لقاء تلفزيوني أمس أرقاما وإحصاءات دعما لفكرته وقال:"نحن نجري مشاورات مع أوكرانيا والحكومة الأوكرانية منذ 3 سنوات وأجرينا دراسة وحسابات بالاشتراك مع خبراء أوكرانيين من أكاديمية العلوم الأوكرانية تفيد بأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي سينعكس زيادة على الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030 بما لا يقل عن 6% إن لم يكن أكثر، اي ما يعادل 5 مليارات في العام التالي للانضمام، وقرابة34 مليار دولار بحلول العام 2030 "، وشدد غلازييف على أن هذه الأرقام هي "أرقام إضافية على الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا، أما في حال انضمت أوكرانيا إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي التي يجري الحديث عنها الآن فإنها ستفقد حسب تقديراتنا 1.5 % من الناتج المحلي الإجمالي أي ما يعادل 4 مليارات دولار سنويا وذلك بسبب تراجع شروط التجارة الخارجية".
وأشار غلازيف أن أوكرانيا تعني حاليا عجزا في ميزانها التجاري بمقدار 5 إلى 6 مليارات دولار وإذا ما شاركت في الاتحاد الجمركي فإن ذلك سيسمح لها بالقضاء على هذا العجز نهائيا وذلك من خلال حل مشكلة الغاز بين روسيا وأوكرانيا وقال:"انضمام أوكرانيا سيحل هذه المسألة بشكل أوتوماتكي إذ أن لدينا اتفاقية في الاتحاد الجمركي تنص على وجود تحديد أسعار غاز مربحة بنفس القدر على جميع أراضي الاتحاد الجمركي، كذلك ستلغى الرسوم الجمركية، وكافة العوائق أمام تجارة المواد الغذائية وهذا ما سيحسن بدوره بالإجمال شروط التجارة أمام أوكرانيا بمقدار 9 مليارات دولار سنويا ويساهم في استقرار العملة الأوكرانية" حسب تأكيد غلازيف.

وشدد مستشار الرئيس الروسي على أن هذه الأرقام ليست من وضع الروس فقط بل والأوكرانيين أيضا" إنها حصيلة دراسة استمرت 3 سنوات بمشاركة اختصاصيين من أكاديميتي العلوم الروسية و الأوكرانية وقد تم نشر هذه الأرقام ولم يبد الجانب الأوكراني على الإطلاق أي شك فيها ولا مرة واحدة"وردا على سؤال حول سبب مماطلة أوكرانيا في التوقيع على اتفاقية الانضمام إلى الاتحاد الجمركي قال غلازييف:" الأوكرانيون يقولون أن لديهم خيارا حضاريا مغاير وهذا الكلام من المستغرب سماعه من كييف التي تعتبر مهد حضارتنا المشتركة كذلك يقولون إن أوروبا ستعطيهم استثمارات أكثر. وهذا أيضا غير صحيح لأن روسيا هي المستثمر الأكبر في الاقتصاد الأوكراني وتتفوق في ذلك مرتين على الدول الأوربية مجتمعة" لكن كييف تماطل في التوقيع على اتفقاية التجارة الحرة مع أوروبا لأنها تعي حسب غلازيف أن "انضمامها إليها سيغلق أمامها باب الانضمام إلى الاتحاد الجمركي مع رويسا وكازاخستان وبيلاروسيا".
وأكد مستشار الرئيس الروسي أن انضمام أوكرانيا إلى اتفاقية الاتحاد الجمركي سيعود بالفائدة أيضا على روسيا التي ستحصل "على 12 مليار دولار بحول العام 2030 كأموال إضافية على الناتج المحلي الإجمالي كما أن صناعة الطيران والسفن والصناعة النووية في كلا البلدين متشابكة بشكل وثيق وتشكل مجمعا واحد، لذا عندما نحاول إقناع الجانب الأوكراني بضرورة الانضمام إلى الاتحاد الجمركي فإننا ننطلق في ذلك من مصالحنا المشتركة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاول أمس إقناع نظيره الأوكراني فكتور يانوكوفيتش بضورة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي وقال خلال لقاء جمعه بيانوكوفيتش في موسكو " أعتقد أن حجم الناتج المحلي لأوكرانيا في حال انضمامها إلى الاتحاد سيرتفع من 1.5% إلى 6.5%
بدوره رد الرئيس الأوكراني سبب انخفاض حجم التبادل التجاري مع روسيا إلى ما أسماه انخفاض تطور التكامل الاقتصادي لبلاده مع بلدان الاتحاد الجمركي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان).
وقال": الاتحاد الجمركي تطور على مدى سبع سنوات، وقد شاركت أوكرانيا في عملية إحداثه ثم حصلت فترة انقطاع ولم تقر أوكرانيا عمليا أي قانون من قوانين الاتحاد الجمركي. الحديث اليوم يجري بشكل أساسي على المستوى السياسي. علينا النظر في صيغة مشاركة أوكرانيا في الاتحاد الجمركي وإجراء محادثات بهذا الشأن".
و ردا على سؤال للصحفيين أكد يانوكوفيتش أن الخبراء الأوكرانيين يقيمون بطرق مختلفة فائدة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي " هناك تقديرات مختلفة منها الإيجابي، وهناك من يعارض هذه الخطوة. المشكلة الآن هي على المستوى السياسي أكثر منها على المستوى الاقتصادي. علينا أن نشرك في نقاشها حكومتي البلدين وأن تعمل اللجان المشتركة، وعندما ننظر في كافة الوثائق ستنجلي الصورة".