موسكو تشترط انسحاب قوات الناتو من البلطيق لإنهاء الحرب في أوكرانيا: تهديد جديد للاستقرار الأوروبي

الكرملين يربط إنهاء الحرب بمطالب توسعية تتجاوز أوكرانيا وتستهدف الناتو في البلطيق... وتحذيرات غربية من تصعيد روسي إقليمي قبل عام 2030
في تصعيد لافت للخطاب السياسي الروسي، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأن الحرب المستمرة ضد أوكرانيا لن تنتهي ما لم يُقدم حلف شمال الأطلسي (الناتو) على سحب قواته من دول البلطيق، في مطلب يتجاوز الحدود الأوكرانية ليطال النظام الأمني الأوروبي بأكمله.
وجاءت تصريحات ريابكوف، المسؤول عن ملف العلاقات الروسية الأميركية، خلال مقابلة أجراها مع وكالة الأنباء الحكومية الروسية "تاس"، حيث أكد أن "تقليص وجود الحلف في دول البلطيق سيساهم في إنهاء الصراع". واعتبر أن توسع الناتو شرقًا هو أحد الأسباب "الجوهرية" للصراع، وليس الوضع في أوكرانيا بحد ذاته.
"يطالب الجانب الأميركي بخطوات عملية لمعالجة الأسباب الجذرية للتناقضات الأمنية بين موسكو والغرب... ومن هذه الأسباب، توسع الناتو المستمر شرقيًا"، بحسب ريابكوف.
تصريحات ريابكوف تمثل تأكيدًا جديدًا على أن الكرملين ينظر إلى الحرب في أوكرانيا على أنها جزء من صراع أوسع مع الناتو، وليس مجرد مواجهة إقليمية. ويرى مراقبون أن موسكو تسعى لتغيير قواعد النظام الأمني الأوروبي من خلال الحرب، وفرض توازنات جديدة بالقوة.
وكان المسؤول الروسي قد لوّح سابقًا بإمكانية رفع الوقف الطوعي لنشر الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، ما يُعد تهديدًا صريحًا لأمن القارة، ويعزز المخاوف من اندلاع سباق تسلح جديد.

تأتي هذه التصريحات في سياق تقارير متزايدة حول استعداد روسيا لمواجهة طويلة الأمد مع الناتو. ففي 10 يونيو/حزيران، أفاد معهد دراسات الحرب الأميركي (ISW) أن روسيا قد تبدأ عمليات عسكرية ضد دول الحلف بحلول عام 2030.
وفي السياق نفسه، حذّر الأمين العام للناتو، مارك روته، من أن موسكو تعمل على إعادة بناء قوتها العسكرية بسرعة، بالتعاون مع دول مثل الصين، وكوريا الشمالية، وإيران. وتُشير تقارير الاستخبارات الغربية إلى أن روسيا تخطط لإنتاج 1500 دبابة، و3000 عربة مدرعة، و200 صاروخ إسكندر بحلول عام 2025.
كما ذكرت تقارير ألمانية أن الجيش الألماني سيجري مناورات كبرى في سبتمبر/أيلول 2025 لمحاكاة سيناريوهات هجوم روسي محتمل على دول البلطيق، بينما أفادت صحيفة "إلتاليهتي" الفنلندية أن موسكو لم تتخلّ عن خطط هجومية ضد فنلندا، إستونيا، والنرويج.
تعكس تصريحات ريابكوف تصعيدًا استراتيجيًا روسيًا واضحًا، وتُظهر أن الكرملين يربط بين استمرار الحرب في أوكرانيا وإعادة تشكيل الخريطة الأمنية لأوروبا. كما تُشير إلى أن موسكو تسعى إلى ابتزاز الغرب سياسيًا عبر التلويح بتهديدات تتجاوز أوكرانيا، وهو ما يستدعي ردًا حازمًا من قبل الناتو والمجتمع الدولي.
المصدر: أوكرانيا بالعربية