خلال مكالمة هاتفية مع ترامب: بوتين يضع شرطًا مفصليًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

د. فرج الله: مطلب بوتين لأوكرانيا بالانسحاب من دونيتسك يعد شرطا تعجيزيا يُجهض جهود السلام
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي جرى قبل أيام، بأن تتنازل كييف عن السيطرة الكاملة عن إقليم دونيتسك الواقع في شرق أوكرانيا، مقابل إنهاء الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى مطلعين على فحوى المكالمة أن هذا الشرط يُعدّ عقبة كبيرة أمام أي اتفاق سلام محتمل.
وتُعدّ دونيتسك منطقة استراتيجية ذات أهمية كبرى، حاولت موسكو السيطرة عليها بالكامل، إلا أنها قوبلت بتصدٍ مستمر من القوات الأوكرانية التي تعتبرها خط الدفاع الأساسي أمام أي تقدم روسي سريع غربًا باتجاه العاصمة كييف. وبحسب المسؤولين، فإن تركيز بوتين على دونيتسك يعكس تمسكه بمطالبه السابقة التي حالت دون إحراز تقدم سياسي لإنهاء الحرب، رغم تفاؤل ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق.
ومنذ عام 2014، تسيطر روسيا وقوات الانفصاليين المدعومة منها على أجزاء من الاقليم، لكنها لم تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة عليه.ولم يعلق ترامب علنًا على مطلب بوتين بالحصول على دونيتسك بالكامل.
وكان ترامب قد التقى يوم الجمعة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وقال بعد الاجتماع: "حان الوقت لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق. لقد أُريق ما يكفي من الدماء، ولتُرسم خطوط الحدود على ما هي عليه. ليدّعِ كل طرف النصر، ولتقل كلمتها كتب التاريخ".
وبحسب المسؤولين، اقترح بوتين خلال المكالمة أن تكون موسكو مستعدة للتخلي عن أجزاء من مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون، مقابل حصولها على السيطرة الكاملة على دونيتسك. واعتبر بعض المسؤولين في البيت الأبيض هذا الطرح مؤشراً على "تراجع محدود" في المطالب الروسية مقارنة بمحادثات عُقدت في أغسطس/آب في ألاسكا. لكن مسؤولاً أوروبياً رفيعاً وصف العرض بأنه "لا يشكل تقدماً حقيقياً".
وصرح د. فرج الله رئيس تحرير أوكرانيا بالعربية، بان مطلب بوتين لأوكرانيا بالانسحاب من دونيتسك يعد شرطا تعجيزيا يُجهض جهود السلام وخطة مفخخة، فمن جهة لا يمكن للرئيس الأوكراني أن يقبل بالانسحاب من أي أراضي سيادة أوكرانية إذ يعد ذلك خيانة للجيش الأوكراني وتراجع عن مبادئ الدستور الأمر الذي يعرضه للمسائلة وربما حجب الثقة، ومن جهة أخرى يعود الفضل بصمود القوات الأوكرانية في هذا الإقليم إلى جدار تحصينات منيع صمد لأكثر من عقد من الزمان في صد القوات الانفصالية ومن ثم القوات الروسية ، والتنازل عنه يعتبر بمثابة انتحار أوكراني إذا سيمكن روسيا من الوصول إلى إقليم دنيبروبيتوسفك وسيكشف إقليم خاركيف جنوبا وسيطوق إقليم زابوريحيا شمالا.
ولم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض أو الكرملين على ما ورد في التقرير.ويأتي ذلك بينما لم تشهد خطوط القتال بين القوات الروسية والأوكرانية أي تغييرات جوهرية خلال العام الماضي، إذ تسيطر موسكو حاليًا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بعد الغزو الذي بدأ في فبراير/شباط 2022.
وأعاد ترامب تركيزه مؤخرًا على الحرب في أوكرانيا بعد نجاحه في وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل .
المصدر: أوكرانيا بالعربية
