برتقاليو أوكرانيا: أيها العرب احذروا الفخ !

إن كان العرب بحاجة إلى نصيحة فيجب عليهم أن يحذروا من السياسيين الذين يحملون وعودا فارغة...‏ لأن للأوكرانيين وجهة نظر وانطباعاً يبدو أنه مختلف جذرياً عما يتابعه العالم لمجريات الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية لجهة التغييرات ذات الطابع الثوري الشعبي. ولأن هذا البلد له خصوصية في

كييف - اوكرانيا بالعربية / إن كان العرب بحاجة إلى نصيحة فيجب عليهم أن يحذروا من السياسيين الذين يحملون وعودا فارغة...‏ لأن للأوكرانيين وجهة نظر وانطباعاً يبدو أنه مختلف جذرياً عما يتابعه العالم لمجريات الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية لجهة التغييرات ذات الطابع الثوري الشعبي. ولأن هذا البلد له خصوصية في تجربة لم تكن بالهينة في مقاييس الظروف الثورية في العالم فإن المفاجأة تكمن في بعض المواقف التي تخرج من صلب الشارع..هذا إذا اعتبرنا أن مساحة قد لاتبدو واسعة بين وجهة نظر السلطة في أوكرانيا وماضيها الثوري وبين تعاطي المواطن مع تاريخه النضالي..‏‏ في سياق الاحتكاك المباشر مع الناس في كييف العاصمة أو في أي مدينة أخرى ثمة ما يوحي بأشياء لا تخطر ببال من يتحدثون بحماسة عن الثورة العربية.. ولأن الواقع هكذا من وجهة نظر كاتب المقال إذ لم يستطع أن يخفي ذاك الانطباع الذي بدا واضحاً على محيا من تلقوا السؤال.. ما رأيكم بقوة الثورات العربية اليوم؟‏‏ فيكون عندها العبوس والدهشة هما سيدا الموقف وبكل صراحة:« نحن لا نتابع ما يجري من أحداث» والشهادة التي يمكن تجسيدها على لسان خبير شاب في العلاقات الدولية حين قال:« إن السبب كما يراه جزءاً من تركيبة الأوكرانيين فهم كانوا فيما مضى ذوي ولاء كبير للثوريين في جميع أنحاء العالم وذلك قبل الفيس بوك فقد أصبح كل من تويتر وجين شارب من الأسماء المعروفة وقد ظهروا يرتدون زياً برتقالياً ناصعاً مطالبين بالتغيير.‏‏ في رأي البعض فإن بريق البرتقالي بدأ يتلاشى مع انفراط عقد الثقة بين الشارع والسلطة التي وصلت إلى الكرسي على أكتاف الثورة.. فالثورة البرتقالية لم تكن ثورة حقيقية!‏‏ يمكن أن نغفر للأوكرانيين موقفهم السلبي تجاه رؤية المصريين والتونسيين الشباب المتفائلين الذين يقلبون أنظمتهم خلال الاحتجاج السلمي.. فقد كان التحالف البرتقالي فاسداً منذ العام 2004 والبرلمان أضحى وقفاً للرئيس واعتبر مؤسسة الأختام الأمر بأمره.. ورداً على النصر الواهم كان للرئيس سلطات في المحكمة العليا بالرغم من تحسن اقتصاد البلاد فقد كان ذلك على حساب الحريات.. واستوطن الفساد الآن أكثر من عصر كوشما حتى إن الاتحاد الأوروبي جمد 100 مليون دولار كخطة لمساعدة كييف ولهذا لم يعد للبلاد أي طموح للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي...‏‏ إذن ما الدروس التي ترسلها أوكرانيا للرؤوساء الجدد في العالم العربي؟‏‏ الأول بسيط: لا تعط الكثير من الوعود كما قال وزير خارجية أوكرانيا مؤخراً:« خلال سنوات ما يسمى بالقاعدة البرتقالية وعد رؤساء الفئات للقيادة البرتقالية بكل شيء.. لكن التضخم أكل منذ فترة من الزمن كل شيء.. ومنع الدخول إلى الاتحاد الأوروبي».‏‏ والثاني : كن حذراً من ثورة مضادة فالمشكلات السياسية الداخلية حتمية أثناء وقت الانتقال والقوات التي تكون ضد الديمقراطية شيوعية كانت أم دينية أم غيرها ماعدا ذلك ستترصد في الظل وستلعب على الأفكار المحسوسة بعد الاستقرار وذلك لمضان قواعد سلطتهم وجذب الشعب إليهم...‏‏ كتبت الزعيمة المعارضة... يولا تيموشينكو مؤخراً على موقع ويب الجزيرة:«أثناء وبعد ثورة البرتقال كنت أتكلم دائماً عن أخطار الآمال غير الواقعية». وأوكرانيا بالنسبة للمؤرخ والمحرر أندريه بورتنوف‏‏ « فقدت فرصتها لعدة سنوات..»‏‏ لاعجب أن برامج وصحف أخبار أوكرانيا مجردة من تغطية ما يسمى الربيع العربي.. ودعنا نتمنى ألا تتبع الأحداث في شمال إفريقية نفس الطريق الملتوي الذي تبعته ثورة البرتقال.‏‏                                                                           

 بقلم ليونيل بيهنر


      الغارديان ، الأربعاء 16-3-2011م


     ترجمة: حنان علي 

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
الرئيس الأوكراني يقيل سفراء بلاده بعدد من الدول والمنظمات
سياسة
فيتسو: زيلينسكي عرض علي 500 مليون يورو مقابل دعم انضمام أوكرانيا للناتو
سياسة
المستشار الألماني يعلن إمدادات عسكرية جديدة لأوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
Others for arabic and russian
رغم صعوبة الخيار بين العملاقين الشرقي والغربي الا أن الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش يصرح بأن خيار أوكرانيا الاستراتيجي هو الشراكة مع أوروبا
Others for arabic and russian
أوكرانيا تسعى لتهدئة المخاوف الروسية بشأن الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
Others for arabic and russian
أمريكا تغازل ايران علنا والعرب اضحوكة مجددا ً... بقلم عبد الباري عطوان
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.