بودولياك: روسيا تُثبت مرارًا أنها لا تريد السلام بل تسعى إلى أطول حرب ممكنة

مستشار الرئيس الأوكراني يؤكد أن موسكو غير مهتمة بإنهاء الحرب وأن واشنطن تدرك ضرورة ردع روسيا في أوروبا الشرقية
كييف/أوكرانيا بالعربية/ صرّح ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، بأن روسيا تُثبت يومًا بعد يوم أنها لا تسعى إلى السلام، بل إلى إطالة أمد الحرب إلى أقصى حد ممكن. جاء ذلك خلال مقابلة له على قناة "فريدوم"، حيث تحدث عن تطور العملية التفاوضية الدولية بشأن تحقيق السلام، والدور المحوري الذي تلعبه الولايات المتحدة في رسم معادلة الأمن في أوروبا الشرقية.
أوضح بودولياك أن الولايات المتحدة مهتمة بإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، لكنها تدرك أن ذلك لن يتحقق من دون بناء منظومة ردع فعالة ضد روسيا على الحدود الشرقية لأوروبا.
وقال:
"تشهد عملية التفاوض بشأن تحقيق السلام تطورًا ديناميكيًا. الولايات المتحدة تدرك أنه بدون رؤية واضحة لكيفية بناء برنامج ردع روسيا على الحدود الشرقية، لن يحدث شيء، ولن تنتهي الحرب".
وأشار إلى أن الوفد الأوكراني يعمل بفعالية عالية في العملية التفاوضية ويُحافظ على موقف واضح من القضايا الأمنية والعسكرية، مؤكدًا أن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها تعتمد على سرعة توريد الأسلحة وتوطيد المواقف الأوروبية المشتركة.
شدد بودولياك على أن روسيا ليست مهتمة بأي تسوية سلمية في هذه المرحلة، بل تُواصل الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة في محاولة لإطالة أمد الحرب.
وقال:
"روسيا غير مهتمة بالمفاوضات ولا بإنهاء الحرب. بمهاجمتها أوكرانيا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، تُثبت مرارًا أنها لا ترغب إلا في حرب لا نهاية لها. قد تُخفف حدة الأعمال القتالية مؤقتًا فقط عندما تحتاج إلى إعادة تعبئة مواردها أو تجنيد المزيد من المقاتلين".
وأكد أن الكرملين يعتمد على استنزاف أوكرانيا وإطالة الصراع لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الدم الأوكراني، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية لا تُعبّر عن رغبة في السلام بل عن سعي متواصل للحرب الطويلة.
الولايات المتحدة تضع الضمانات الأمنية على الطاولة
وأشار بودولياك إلى أن الولايات المتحدة تُدرك المخاطر الأمنية المتزايدة في أوروبا الشرقية، خصوصًا في أوكرانيا، وأنها تعمل على معالجة هذه التهديدات لضمان استقرار القارة.
وأضاف:
"تُدرك الولايات المتحدة أنه من دون معالجة هذه المخاطر، سيبقى حليفها الرئيسي أوروبا تحت الضغط، مما سيؤثر على قدراتها التنافسية العالمية".
وأوضح أن القضية الأساسية في المفاوضات الحالية تتمثل في الضمانات الأمنية، وأن أوكرانيا تُصر على أن أي نظام أمني جديد يجب أن يضمن بوضوح ردع العدوان الروسي ومنع تكراره مستقبلًا.
وقال بودولياك:
"إذا أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على سمعتها كقوة مهيمنة ومؤثرة في قواعد السلوك الدولية، فعليها أن تكون شريكًا فاعلًا في صياغة البنية الأمنية الأوروبية وبرنامج ردع روسيا، بالتعاون مع أوروبا وأوكرانيا".
اتصالات مكثفة على أعلى مستوى
يُذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجرى في 6 ديسمبر/كانون الأول محادثة هاتفية مطوّلة مع أمين مجلس الأمن والدفاع الأوكراني رستم أميروف ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة أندريه حناتوف، بحضور المبعوثين الأمريكيين ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر، لمناقشة نتائج المفاوضات الجارية مع واشنطن بشأن خطة السلام.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
