بيربوك تطالب بمظلة حماية شتوية لدعم أوكرانيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإنشاء "مظلة حماية شتوية" لأوكرانيا وذلك في مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الأوكرانية كييف، الاثنين (الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول)، وهو أول اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خارج التكتل، يعقدونه في أوكرانيا، في إظهار الدعم لكييف بعدما فاز مرشح موال لروسيا بالانتخابات في سلوفاكيا، وبعدما أزال الكونغرس الأمريكي تمويل كييف من قانون مؤقت للإنفاق.
وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر أن هذه المظلة تتضمن توسيع نطاق الدفاع الجوي وتوريد مولدات كهرباء وتعزيز إمدادات الطاقة بوجه عام.
وتابعت بيربوك: "رأينا في الشتاء الماضي مدى الطريقة الوحشية التي يشن بها الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) الحرب أيضا من خلال هجومه المتعمد على محطات الكهرباء"، لافتة إلى أن بوتين يراهن من خلال ذلك على انهيار إمدادات المياه عندما تصل درجات الحرارة إلى 20 درجة تحت الصفر. وطالبت بيربوك: "يجب أن نعمل معا على منع هذا بقدر الإمكان مستعينين في ذلك بكل ما في أيدينا".
وكانت ألمانيا دعمت أوكرانيا بشكل كبير في مجال الدفاع الجوي حيث أمدتها بأنظمة مثل إيريس-تي وباتريوت. وأكدت بيربوك على وعد الاتحاد الأوروبي بضم أوكرانيا إلى التكتل الذي يضم حاليا 27 عضوا في موعد لم يتم تحديده بعد، وقالت إن "مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، في مجتمع الحرية هذا. وسيتمد هذا المجتمع قريبا من لشبونة إلى لوهانسك".
وكانت أوكرانيا حصلت على صفة مرشح للاتحاد الأوروبي منذ حزيران/يونيو 2022، لكن المفاوضات حول ضمها يمكن أن تستغرق عدة سنوات كما أنها تدار بنتيجة مفتوحة أي بدون ضمان انضمامها إلى التكتل.
ووصلت بيربوك مع نظرائها من دول الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة الأوكرانية صباح الاثنين في زيارة غير مسبوقة لمجموعة بمثل هذا المستوى الرفيع لكييف منذ وقوع الحرب الروسية على أوكرانيا، وأكدت الوزيرة الألمانية:" بهذا المجلس الخارجي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ننقل الاتحاد الأوروبي إلى حيث ينبض قلب أوروبا بأقوى ما يمكن".
من جانبه، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على منصة إكس: "نعقد اجتماعا تاريخيا لوزراء الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا الدولة المرشحة للعضوية والعضو المستقبلي في التكتل... نحن هنا للتعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني".وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه فخور باستضافة الاجتماع "للمرة الأولى في التاريخ خارج الحدود الحالية للاتحاد الأوروبي. لكن أيضا داخل حدوده المستقبلية".
وتصر واشنطن على أن دعمها العسكري والسياسي القوي لأوكرانيا لن يتزعزع رغم أن الكونغرس استبعد التمويل لأوكرانيا من اتفاق إنفاق طارئ توصل له مطلع الأسبوع لتجنب الإغلاق الحكومي.
وقال كوليبا للصحفيين في كييف إنه لا يزال يثق في دعم الولايات المتحدة لبلاده. وقال للصحفيين لدى استقباله بوريل "لا نشعر أن الدعم الأمريكي قد تناقص... لأن الولايات المتحدة تدرك أن ما يحدث في أوكرانيا أكبر بكثير من أوكرانيا فقط". وتابع قائلا "يتعلق الأمر باستقرار العالم وإمكانية التنبؤ به، وبالتالي أعتقد أنه سيكون بمقدورنا إيجاد الحلول اللازمة".
وقال كوليبا إن السؤال المطروح هو هل ما حدث في الكونغرس الأمريكي في مطلع الأسبوع كان "حدثا عرضيا أم نهجا". وأضاف "أعتقد أنه كان حدثا عرضيا... أجرينا مناقشة متعمقة للغاية مع أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين".
وأكد الكرملين أن "تعب" الغرب من تقديم الدعم لأوكرانيا سيزداد. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "التعب من الدعم العبثي تماما لنظام كييف سيزداد في بلدان مختلفة، لا سيما في الولايات المتحدة". لم يتضمن الاتفاق حول الميزانية الفدرالية الأميركية الذي توصل إليه الكونغرس في وقت متأخر السبت لتجنب إغلاق المؤسسات الفدرالية أي مساعدات جديدة لأوكرانيا. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن بلاده "لن تتخلى" عن أوكرانيا.
وفي سلوفاكيا، فاز رئيس الوزراء السابق الموالي لروسيا روبرت فيتسو بالانتخابات يوم الأحد وسيحظى بأول فرصة لتشكيل حكومة هناك، بعدما دعت حملته الانتخابية لعدم منح أوكرانيا أي ذخيرة من مخزون البلاد. وقال فيتسو في مؤتمر صحفي بعد فوزه "لن نغير موقفنا الثابت بالاستعداد لمساعدة أوكرانيا إنسانيا... مستعدون للمساعدة في إعادة الإعمار لكنكم تعرفون رأينا في مسألة تسليح أوكرانيا". وقال كوليبا عن ذلك "أعتقد أن من السابق لأوانه إصدار حكم حول كيفية تأثير تلك الانتخابات على الدعم لأوكرانيا... سننتظر لحين تشكل الائتلاف".
نقلاً عن “دويتشه فيله”
المصدر: أوكرانيا بالعربية، دويتشه فيله