عثمان بخاش: مُسلمي أوكرانيا جزء من الأمة الاسلامية وعليهم الواجب الشرعي في مناصرة أخوانهم... وأن يقوموا بدورهم لمناصرة العاملين على اقامة دولة الخلافة
كييف/أوكرانيا بالعربية/أثار نشاط حزب التحرير الاسلامي في شبه جزيرة القرم خاصة وفي أوكرانيا عامة جدلا واسعا لدى السلطات الأوكرانية والمجتمع الاوكراني، وما زال يثير الكثير من الجدل بنشاطه بل ربما تتعرض اوكرانيا لضغوطات من جارتها الكبرى لحظره بعدة أن حظر في عدة دول آسيوية مسلمة بأيحائات روسيا الاتحادية. فبمحاولة تبدو واضحة من قيادة الحزب لثني أوكرانيا عو توجهاتها أعلن الحزب في أوكرانيا عن أقامة مؤتمر دولي بيومي السابع والثامن من تشرين الاول/أكتوبر الجاري، تحت عنوان "الدعوة الاسلامية في الفضاء السوفييتي السابق وحزب التحرير: الواقع والتحديات" ليخرج الحزب للنور ويلعن على الملأ عن أهدافه وفكره في الدعوة واقامة دولة الخلافة ، ولكن هذا المؤتمر الدولي تعرض لضغوطات غير رسمية وألغي.. ولذى التقينا بالأخ عثمان بخاش مدير المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير الاسلامي في بيروت ليحدثنا عن الحزب ونشاطه في أوكرانيا ومستقبله فيها وعن المؤتمر.
-السيد الكريم عثمان بخاش حدثونا لو تكرمتم عن مؤتمركم الدولي في أوكرانيا وتقييمكم للطاولة المستديرة التي خلفته؟
-لقد كان من المقرر عقد المؤتمر الدولي للحزب في مدينة سيمفيروبول بعنوان "الدعوة الاسلامية في الفضاء السوفييتي السابق وحزب التحرير: الواقع والتحديات"، يومي السابع والثامن من تشرين الاول/أكتوبر الجاري، وبالرغم من أن الاخوة القائمين على المؤتمر قد انجزوا جيمع التحضيرات له وبالذات حجز القاعة بشكل رسمي وقانوني الا أن ضغوطات مورست علينا من قبل الغرف السوداء لمنع عقد هذا المؤتمر ونرجح بأن هذه الضغوطات أتت من قبل الحكومة الروسية على الحكومة الأوكرانية فمن المعروف بأن حزب التحرير الاسلامي ينشط في روسيا وآسيا الوسطى وله وجود فاعل وقوي هناك، ويتعرض الحزب وشبابه دوما لحملات قمعية شرسة من قبل النظام الروسي ومن قبل الانظمة في الدول الاسيوية فمن هنا جاء الضغط الروسي على الحكومة الأوكرانية لمنع عقد هذا المؤتمر وصدرت عدة مواقف في موسكو لعدد من السياسيين لمنع عقد هذا المؤتمر هنا في أوكرانيا.
فبعد ممارست الكثير من الضغطوت تم منع المؤتمر ولكننا عقدنا مؤتمرا صحافيا في مركز الصحافة في مدينة سيمفيروبول وبحضور وسائل الاعلام المحلية وكان هدفنا منه تبديد الاكاذيب التي تروج ضد حزب التحرير، فأردنا من مؤتمرنا هذا اقامة الحوار والنقاش والتعريف بأنفسنا حتى لا يقع الراي العام الأوكراني في الضلال نتيجة التضليل الاعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام المأجورة.
وفي اليوم التالي أي الثلاثاء 8 تشرين الاول/أكتوبر الجاري، عقدنا طاولة مستديرة للنقاش بمشاركة عدة خبراء معنيين بالشأن الاسلامي ومنهم منظمات لحقوق الأنسان وباحثين وغيرهم.. وكذلك بمشاركات دولية مثل مشاركة بروفيسور من هولندا عبر السكايب اذ تم عرض وتعريف واضح لحزب التحرير ومنهجه في العمل وواقعه اليوم ولماذا يتهم بأنه حزب ارهابي؟ ولماذا حُظر في روسيا عام 2003 ؟ وشرحنا الاعمال التعسفية التي مارستها أجهزة الامن الروسية بدئا من اعتقالها لنشطاء الحزب رجالا ونساء ووصولا الى حد الاعدام كما جرى في جمهورية داغستان وطاجكستان وأوزبكستان وتم توثيقها.
كما أننا عرضنا كذب الحكومة الروسية في اتهامها لنا بأننا ارهابيين وساندنا مركز "ميموريا" في بريطانيا والذي لديه أدلة بالممارسات التعسفية ولتعذيب لشباب الحزب لحملهم على اعترافات زائفه وعرضت كيفية تلفيق الاجهزة الامنية الروسية التهم لهم، فقد جرت العادة بأن تعلن هذه الاجهزة عن اعتقال ناشط لحزب التحرير بأنه تم ضبطت منشورات وكتيبات وأقراص الكترونية لديه لما يسمى بالفكر المتطرف واحيانا يضيفون مصادرة قنابل أو اسلحة وهذا كله ملفق، فالغرض من ندوة النقاش هذه هو التوضيح وعدم الوقوع فريسة التضليل الاعلامي.
-كيف تعملون لاقامة دولة الخلافة في أوكرانيا؟ وهل لديكم استراتيجة مختلفة بخصوص العمل هنا؟
-هذا السؤال ورد ذكره في المؤتمر الصحافي في مدينة سيمفيروبل وأجبنا بأن حزب التحرير يعمل لاقامة الخلافة في بلاد المسلمين أما في البلاد التي يقطنها أقليات مسلمة فنحن نعمل مع المسلمين الموجودين لتوعيتهم باحكام الاسلام للحفاظ على شخصيتهم الاسلامية ولكي يكونوا رسل دعوة لغير المسلمين.
-لقد تطرقكم في حديثكم عن عملكم في الدعوة ولكن لم نلمس على الارض حتى الان مراكز دعوية او مصليات أو غير ذلك؟
-هذا الامر موجود في القرم والاخوة هنالك يمارسون الدعوة الاسلامية بنشاط وسنعرفكم عليه لاحقا.
-في حال نجحت الضغوطات على الحكومة الأوكرانية وتم حظر الحزب في أوكرانيا فما هي ردة فعلكم؟
-نحن المسلمون مأمورون بعبادة الله سبحانه وتعالى وحمل الدعوة الاسلامية، وقمع الدعوة أمر مستحيل فبعد ان بذلت دول آسيوية مثل روسيا وأوزبكستان وغيرها كل وسائلها القمعية بحق الحزب ونشاطه الا انها لم ولن تجدي نفعا وعلى سبيل المثال في الاسبوع الماضي قام أحد الاخوة الشباب من الحزب في مدينة قازان آخذا بيده عريضة احتجاج ضد الممارسات القمعية والتعسفية التي تمارسها الحكومة الروسية على الاسلام والمسلمين ليدخل بها الى سرايا الحكومة في قازان ولم يخرج... بل تم اعتقاله وهنالك فيديو موثق يمكنكم مشاهدته ويظهر الفيديو كيف تودعه زوجته وكيف خرج وكيف دخل لمبنى الحكومة ولم يخرج … فالشاهد في هذا الأمر هو ان أرواحنا فدائا لهذا الدين وهذا سيرتد عليهم سلبا وقد حذرت في كلمتي من ذلك عندما قلت بأن السيف لن ينجح في قمع الروح وقلت بأن السياسات الجائرة والظالمة ستخسر وصوت الحق سيظهروسينتصر ونحن لانشك بذلك ولو لبهته.
-منذ فترة ليست بالبعيدة وجهت عدة اتهامات لحزب التحرير كانت أبرزها اتهامات مصطفى جميلوف رئيس مجلس القرم لكم بأنكم تشاركون في ارسال مقاتلون من أوكرانيا الى سوريا وبأن الحزب لديه جناح عسكري في أوكرانيا فماذا هو تعليقكم؟
-لا يوجد جناح عسكري لحزب التحرير لا في أوكراينا ولا في العالم كله ولم يكن ولن يكن فشباب حزب التحرير عاشوا في لبنان والعراق وغيرها من الدول مُعرفين من اليوم الأول لنشأة الحزب بأن ايديولوجيته هو الفكر السياسي الاسلامي ويمارس العمل الفكري السياسي فهذه الافترائات من قبل النظام السوري وأنصاره في أوكرانيا ما هي الا افترائات لتضليل الراي العام الاوكراني وايجاد فزاعة وهذا الامر ليس صحيحا أبدا.
-تحدثتم عن كتاب للشيخ التركي سعيد النورسي وكيف منعت كتبه في روسيا ؟ ما هو الخطر في هذه الكتب؟
-الحكومة الروسية تتحسب للأمام ولأنه في روسيا قرابة 20 مليون مسلم ومن المعلوم بأن النمو الديموغرافي للمسملين الروس يتزايد مقارنة مع غير المسلمين، فهنالك هم عند "قيصر" أو "ستالين" موسكو هو ازالة الشخصية الاسلامية للمسلمين في روسيا فلذلك يقومون بهذه الحملت القمعية الاستباقية.
-ولكن هنالك الكثير من التصريحات لقادة المسلمين في روسيا بحرية الاسلام والمسلمين وتزايد عدد المساجد في الجمهوريات الروسية؟
-طبعا قام الساسة الروس كأقرانهم في الغرب الصليبي بصناعة شخصيات مسلمة جديدة "عاقلة" ومؤدبة تحت تسميات "مسلم معتدل" وغيرها من التسميات وللأسف يستعينون ببعض أبناء المسلمين الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة واللذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا.
-في ضوء التغير الكبير في المنطقة العربية بظل الربيع العربي وصعود الكثير من الحركات الاسلامية ابرزها الاحزاب التابعة لجماعة الاخوان المسلمين، فما هي نوع العلاقة التي تحكم حزب التحرير بجماعة الاخوان واحزابها؟
-ما ذكرتموه عن احداث الربيع العربي سبقه تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيدف عندما اشار بأن أهمية الربيع العربي قد توازي سقوط جدار برلين من حيث الاهمية فسقوط جدار برلين أدى الى سقوط المنظومة الشيوعية واعادة رسم خريطة العالم والرئيس ميدفيديف اراد أن يقول بان الربيع العربي لديه القدرة الكاملة - اذا أثمر بالثمار الايجابية - ان يغير الخريطة العربية ولذلك سمعنا منذ اسابيع في تصريح لوزير الخراجية الروسي سيرغي لافروف في خطابه بالامم المتحدة يحذر علنا بان روسيا لن تقبل باقامة دولة الخلافة في سوريا وبأن النظام الذي سيخلف نظام الاسد يجب أن يكون علمانيا، فأذا الغرب الذي هدم دولة الخلافة عام 1924 والذي فتت الامة وأوجد انظمة وحكام ديكتاتوريين لتحكم الامة الاسلامية.
والان الساحة مليئة بالحركات الاسلامية سواء الاخوان المسلمين او السلفيين بافرعهم او الجهاديين وغيرهم فالامة الاسلامية منذ ان هدمت خلافتها وهي تسعى لاعادة اعتبارها وكرامتها والاخوان المسلمين لهم رؤيتهم والسلفيون لهم رؤيتهم وسعيد نورسي في تركيا له رؤيته واربكان له رؤيته.. الخ اي انه هنالك مدارس فكرية لها دورها.
فمن هنا أستطيع القول بأن الخط العريض مع الاخوان او مع السفيين او مع الجهادين أو مع التبليغ هي القاعدة الاساسية الاولى أنهم اخواننا في الدين ولا نقبل أن تقع عليهم المظالم ولنا السوابق في ذلك فعندما شن بورقيبة حملة اعتقالات في تونس ضد حركة النهضة نددنا به ووجهنا له كتاب مفتوح وغيرها من الامثلة.
فالتعدد الاسلامي يأتي بناية على الاجتهاد ووجهات النظر والفهم المختلف، فعندما ينادي الاخوان المسلمين بالديمقراطية نقول لهم بأنها نظام باطل وتناقض الاسلام وعندما لا يقتنعون فهذا شانهم وتجربتهم في مصر أكبر مثالا للواقع… ومع ذلك فنحن حريصين عليهم وعلى غيرهم من الجماعة الاسلامية او الجهاديين في مصر وغيرها… وقد تواصلنا معهم فترات طويلة موضحين بأن طريقتهم في العمل المسلح هي طريقة خاطئة وأصدرنا فيها نشرات ولم يتقتنعوا ولكن بعد اعتقالهم وخروجهم من السجون نشروا ما يسمى المراجعات واعترفوا بخطئهم .. فنحن ننصح بصدق ولا نتلقى اي دعم من أي نظام على الارض … فحرصنا على الامة الاسلامية جمعاء وعلى غير المسلمين من ابناء منطقتنا.
-هل ترون في الاخوان او غيرهم من الاسلاميين شريكا لكم في الحكم عند قيام دولة الخلافة؟ وهل تامنون لهم كما أمنت لهم الحركات السلفية مثلا؟
-نحن يهمنا ان يحكم الاسلام بغض النظر على من يحكم ولكن بالطرق الشرعية للخلافة وليس جمهورية اسلامية ديمقراطية فالجميع عليه ان يخضع لحكم الشرع ، ففي الدولة الاسلامية المهم ان يكون الاسلام هو الحاكم والخليفة يختاره المسلمين ويصبح خليفة بالبيعة والرضى دون اجبار… فلو اختار الناس مثلا القرضاوي فهذا شأنهم ولكن عليه ان يحكم بالاسلام وليس بالعلمانية.
-ما هي الرسالة التي توجهونها للمسلمين في أوكرانيا وللحكومة الأوكرانية؟
-الرسالة الأولى للمسلمين في أوكرانيا بأن عليهم أن يلتزموا بأحكام دينهم وان يتمسكو بها كاملة وأن يكونوا خير رسل لهذا الدين والتواصل مع غير المسلمين لعرض الاسلام بالصورة الصحيحة وتوعيتهم لعل الله يشرح قلوب بعضهم وكذلك أذكر بأن المسلمين في أوكرانيا هم جزء من الأمة الاسلامية وعليهم الواجب الشرعي في مناصرة أخوانهم في الامة الاسلامية فأخوتهم يتعرضون لحملات قمعية شديدة جدا في روسيا وفي دول أخرى ولا يجدون متنفسا... فاضعف الايمان ان يقف المسلمين في القرم وفي أوكرانيا لمناصرة أخوانهم وكذلك عليهم الواجب الشرعي بمناصرة أخوانهم في بلاد الشام وفي الدول الاخرى ... فهم ربما لا يستطيعون اقامة الخلافة في أوكرانيا ولكن عليهم أن يقوموا بدورهم لمناصرة العاملين على اقامة دولة الخلافة.
أما الحكومة الاوكرانية فنقول لها أن لا يقعوا فريسة التضليل الاعلامي المأجور ومؤتمرنا في سيمفيروبول جاء ليوضح سياسة الحزب والكشف عن الاكاذيب الاعلامية ضده وقد لاحظت شخصيا بأن المجتمع الاوكرني هو مجتمع متسامح ولا يعاني من التوترات كما هو الحال في روسيا وغيرها وهذا مؤشر لسلامة المجتمع الأوكراني ومن هنا لايجب على أوكرانيا ان تستورد نهج القمع من جارتها روسيا في خنق المسلمين ومنعهم في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم.
المصدر : أوكرانيا بالعربية