أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: ترحيب في "التحالف الإسلامي" 34 الجديد.. وتشكيك بـ "التحالف الغامض" بقيادة المملكة السعودية
كييف/أوكرانيا بالعربية/أهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري، علي مجموعة من الأخبار والمقالات ومن أهماها التحالف العسكري الإسلامي (السني) الذي دعت إليه السعودية وانضمت إليه 34 دولة. وتكاد تتفق معظم الصحف على أن هذه الخطوة جاءت للتأكيد على نية البلاد الإسلامية في محاربة الإرهاب ونبذه بجدية، وخاصة بعد الضغط الذي تعرض له المسلمون في أعقاب الأحداث الإرهابية في باريس وكاليفورنيا.
وبينما ترحب الصحف الخليجية بالتحالف وتعتبره مدعاة للفخر، تتساءل الصحف المصرية واللبنانية عن جدوي هذا التحالف الجديد وتبحث تفاصيله.
"تحوّل تاريخي"
يقول قينان الغامدي في الوطن السعودية إنها لم تكن مفاجأة أن تضطلع السعودية بهذا الدور حيث أنها "ذات مواقف سياسية مؤثرة عالمياً في تحقيق السلم العالمي والتعايش الإنساني،" كما أن نجاحها الأمني يجعلها "الأجدر والأقوى والأصلح لقيادة تحالف عالمي ضد الإرهاب، وليس إسلامياً أو عربياً فقط".
خلف الحربي في عكاظ السعودية يقول إن أهم رسالة يوجهها هذا التحالف للعالم هي "أن المسلمين ليس لهم علاقة بهذا الشر المستطير الذي دمر العالم الإسلامي قبل أن تصل شروره إلى كل مكان في العالم".
يقول الحربي: "بيدي لا بيد الغرب... هذا هو عنوان التحالف الإسلامي الذي انطلق من السعودية لمواجهة أكبر خطر تواجهه المنطقة العربية والعالم الإسلامي اليوم... وهذه أفصح رسالة يوجهها المسلمون إلى العالم أجمع، فنحن أولى من غيرنا بمحاربة الإرهاب الذي يحرق ديارنا قبل أن يحرق ديار الآخرين".
في السياق ذاته، تقول ريم الحرمي في جريدة الراية القطرية: "التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية سوف يؤكد النوايا ويترجمها الى أفعال بأن الدول الإسلامية ليست هي الملامة على الإرهاب، فهي لطالما حاربته خصوصا وأنها تضررت منه وسوف تتضرر منه أكثر إن لم يكن هنالك تحالف قوي يستطيع أن يوقف توغل الإرهاب لدولنا وللعالم أجمع، فهذا التحالف هو مسؤولية دولية الجميع ملزم بها".
وتتفق معها جريدة البيان الإماراتية التي تقول في افتتاحيتها إن هذا التحالف "يعيد للإسلام صورته الزاهية، ويناي به عن التشويه والتحريف، ويقول للعالم: إن ديننا دين رحمة وعدل ومساواة لا دين قتل وترهيب واضطهاد، تحالف يمثل درعاً قوية في معركتنا ضد من يسعون لاختطاف أجيالنا نحو التعصب والتكفير".
أما جريدة الرياض السعودية، فتعتبر في افتتاحيتها أن هذا التحالف بمثابة "تحوّل تاريخي في محاربة الإرهاب".
تقول الرياض: " إن نظرة عامة تجاه القدرة العسكرية لهذا التحالف الإسلامي كفيلة بإدراك القوة التي يملكها، فعلاوة على العدة والعتاد، يمكن النظر إلى القدرات المعلوماتية والاستخباراتية وقواعد البيانات المتوفرة لهذا التحالف العريض والفائدة التي ستعم جميع الدول المنضوية تحت مظلته".
عبدالله الهدلق في جريدة الوطن الكويتية يشير إلي عدم وجود إيران كجزء من هذا التحالف ويذكر سببين: "لا يُمكن اعتبار إيران دولة إسلامية بسبب بطشها وتنكيلها بالمسلمين السُّنَّة في العراق وسورية وداخل إيران،" كما أن إيران الحاضنة الرئيسية للإرهاب العالمي والممولة والمُسلِّحة والداعمة لكل الميليشيات الإرهابية في العالم.
"التحالف الغامض"
تتساءل موناليزا فريحة في جريدة النهار اللبنانية "ماذا يغيّر التحالف الإسلامي؟" وتشير إلي اشتراك السعودية والإمارات في بداية حملة "العزم الصلب" الذي اطلقته واشنطن ضد "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق.
تقول فريحة: "لكنّ المشاركة العربية في 'العزم الصلب' التي أضفت ثقلاً عربياً عموماً وسنّياً خصوصاً على ائتلاف دولي يحارب التنظيم الاسلامي المتطرف، سرعان ما فقدت العزم والصلابة وبعد شهرين من انطلاقها، تراجعت الغارات ولم تعد السعودية والامارات تشاركان الآن بالحد الادنى، وصولاً إلى انقطاعهما نهائياً".
على نفس الوتيرة تتساءل جريدة السفير اللبنانية: "التحالف الإسلامي الغامض... لماذا؟ وضد من؟ وإلى أين؟"
تقول الجريدة: "الكثير من التساؤلات يطرحها هذا 'التحالف الإسلامي ضد الإرهاب'، لا في توقيت إعلانه وملابسات ذلك والجهة التي أعلنته وحسب، وانما في أهدافه وآليات عمله وخططه للعمل الميداني، والأهم من ذلك كله التعريف الذي سيتبناه بشأن 'الإرهاب'، خصوصاً أن للمملكة السعودية التي طرحت الفكرة واعلنتها ونصبت نفسها قائدة له من عاصمتها، لديها 'لائحتها' الخاصة للمنظمات التي تعتبرها 'إرهابية'، فأي 'إرهاب' هذا الذي تعتزم الدول المتحالفة قتاله؟ وهل للدول الـ35 المنضوية فيه، مفهوم موحد؟"
جريدة الوطن المصرية أيضاً تشير للتحالف بقولها :"الغموض يطارد القوات الإسلامية المشتركة".
في السياق ذاته، يقول عماد الدين حسين في جريدة الشروق المصرية إن "التحالف تم تشكيله خلال الـ٧٢ ساعة الأخيرة، وسيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة لاحقاً، وإن هناك عشر دول أبدت تأييدها للتحالف، وهو ما يعنى أن عامل السرعة، كان حاسماً، من دون دراسة كافية، وهى نقطة في غاية السلبية".
ويضيف: "لم يصاحب الإعلان عن هذا التحالف أي تفصيلات عن طبيعته وآليات عمله، وعدد القوات المشاركة، ومن أي دول وعلى أى أساس، وما معنى أن المقر والقيادة في السعودية فقط، وما الميزانية المخصصة، ومن الذى سوف يتكفل بها؟"