أوكرانيا بالعربية |صحف عربية: تحذيرات من خطر "الطائفية" قبيل معركة استرداد الفلوجة.. وتردي الحالة الإنسانية للمكون السني في العراق
كييف/أوكرانيا بالعربية/حذرت عدد من الصحف العربية، لاسيما في العراق، الصادرة صباح اليوم الخميس 26 آيار/مايو الجاري، من "الانقسامات" و"الطائفية" التي قد تؤثر بالسلب على معركة استرداد القوات العراقية لمدينة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش مع بعض من المخاوف من تردي الحالة الإنسانية للمكون السني الذي يشكل غالبية سكان المدينة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في ساعة مبكرة من 23 مايو/حزيران بدء معركة تحرير الفلوجة أحد معاقل تنظيم الدولة والتي تقع حوالي 60 كيلومترا غربي العاصمة بغداد.
مطالب بنبذ الانقسامات
العدالة العراقية في افتتاحيتها تقول إنه "لاشك أن القوات البطلة بكافة عناوينها تحقق انتصارات باهرة وتقدم التضحيات الغالية، وهو ما يتطلب أعلى درجات التضامن والدعم والإسناد بكافة اشكاله المادية والسياسية والمعنوية والاعلامية. ولاشك ان الجميع يعي ذلك".
وطالبت الصحيفة بعدم "الاستمرار بنفس السياسات التي تقسم بدل ان توحد، والتي تبعدنا عن أجواء المعركة بدل ان تضعنا فيها، والتي تستمر بممارسة السياسات الضيقة التي تشكل ثغرات ودفراسوارات وشروخات يستغلها داعش للالتفاف على قواتنا".
وناشد عادل عبد المهدي أيضا في الصباح الجديد العراقية الفرقاء الوطنيين بتجنب "الصدام"، وقال "الانحراف الأخطر الذي يمكن أن ينقذ داعش فهو الصدام بين الفرقاء الوطنيين، وانفلات الأوضاع، كما حصل في اقتحام مؤسسات الدولة، ومنها الأمانة العامة لمجلس الوزراء يوم الجمعة الماضية. فانهيار الحكومة او مجلس النواب او أية مؤسسة هو هدية مجانية تقدم لداعش".
وبالمثل قال واثق الجبري في العالم العراقية إن "الفلوجة ستتحرر وتنتهي داعش، ويعود العراق الى صفائه ومائه وطيبة أهله؛ بشرط أن... ندع الاختلافات جانباً فالعدو الأول هو الإرهاب، ولا فرق في هذه الأيام من الإرهاب وكل من يساعده بنشر دعاية ومحاولة إرباك الواقع السياسي والمجتمعي أو التذرع بحقوق الإنسان داخل الفلوجة".
مخاوف من المقاتلين الشيعة
غير أن صحفا أخرى أعربت عن مخاوفها من "القتل باسم الطائفية" في الفلوجة.
أحمد الجميعة في الرياض السعودية قال إن داعش ومقاتلي الحشد الشعبي الذي يشكل الشيعة غالبيته والذي يشارك في معركة تحرير الفلوجة "وجهان لعملة واحدة فكلاهما متطرفان إرهابيان ومنطقهما وسلوكهما واحد".
وتساءل "من حق الجميع أن يتساءل عن مشاركة الحشد الشعبي في مهمة القتال، ورفع الشعارات الطائفية... حيث ترك هذا السلوك تساؤلاً: هل الحرب ضد داعش أم إبادة أهل السنة هناك؟".
وأضاف "أن هناك أكثر من مئة ألف نسمة من الأبرياء داخل الفلوجة يشكّلون حوالي عشرة آلاف أسرة معرضون لكارثة إنسانية؛ نتيجة القصف العشوائي من قوات الحشد، واستهدافهم ربما أكثر من داعش أنفسهم".
وردد عمر عياصرة في السبيل الأردنية المخاوف ذاتها فقال "لك ان تتصور حجم الحقد والنقمة التي ستكون حين تسمع وصف قائد سرايا أبو الفضل العباس (إحدى فصائل الحشد) للفلوجة بأنها ’ورم سرطاني في جسد العراق يجب استئصاله‘، اثناء حديثه إلى مسلحي الميليشيات خلال شريط تم تسريبه".
وتابع "ما سيجري من قتل وعقاب واستهداف طائفي يؤكد ان حكومة العبادي وواشنطن تسيران في العراق بغير اهتداء لمشروع سياسي مما يفاقم الازمة ويؤكد كل الشروط والظروف التي جعلت السنة يتمسكون بداعش".
ومن جانبه، تساءل فراس الزوبعي في الوطني البحرينية عما إذا كان الحرب علي الفلوجة تهدف إلى إنهاء صراع شيعي شيعي على السلطة.
وقال "لم يفعلوا أو يحشدوا كما حشدوا اليوم على الفلوجة... فالخلاف الشيعي الشيعي وصل حداً إن لم تتداركه إيران فمن الممكن أن يعصف بمشروعها في العراق، وربما لو وصل إلى الجمعة القادمة بدون حل، فقد يصل إلى مذابح شيعية شيعية، فوجهوا هذه الجماعات إلى الفلوجة تحت شعار ’قتل العرب السنة يوحدنا‘، وبذلك تبعد الميليشيات عن بغداد".
واضاف أن "مدينة الفلوجة هي مدينة تسكنها القبائل العربية السنية، وتسمى أم المساجد لكثرتها في المدينة ولا شك في أنها رمز للعرب السنة، وأي ضربة لهذه المدينة تعد ضربة للعرب السنة في كل مكان".
وفي كاريكاتير في العربي الجديد التي تصدر من لندن ظهر المجتمع الدولي كشخص يدير ظهره إلى "حصار الفلوجة" التي جاءت في شكل يد مدرجة بالدماء بينما ينظر الشخص إلى صحيفة كتب فيها "الحرب على داعش".