أوكرانيا بالعربية | صحف عربية: حملة تطهير في الجيش التركي وأجهزة الأمن والقضاء..واستنكار لهجوم نيس
كييف/أوكرانيا بالعربية/ولى كتاب الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الصادرة صباح اليوم الأحد 17 تموز/يوليو اهتمامًا كبيرًا بمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا، وحادث الدهس بشاحنة الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية وراح ضحيته أكثر من ثمانين شخصًا وأصيب العشرات.
وتعليقا على محاولة الانقلاب على حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أشاد كثير من الكتاب العرب "بوعي" الشعب التركي الذي نزل إلى الشوارع وحال دون نجاح المحاولة الانقلابية في البلاد.
كما ندد كثير من الصحف بالحادث "الإرهابي" الذي أتى في يوم احتفال الفرنسيين بالعيد الوطني (يوم الباستيل)، مشيرة إلى أنه "تجاوز كل الخطوط الحمراء"، وأنه "اعتداء على القيم الإنسانية المشتركة"، داعية إلى تضافر جهود العالم كافة للتصدي لظاهرة الإرهاب.
"الشعب معك"
وفي صحيفة رأي اليوم الإلكترونية التي تصدر من لندن، قال رئيس التحرير عبد الباري عطوان إن محاولة الانقلاب العسكري في تركيا فشلت "لأن التجربة الديمقراطية باتت عميقة في البيئة التركية، وأثبتت نجاعتها، وأعطت أكلها من الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي، ووضعت البلاد في مصاف الدول الإقليمية العظمى".
ويعدّد عطوان الأسباب التي أدت لفشل الانقلاب، الذي لقي ردود فعل دولية واسعة، قائلا: "أن تتحالف المعارضة مع السلطة، الجيش مع الشعب، أعداء اردوغان مع حلفائه في مواجهة الانقلاب، فهذا اصطفاف في خندق الديمقراطية، وليس خلف الحكومة فقط".
ويشير الكاتب إلى أن المؤسسة العسكرية أحبطت محاولة الانقلاب "لأنها تضع مصلحة تركيا وأمنها واستقرارها فوق كل الاعتبارات الأخرى، ولهذا التقت مع الشعب على قلب رجل واحد".
وتحت عنوان "انتصر الشعب التركي"، أشادت صحيفة العرب القطرية في افتتاحيتها بالشعب التركي الذي أعطى "الدرس البليغ للدنيا كلها، وقال كلمته: لن نعود للوراء.. لن يصادر العسكر البلد لحسابهم.. لن نرضى بأن نفرط في حكم أنفسنا بأنفسنا.. لن نسمح بعصابة مسلحة أن تفرض إرادتها علينا".
وأضافت أن "العالم يقف احتراماً وإجلالاً للشعب التركي البطل، الذي رفض بوقفته الشجاعة خروج بلاده من الطريق الصحيح".
وتحت عنوان "قف شامخاً فهذا الشعب معك"، أشاد خالد التوزاني في صحيفة هسبريس الإلكترونية المغربية بالشعب التركي الذي استجاب لنداء الرئيس اردوغان ونزل إلى الشوارع لمنع الانقلاب.
وقال التوزاني: "هكذا أعطى الشعب التركي لكل شعوب العالم دروسا في الوفاء والصدق والأمانة وروح المسؤولية والشهامة، فعندما بلغه خبر الانقلاب العسكري، لم يلبث في بيته جبانا خائفا مستسلما، أو فرحا مسرورا شامتا، ولم يخرج للنهب والعتو في الأرض فسادا ونهبا و"بلطجة"، وإنما خرج مرددا بصوت واحد في كل الساحات مخاطبا رئيسه الشرعي: "قف شامخا فهذا الشعب معك".
وأشار الكاتب إلى أن الشعب التركي "برهن على مدى وعيه وصدق محبته لرئيسه، فأدهش سلوكُه كلَ القوى التي تتربص بتركيا الدوائر وتنتظر هزيمتها لتنقض على ثرواتها وتقوض حضارتها".
وتحت عنوان "حادث نيس الإرهابي"، كتبت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها تقول إن الحادث "أكد الرؤية المصرية التي تؤكد دائما أن الإرهاب لادين له ولا وطن، وتدعو إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهته بصورة شاملة ومن خلال استراتيجية متكاملة".
ووصفت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها الهجومَ، الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذه، بأنه عمل "إرهابي جبان"، قائلة إنه "ليس له تفسير سوى أنه يُمثل هجوماً على الإنسانية والقيم الشاملة التي يتقاسمها العالم".
وأكدت الصحيفة أن "المطلوب في مواجهة هذه الهجمات الإرهابية المتكرّرة ليس الإدانة والاستنكار وإنما أن يبذل المجتمع الدولي ما في وسعه للتصدي لما يمكن أن يعتبره هجوماً على القيم الإنسانية المشتركة".
وحذرت من أن "خطر الإرهابيين خاصة مع ظهور تنظيم داعش بدأ يتطوّر ويحمل بين طياته طموحاً أكبر لتنفيذ هجمات توقع قتلى وجرحى بشكل جماعي"، داعية إلى "توحيد الجهود الدوليّة لاستئصال هذه الظاهرة".
في صحيفة النهار اللبنانية، قال سميح صعب إن حادث نيس قد يعزز اليمين المتطرف في البلاد وقد يدفع الفرنسيين إلى "أن يحذوا حذو البريطانيين ويتجهوا تحت ضغط الإرهاب والتردي الاقتصادي إلى التشدد أكثر" وإلى أن يجدوا في [زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني مارين] لوبن ضالتهم؟".
وقال الكاتب إن إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تمديد الطوارئ عقب الحادث رغم وعده قبله بعدم التمديد بأنه "أبلغ دليل على أن الإرهاب يفرض أجندته على أوروبا ... لذا لا يعود مستغرباً الحديث عن تعديل في القوانين نحو تقييد بعض الحريات وأنماط الحياة التي اعتادها الأوروبيون، واتجاه نحو زيادة الانفاق العسكري والاضطلاع بأدوار دفاعية أكبر في القارة وخارجها".
وتحت عنوان "إرهاب تحت الطلب"، كتب حبيب راشدين في صحيفة الشروق الجزائرية يقول إن الحادث جاء في توقيت جيّد "رخّص للحكومة الفرنسية الحق في تمديد حالة الطوارئ".
ويتهم الكاتب "وجهاء الحكومة الفرنسية" بأنهم "عمدوا بسرعة إلى وصف الحادث بالإرهابي" وأن الآلة الدعائية "المعادية للإسلام والمسلمين" تحركت بسرعة لتوجيه أصابع الاتهام "لما يسمى بالتطرف الإسلامي".
ويقول راشدين إن الحكومة الفرنسية استفادت من الحادث "بتمرير قرار تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر قادمة، ما يسمح بتطويق موجة الاحتجاجات الاجتماعية"، مضيفا أن ذلك "سيمنحها الاستثمار في دماء الضحايا لتجنيد الرأي العام لمحاربة إرهاب يتحرَّك ويُحرَّك تحت الطلب، ويشغل المواطنين عن مساءلة الطبقة السياسية عن الفشل في معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية المتفاقمة".