أوكرانيا بالعربية | ريتشارد هاس: لهذه الأسباب الولايات المتحدة لن تتخلى عن أوكرانيا في أزمتها مع روسيا

دوّن ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لدى صحيفة "أمريكا اليوم" ، مقالة هامة عن الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالقلق حيال الحرب في أوكرانيا بل عدم التخلي عنها، ولاهمية هذه المقالة عملت صحيفة "أوكرانيا بالعربية" على ترجمتها نقلا عن الصحافة الاوكرانية

كييف/أوكرانيا بالعربية/دوّن ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لدى صحيفة "أمريكا اليوم" ، مقالة هامة عن الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالقلق حيال الحرب في أوكرانيا بل عدم التخلي عنها، ولاهمية هذه المقالة عملت صحيفة "أوكرانيا بالعربية" على ترجمتها نقلا عن الصحافة الاوكرانية.

حيث يقول هاس: "لماذا يجب أن يهتم دافعي الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية بأوكرانيا؟ صرح بهذا السؤال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في لقاء مع بعض الشركاء الأوروبيين في إيطاليا. عندها أجاب وزير الخارجية الفرنسية على سؤال تيلرسون، أن في مصلحة الولايات المتحدة أن تكون أوروبا قوية. وهذا صحيح. ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى، لماذا يجب على الأمريكيين أن يفكروا بأوكرانيا".

كتب هاس أن السبب الأول هو الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي يتضمن احتلال شبه جزيرة القرم وإثارة الحرب في الدونباس، وهذا ينتهك المبدأ الأساسي للعلاقات الدولية: يجب عدم تغيير الحدود عن طريق استخدام القوة العسكرية. هذا ما حاول صدام حسين أن يفعله في الكويت في عام 1990، وما حاولت ألمانيا بعهد أدولف هتلر القيام به خلال الحرب العالمية الثانية. وبتنفيذ المبدأ الأساسي للعلاقات الدولية يسود السلام والنظام في العالم.

وأما السبب الثاني، وفقا لريتشارد هاس ، يشير بشكل حصري إلى روسيا. خلال حكم فلاديمير بوتين، أصبحت روسيا قوة وحيدة. ويستند تأثيرها على القدرة على السيطرة على الآخرين من خلال استخدام الجيش والمعلوماتية والاتصالات والطاقة. ومن المهم أن يفهم بوتين أن استمرار استخدام القوة لن تجعل روسيا "كبيرة مرة أخرى". وإذا نجح، فإنه سوف يستمر في الحرب والتدخل.

إن تاريخ الترسانة النووية الأوكرانية هو السبب الثالث لقلق الأمريكيين. خلال الحقبة السوفياتية، نشرت الكثير من الرؤوس الحربية النووية على الأراضي الأوكرانية. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ظهرت مخاوف من أن الدول المستقلة حديثا قد تصبح دولا نووية. وأيضا هناك خطر من أن الرؤوس الحربية النووية يمكن أن تقع في أيدي الإرهابيين. وقد تخلت أوكرانيا طوعا عن ترسانتها في عام 1994 بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا. لكن احتلال الروس لشبه جزيرة القرم يرسل إشارة سيئة للقادة: اتضح، أن التخلي عن الأسلحة النووية يشكل خطرا على النزاهة السياسية والإقليمية ووحدة أراضي الدولة.

إن حقيقة تعرض العراق وليبيا لغزو بعد التخلي عن برامجها النووية في حين كوريا الشمالية المسلحة برؤوس نووية لم تتعرضت للهجوم وهذا درس خطير. ويؤدي هذا إلى السبب الرابع لماذا يجب على الاميركيين القلق بشأن أوكرانيا. في عام 1994، وفقا لبنود مذكرة بودابست، تلقت أوكرانيا مجموعة من الضمانات الأمنية. صحيح، أن هذه البنود لم تحتوي على اتفاق دفاعي مشترك، وأوكرانيا لم تصبح عضوا في الناتو. ولكن هذه الضمانات وضحت تماما أن أوكرانيا قد تتخلى عن أسلحتها النووية وتكون في أمان من أي عدوان خارجي. ويبدو أن هذه الضمانات كانت فارغة.

ويقول الكاتب: "كلمة البلاد هي ملزمة وفي كل مرة الولايات المتحدة لا تلتزم بتصريحاتها، وتشجع الأعداء لتحدي الأمريكيين وحلفائهم. لذا فإن العالم أصبح أقل استقرارا، ونفوذ الولايات المتحدة آخذ في الانخفاض".

وأشار هاس أن الخبر السار لدافعي الضرائب الأميركيين أن بلادهم تستطيع أن تهتم بمصلحة أوكرانيا ومختلف القضايا الدولية الأخرى. تنفق الولايات المتحدة 600 مليار دولار سنويا على الدفاع. وهذا هو 3٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. هذا المستوى من الإنفاق هو أقل بكثير مما كان عليه خلال الحرب الباردة. وبالإضافة إلى ذلك، الحقيقة المهمة أن النفقات الخارجية لم تذهب سدى. كما أثبتت التجربة، بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وتفشي فيروسات زيكي والايبولا، فضلا عن الهجمات الإلكترونية الروسية ضد الولايات المتحدة خلال الانتخابات.

ويقول الكاتب: "تجاهل ما يحدث في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم لن تجعلنا أكثر ذكاء وصحة أو ثراء بل سيجعلنا أقل أمنا".

وأشار الخبراء إلى أن الرئيس دونالد ترامب أبقى حملته الانتخابية تحت شعار "أمريكا أولا". وصحيح أن الولايات المتحدة لديها الكثير من المشاكل الداخلية التي يجب أن تحل مثل نظام التعليم والصحة. والأميركيون ينفقون بالفعل أكثر من الشعوب الأخرى على المدارس والمستشفيات. أما المشكلة فهي كيف ينفقون هذه الاموال.

المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
فيديو
يد أوكرانيا تطال موسكو وتطيح بقائد القوات الكيميائية
سياسة
أستراليا تعلن عن مساعدات لقطاع الطاقة في أوكرانيا
سياسة
سيبيها: السفارة الأسترالية ستستأنف عملها في أوكرانيا
كييف تطلب من أستراليا مساعدات عسكرية إضافية
أخبار أخرى في هذا الباب
سياسة
أستراليا تعلن عن مساعدات لقطاع الطاقة في أوكرانيا
سياسة
سيبيها: السفارة الأسترالية ستستأنف عملها في أوكرانيا
كييف تطلب من أستراليا مساعدات عسكرية إضافية
سياسة
زيلينسكي: أوكرانيا لن تسمح لأي دولة بالتفاوض مع بوتين نيابة عنها
الرئيس الأوكراني: دستور أوكرانيا يحظر علينا التخلي عن أراضينا.
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.