أوكرانيا بالعربية | رئيس منظمة أوكرانية: لا تقحموا الفلسطينيين في جهنم الحرب السورية
كييف/أوكرانيا بالعربية/يكثر الحديث هذه الايام عن احتمالية توجيه ضربة عسكرية لسوريا على أثر الحرب المندلعة فيها المتوغلة في المحافل الدولية والعربية والاسلامية تاركة بالضرر على كل من يتدخل بها، ومنذ اندلاعاها بدأت محاولات عدة لاقحام الفلسطينيين المقيمين في المخيمات السورية كي يكونوا "وقودا" لهذه النارالتي تحرق وتلتهم كل من يقترب منها فبعد ان هجرتهم دولة الظلم والعدوان الصهيونية بين عامي 1948 و 1967 ليكتب عليهم العيش بمخيمات بنيت في البداية من مواد ليست صالحة للبناء ثم تحولت الى قرى ومدن صغيرة مخيمية لا تلقى اي اعتراف قانونيا دوليا أو عربيا ولا تحظى بالرعاية الانسانية الا الشكلية منها ليستر بها المجتمع الدولي عورته.
فمنذ اندلاع الحرب في سوريا قبل اكثر من عامين لتحل بالدمار والولايات على أهلها وشعبها اللذين عانوا ومازالوا يعانون ويلاتها، اذ تحصى اعداد القتلى والجرحى في اي معركة لتكون من الاطفال والنساء قبل المقاتلين ليطرح السؤال نفسه من المستفيد من جثث أطفال ابناء شعب واحد؟!.
ولكن المحاولات لاقحام العنصر الفلسطيني في هذا الصراع الذي لا ناقة له ولا بعير به مستمرة حتى نجحت وللاسف فقد تم الاقتحام والقصف لعدة مخيمات للفلسطينيين في سوريا حتى أصبح الموت مصيرهم سواء التزموا الحياد او اي موقف آخر وأما السكوت فقد مُنع كونه خيانة كما أخبرنا بعض سكان المخيمات.
فالقذائف تتساقط على المخيمات التي أثقلتها الامراض والتشرد والفقر والجهل بعد ان ترك ممثلي الاونرا وظائفهم للخطر القائم على حياتهم ولم يبقى للفلسطيني الاعزل الا الواحد الاحد، وفي هذا الصدد اجرت "أوكرانيا بالعربية" حوارا مع السيد صالح ظاهر رئيس المؤتمر الدولي للدفاع عن حقوق وحريات المواطن "الدرع" وجمعية "السلام" الخيرية كونه أحد سكان مخيم "الست زينب" الفلسطيني في سوريا حيث قال:"في الامس البعيد استشهدت طفلة شقيقتي في قذيفة هاون غادرة لتقتل اطفالا ونساء مدنيين وتركت ورائها جرحى من ابناء شقيقتي وأمهم بعد هول المصيبة اما الامس القريب فقد استشهد ابن أخي محمود ظاهر والذي لاقته المنية بحادثة تفجير جبانه وقذرة" .
ويسترسل السيد ظاهر عن قصة استشهاد محمود ظاهر التي تعتبر تجسيدا لمعاناة ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل في هذا الصراع، فبعد ان لجئ الشهيد وأهله الى أحد مدارس "الاونرا" طالبين للامن والامان واعلانا للسلمية ورفضا للحرب والعنف سقطت قذيفة عند باب مدرسة المخيم موقعة خسائر مادية وبشرية وعند خروج الشباب من ابناء المخيم للتفقد قبل خروج الاطفال والنساء انفجرت سيارة ملغمة لتودي بحياته ومن كان برفقته...
ويكمل السيد صالح ظاهر حديثه بالحسرة والحرقة على أهله في المخيم محدثا عن قصة استشهاد أخرى لاحد أقربائه فقد استشهد على يد أحد القناصة في وقت زيارته لأحد القبور، حيث قال:"لقد استشهد قبل اسبوع أبن خالي أحمد الخطيب عندما كان يقرا الفاتحة بجانب أحد القبور على يد قناصة تمركز فوق مئذنة أحد المساجد، فاي دين يعتنق وأي رب يعبد من يستغل بيت الله لاكبر الكبائر".
وبصفته ناشط في الدفاع عن حقوق المواطنين وحرياتهم ولكثرة مناشدة اهالي المخيم ممن تواصلوا معه يطالب السيد صالح ظاهر منظمات المجتمع الدولي بالتحرك لانقاذ أهالي المخيمات فهم ليسوا مواطنين بل غرباء في هذا البلد المنكوب فقد صرح :"على الامم المتحدة ومنظمة الاغاثة الدولية الاونروا ان تقوم بمسئولياتها لما يتعرض له اليوم الفلسطينيين في مخيمات سوريا، فقد تعهد المجتمع الدولي برعاية وحماية هؤلاء المهجرين من وطنهم وان لم تستطيعوا فاعيدوهم الى بلدهم الاصلي الى حيفا وعكا وصفد...".
كما وناشد المؤسسات الفلسطينية الحكومية وغير الحكومية بالتحرك لانقاذ ابناء شعبهم الذين ينظرون اليهم نظرة الأمل ودعاهم الى نبذ الخلاف العقيم المدمر للاوطان فقد قال:"أناشد جميع المؤسسات الفلسطينية الحكومية وغير الحكومية للتحرك قدما لانقاذ ابناء شعبنا الفلسطيني الاعزل في المخيمات السورية، فأي تحرك منكم على المستوى الرسمي أو الشعبي سيترك أثره الايجابي على ابناء شعبنا في المخيمات".
وما قصة ظاهر واهله الى قطرة في محيط المعاناة الفلسطينية التي تستمر اكثر من ستة عقود، وما هذا الشلال للدم في المخيمات الا عودة الى الماضي، فهو شبيه بمجزرة مخيم تل الزعتر في لبنان والتي قامت عبرها الدول العربية بتصفية حساباتها على حساب جثث أطفال ابناء الشعب الفلسطيني... كما صرح في حديث مطول لـ"أوكرانيا بالعربية" قائد التحصينات بلال حسن والذي حصن وقاتل داخل المخيم في ذلك الوقت.
ويتسائل ظاهر عن مصير المخيمات الفلسطينية اليوم في سوريا؟ والتدمير المتلاحق للمخيمات وابنائها... والاهداف من هذه الجرائم..!!! .
المصدر: أوكرانيا بالعربية