أوكرانيا بالعربية | ملف: يوم الوحدة القومية في أوكرانيا ...تاريخ يعيد نفسه
كييف/أوكرانيا بالعربية/ إحتفل الأوكرانيون يوم الأمس 22 يناير/كانون الثاني بيوم الوحدة القومية "لم الشمل" بالعديد من المهرجانات الشعبية والمعارض المفتوحة والحفلات الموسيقية المنادية بوحدة الأرض والتاريخ والهوية بين الشرق والغرب الأوكراني، ولهذا اليوم تحديدًا تاريخ طويل من المد والجزر بين الأحزاب السياسية في البلاد، وبين المواطنين الأوكران شرقًا وغربًا
وقّعت اتفاقية الوحدة القومية في أوكرانيا بتاريخ 22 يناير عام 1918م وذلك في إطار سعي أوكرانيا لنيل الحكم الذاتي في ظل الامبراطورية النمساوية المجرية (كدولة وطنية ذات قومية مشتركة بين أبناءها في الشرق والغرب)، ونتج عنها فيما بعد ما عرف بـ يوم الوحدة الأوكراني الذي حصل عليه الأوكرانيون في 1919م. إلا أن سقوط الامبراطورية وظهور ما بات يُعرف بـ "الاتحاد السوفييتي" جعل من طموح الأوكرانيين للاستقلال أكثر صعوبة، ولكن مع انهيار الاتحاد بداية التسعينات ترسّخت شيئًا فشيئًا القناعة لدى الأوكران أنه بإمكانهم التغلُّب على كل الصعوبات واعلان استقلال البلاد كجمهورية دستورية حرة وذات وحدة جغرافية وتاريخية بين مواطنيها شرقي وغربي نهر "دنيبرو
كان أوّل احتفال رسمي وشعبي بيوم الوحدة القومية بتاريخ 22 يناير 1939م في منطقة كارباتي غرب البلاد، في وقت كانت فيه أوكرانيا جمهورية مستقلة من تشيكوسلوفاكيا
أُعلن استقلال البلاد في 24 أغسطس 1991م وبدأت عملية النهوض بموارد ومقومات الدولة وبدأ السعي لبناء الدولة الأوكرانية الحديثة في استقلالية تامة لأول مرة عن التبعية والرضوخ لإملاءات قاطني الكرملين في موسكو، ومما يذكره التاريخ الأوكراني الحديث ذلك المشهد المهيب حين اصطف آلاف الأوكرانيون في 22 يناير 1990م في أطول سلسلة بشرية من كييف العاصمة وحتى لفوف في أقصى الغرب الأوكراني، كأول تجسيد حقيقي للوحدة بين أبناء الوطن الواحد
و رسميًا فقد أصدر الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما أول مرسوم رئاسي باعتبار (22 يناير) من كل عام يومًا رسميًا للاحتفال بالوحدة الوطنية لشعب أوكرانيا بشطريه الشرقي والغربي
أما الناظر لحال الأوكرانيين اليوم فإنه يلاحظ الفرق الشاسع بين عرقياته وأقاليمه شرقًا وغربًا، ففي الشرق تلاحظ: (أصحاب الجنسية الروسية والمواليد الروس، وحب الوطن الأم -روسيا- وتقديس اللغة والثقافة والأدب الروسي، رؤوس الأموال الروسية والمصانع والتجارة والمطارات والسوق الاستهلاكية والانتاجية للدولة)، وفي الغرب تلاحظ: (أصحاب الجنسية الأوكرانية والمواليد الأوكران، وحب الوطن الأم -أوكرانيا- وتقديس اللغة والثقافة والأدب السلافي القديم -الأوكراني ضمنًا-، ضعف رؤوس الأموال الأوكرانية وقلة انتاجية وشهرة المصانع والمشاريع المتوسطة والتجارة في الغرب، لجانب عدم وجود مطارات أو سياحة داخلية أو حتى خارجية لمدن الغرب، لجانب ضعف السوق الاستهلاكية والانتاجية لأقاليم الغرب
وعلى عكس كل السنوات أظهر الأوكران هذه السنة وجها آخرا لهم في ظل الحرب القائمة شرق البلاد و بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا . حيث أقاموا المهرجاناتت والإحتفالات الداعمة لوحدة أوكرانيا وسيادتها على أراضيها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب
كما ودعا غالبية المشاركين في هذه الإحتفالات إلى ترك الخلافات السياسية والنزاعات الحزبية الضيقة جانبا لتوجيه رسالة أساسية وهي أن وحدة البلاد فوق كل الاعتبارات
المصدر: وكالات، أوكرانيا بالعربية