أوكرانيا بالعربية | كليمكن: نبحث بجدية تسهيل التأشيرات بين أوكرانيا وإيران .. وتعزيز العلاقات في شتى المجالات
كييف/أوكرانيا بالعربية/أجرت وكالة تسنيم الدولية للانباء في أيران حوارا صحافيا مع وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكن اثناء زيارته الرسمية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم الأحد الموافق 28 آيار/مايو المنصرم، حيث تناول اللقاء موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين، ليؤكد الوزير الأوكراني على ضرورة تعزيز العلاقات بين طهران وكييف في مختلف الاصعدة التجارية والاقتصادية والزراعية والصناعية والطاقة.
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
- ما هو هدفكم من زيارة ايران؟ وما هو برنامج العمل المخطط له في هذه الزيارة؟ وما هي نتيجة مباحثاتكم مع الوزير محمد جواد ظريف؟
- كليمكن: هذه هي المرة الاولى التي ازور فيها ايران، وانا مسرور جداً وارجو تحقيق اهداف كبيرة من خلال هذه الزيارة عن طريق اقامة علاقات استراتيجية بين البلدين، فالشعبين الاوكراني والايراني لهما تاريخ عريق مشترك، كما ان كلا البلدين يواجهان تحديات مشتركة على صعيد الزراعة والاقتصاد، والحقيقة ان اوكرانيا لها القدرة على توفير المنتجات الغذائية لايران، وايران بدورها قادرة على توفير الطاقة لبلدنا.
كانت لي محادثات مع السيد ظريف لاقامة علاقات مشتركة في شتى الاصعدة وعلى المدى البعيد، ووجهة نظرنا واحدة حول ضرورة تعزير العلاقات بين البلدين وهذه العلاقات في الحقيقة منبثقة من تلك العلاقة التي تربط الشعبين مع بعضهما، ومن هذا المنطلق بذلنا جهودنا بغية العمل على ايجاد اواصر تبادل ثقافي وتذليل العقبات على صعيد منح تاشيرات السفر.
ومن المواضيع الاخرى التي طرحت بيننا، مسالة العلاقات المصرفية التي تعد البنية الاساسية لتفعيل العلاقات التجارية، كما تطرقنا الى واقع العلاقات السياسية بين البلدين، وقد حظيت بشرف اللقاء مع رئيس الجمهورية السيّد روحاني ومن هنا اعرب عن شكري وتقديري له لانه ابدى رغبة في ضرورة النهوض بواقع العلاقات بين البلدين.
- لقد اشرتم الى مسالة تاشيرات السفر، هل بامكانكم ان توضحوا لنا هل ان المحادثات تمحورت حول الغائها او تسهيل صدروها؟
- كليمكن: في بادئ الامر تحدثنا عن تسهيل صدورها ولكن هذه ليست المرحلة النهائية، بل بعد متابعة بعض المسائل القنصلية قد نتمكن من اتخاذ قرار آخر في هذا المضمار.
البارحة توجهت الطائرة التي تقلني من أوكرانيا الى ايران وعلى متنها عدد كبير من الركاب بحيث لم يكن فيها مقعد فارغ، اذ هناك الكثير من المواطنين الايرانيين الذين يزورون أوكرانيا مما يعني وجوب النهوض بواقع العلاقات الثنائية بين الشعبين وتذليل جميع العقبات الموجودة على صعيد صدور تاشيرات السفر.
- في الآونة الاخيرة قام العديد من المسؤولين الاوكرانيين بزيارة الجمهورية الاسلامية، ومنهم وزيرا الزراعة والصناعة، حيث اجريت لقاءات عديدة لتعزيز التعاون في المجالين الزراعي والصناعي، كذلك اعلن وزير النفط الاوكراني من طهران استعداد بلاده للتعاون على صعيد التوربينات والضواغط الغازية (الكومبريسورات)، فهل بامكانكم ان توضحوا لنا الى اي مرحلة وصلت هذه الاتفاقيات؟
- كليمكن: أحب في بادئ الامر ان انوه الى وجود اهداف كبيرة في علاقاتنا الثنائية، فنحن نأمل تحقيق انجازات واسعة في القطاع الزراعي وتمهيد الارضية اللازمة لتعزيز التعاون المشترك في اعلى المستويات، كما نرجو اتخاذ خطوات بناءة على صعيد توفير الطاقة لبلدنا بالاعتماد على الجمهورية الاسلامية ومحادثاتنا على هذا الصعيد ما زالت متواصلة، فقبل ساعات اجريت محادثات حول تبادل التقنية الجوية في مجال صناعة الطائرات وانتاج قطع غيار الطائرات المروحية وكذلك تطرقنا الى الحديث عن مسالة صناعة التوربينات المحلية الصنع لتصدير الغاز الى بلدنا.
كذلك كانت لدينا مباحثات حول مسألة الدراسات العليا لطلاب الجامعات في البلدين واشير هنا الى وجود الكثير من الطلاب الايرانيين في الجامعات الاوكرانية، لذا فما الضير في ارسال طلاب اوكرانيين الى ايران للالتحاق بالجامعات؟
اؤكد من هنا ان ايران لها القابلية على ان تكون محوراً اساسياً في مجال المواصلات، وكذلك اوكرانيا هي الاخرى قادرة على ان تفي بدور هام على هذا الصعيد.
- بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة السداسية، اعلنت كييف عن ترحيبها بذلك. اليوم وقد مضت عدة اشهر على تطبيق هذا الاتفاق نود ان نرى تقييمكم للظروف الراهنة، فهل ان الاجواء مناسبة لطهران كي تكون لها علاقات تعاون اوسع نطاقاً مع سائر البلدان؟ فهل ان هذا الاتفاق يلبي طموحات تلك البلدان على صعيد التعاون مع الجمهورية الاسلامية، ولا سيما اوكرانيا؟
- كليمكن: لا شك في ان هذا الاتفاق له نقاط ايجابية كثيرة، ولدينا متخصصون مجربون في المجال النووي وبعضهم عملوا في محطة بوشهر النووية، واود ان اخبركم بان بلدنا ينتج 60 بالمئة من الطاقة الكهربائية اعتماداً على الطاقة النووية، لذا لدينا تجارب واسعة في هذا المضمار ونحن مستعدون لتعليم الكوادر الايرانية المتخصصة وتدريبها بغية النهوض بالطاقات العلمية النووية في بلدكم.
لقد درست في الجامعة بفرع الفيزياء ثم غيرتها الى فرع الدبلوماسية والعلاقات السياسية، لذلك عندي معلومات حول هذه القضايا واقول بشكل عام بان رفع الحظر عن الجمهورية الاسلامية قد فتح لها افقاً واسعاً للعلاقات الخارجية وبالاخص مع اوكرانيا، وباعتقادي فان بلدكم يعتبر قوة استراتيجية وله القابلية على ايفاء دور اساسي لاقرار الامن في المنطقة والعالم.
واؤكد هنا على ان المجال مفسوح لكلا البلدين للتعاون المشترك.
- قبل رفع الحظر الذي تعرض له بلدنا، واجهنا مشاكل على صعيد العلاقات الاقتصادية المداولات المالية، فهل ان العلاقات بين المصارف الايرانية والاوكرانية عادت الى طبيعتها بعد تطبيق الاتفاق النووي؟ واليوم كيف يتم التبادل المالي بين البلدين؟
- هذا صحيح، بعد الاتفاق النووي ورفع الحظر اصبح من الممكن افتتاح حسابات مصرفية سواء في اوكرانيا او في سائر انحاء العالم، لذا يمكن اعتبار جميع النشاطات الاقتصادية بصغيرها وكبيرها فرصاً مناسبة للتنمية في كلا البلدين.
- هل ان كلامكم هذا يعني امكانية القيام بمبادلات مالية بين البلدين؟
- نعم، مئة بالمئة، لا شك في ذلك، اذ ليس من الممكن القيام بنشاطات اقتصادية بين البلدين دون امكانية تبادل الاموال.
- في الختام نود منكم كلمة اخيرة للشعب الايراني.
- اوجه رسالة للشعب الايراني، انا اعتقد بان الشعب الاوكراني صديق للشعب الايراني، والعكس صحيح، والمسالة الهامة هنا هي السعي لاقامة علاقات مشتركة بين البلدين، لأن التعاون الاقتصادي وايجاد اواصر مشتركة في المجال التجاري او اي مجال اقتصادي آخر يتطلب توسيع نطاق العلاقات الثنائية، واعتقد ان هذا الامر يجب ان يكون هدفاً مشتركاً لنا. اشكركم جزيل الشكر وارجو ان لا تكون هذه الزيارة هي الاخيرة لطهران واتمنى ان ازور طهران مرة اخرى والتقي بالشعب الايراني.
- هل وجهتم دعوة للوزير ظريف بزيارة كييف؟
- نعم، وقد وافق على دعوتنا، وارجو ان تتم في اسرع وقت ممكن وسوف يتم التنسيق لتعيين موعدها.
المصدر: وكالة تسنيم دولية للأنباء