أوكرانيا بالعربية | هكذا تطورت الأزمة في بحر آزوف بين أوكرانيا وروسيا واليكم تسلسل الأحداث

أعلن الجيش الأوكراني، أمس الأحد 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إن الزوارق الحربية الروسية فتحت النار على 3 من سفنه بالقرب من شبه جزيرة القرم واستولت عليها، ما أدى إلى تصعيد المواجهة على مضيق كيرتش، وهو ممر مائي رئيسي له أهمية استراتيجية بالنسبة للبلدين

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أعلن الجيش الأوكراني، أمس الأحد 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إن الزوارق الحربية الروسية فتحت النار على 3 من سفنه بالقرب من شبه جزيرة القرم واستولت عليها، ما أدى إلى تصعيد المواجهة على مضيق كيرتش، وهو ممر مائي رئيسي له أهمية استراتيجية بالنسبة للبلدين.

وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان أن الزوارق الحربية الأوكرانية الصغيرة بيرديانسك ونيكوبول وزورق السحب "قاطرة" يانا كابو تعرضوا للهجوم من قبل البحرية الروسية. وقالت البحرية الأوكرانية أن 6 من البحارة أصيبوا في الحادث.

وذكرت أن القاطرة وبيرديانسك تم سحبها من جانب القوات الروسية، لافتة إلى أن نيكوبول غير التالفة تم الاستيلاء عليها أيضا من قبل القوات الروسية.

ولتوضيح تسلسل الأحداث فقد كانت البحرية الأوكرانية تخطط لدخول بعض سفنها مضيق كيرتش للوصول إلى مدينة ماريوبول الأوكراني جنوب شرقي البلاد، قبل أن تطلق عليها القوات الروسية النيران. ويربط المضيق بحر آزوف مع البحر الأسود ويمتد بين شبه جزيرة القرم وروسيا. الا إنه امتداد ضحل وضيق من الماء لمسافة تتراوح بين 2 و 3 أميال (3.2 إلى 4.8 كيلومترات) عند نقطة واحدة بالقرب من أرض تشوسكا.

يعد المضيق شريان حياة اقتصاديًا هامًا بالنسبة لأوكرانيا، حيث أنه يسمح للسفن التي تغادر مدينة ماريوبول الساحلية بالوصول إلى البحر الأسود.

كما أنها أقرب نقطة وصول لروسيا إلى شبه جزيرة القرم، وهي التي احتلتها موسكو في عام 2014. ولم يعترف المجتمع الدولي بسلطات روسيا على إلى شبه جزيرة القرم، لكن ذلك لم يمنع روسيا من بناء جسر فوق مضيق كيرتش يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي روسيا. وقد تم فتح جسر Kerch Strait في شهر مايو/ أيار.

وقد أدى الصراع إلى تفاقم التوترات بين الجمهوريتين السوفييتية السابقتين، وفي وقت متأخر من يوم الأحد قال الرئيس الأوكراني إنه سيطلب من البرلمان إعلان الأحكام العرفية "حالة الطوارئ" بسبب الحادث. وتمت دعوة مجلس الأمن الدولي، الإثنين، لمناقشة القضية.

ماذا حدث؟

عرضت أوكرانيا وروسيا روايات متضاربة عن الحادث، واتهم كل طرف الطرف الآخر بانتهاك قوانين البحار. بعد أن تم اتفاق عام 2003 يؤكد على أن بحر آزوف ومضيق كيرتش كمياه داخلية لروسيا وأوكرانيا.

فقد أفادت وكالة الحدود الروسية (FTS) في منطقة القرم بأن ثلاث سفن حربية أوكرانية دخلت المياه الإقليمية الروسية بشكل غير قانوني، وكانت تقوم بمناورات خطيرة، وفقا لوكالة تاس الرسمية الروسية.

وأفادت وكالة تاس بأن القوات الروسية احتجزت السفن الأوكرانية الثلاث وأن "الأسلحة استخدمت لإجبارهم على التوقف".

وقال جهاز الإحصاء: "لم يستجبوا لمطالب مشروعة من السفن والقوارب التابعة لحرس الحدود الروسي في روسيا بمرافقتهم للتوقف فورا والقيام بمناورات خطيرة" على حد تعبيرهم..

وقالت الوكالة إن ثلاثة جنود اوكرانيين جرحوا وتلقوا رعاية طبية من الروس. من ناحية أخرى، قالت البحرية الأوكرانية إن سفن الدوريات الحدودية الروسية قامت بعمل عدواني بشكل علني ضد السفن الأوكرانية.

ووصف مكتب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو الإجراء الروسي ضد سفن البحرية الأوكرانية بأنه عمل عدواني يهدف إلى تصعيد الوضع في مياه بحر آزوف ومضيق كيرتش، عمدا ودعا إلى إدانة دولية لموسكو وفرض عقوبات جديدة.

وقالت وكالات الأنباء الروسية والجيش الاوكراني إن روسيا أغلقت منذ ذلك الحين المضيق. وأظهرت لقطات فيديو من مكان الحادث ناقلة كانت تسد المياه أسفل الجسر وطائرات مقاتلة تحلق بالقرب من الجسر.

حالة الطوارئ

على خلفية هذه التطورات، عقد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء العسكري "حكومة الحرب"، لحكومة الحرب في وقت متأخر من أمس الأحد 25 تشين الثاني/ نوفمبر الجاري، وأعرب عن تأييده لمقترح إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 60يوماً. بالإضافة إلى ذلك طالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأعمال العدائية الروسية في مضيق كيرتش.

ثم قام بالتغريد في وقت لاحق، وهو يناشد البرلمان بإعلان قانون الأحكام العرفية. وقال: لا توجد خطوط حمراء بالنسبة لروسيا و"نعتبر هذه الأعمال غير مقبولة بشكل قاطع. وقد أدى هذا العدوان بالفعل إلى عواقب".

وفي تصريح لشبكة "سي ان ان" ، قالت المتحدثة باسم منظمة حلف شمال الأطلسي "اوانا ليغواسا" إن حلف شمال الأطلسي "يدعم بشكل كامل سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، ويدعو روسيا إلى "ضمان الوصول دون عوائق إلى الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف". وردد الاتحاد الأوروبي هذه المشاعر الأخيرة.

وجاء في البيان أن "الناتو يراقب عن كثب التطورات في بحر آزوف ومضيق كيرتش ونحن على اتصال بالسلطات الأوكرانية. ندعو الى ضبط النفس وتهدئة التصعيد".

وتمت الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، صباح الإثنين، وفقا لما كشفت عنه السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، مساء الأحد، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وزارة الخارجية الأوكرانية تدين العدوان

أدانت وزارة الخارجية الأوكرانية الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها روسيا في البحر الأسود وبحر آزوف، واعتبرتها انتهاكاً لقواعد ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وأشارت الخارجية في بيان رسمي لها إلى أن "الاستفزازات الروسية في البحر الأسود وبحر آزوف تجاوزت الخطوط الحمراء وأصبحت عدوانية"، مضيفة أن "السفن الروسية استخدمت القوة بصورة غير قانونية ضد سفن البحرية الأوكرانية، في انتهاك صارخ للملاحة الحرة".

وشددت على أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للرد على هذه الاستفزازات بالطرائق القانونية والدبلوماسية الدولية.

وأضافت: "سنبلغ الشركاء على الفور بشأن الأعمال العدوانية الروسية في بحر آزوف. إن مثل هذه الأعمال تشكل تهديداً لأمن جميع دول منطقة البحر الأسود، وبالتالي تتطلب استجابة واضحة من المجتمع الدولي".

تطور خطير

ويعد هذا التصرف خطيرا اذ من الممكن أن يشعل أزمة جديدة وخطيرة بين البلدين، حيث دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على الفور إلى اجتماع لكبار قياداته العسكرية والأمنية مساء الأحد لبحث الوضع.

حيث أكدت البحرية الأوكرانية إن ستة من البحارة الأوكرانيين أصيبوا في عملية احتجاز سفنها التي أعقبت إطلاق النار، وإن الهجوم الروسي عليها وقع بعد تراجعها وعودتها باتجاه ميناء أوديسا بعد مغادرة المنطقة البالغة 12 ميلا، فتح جهاز الأمن الاتحادي الروسي النار على الأسطول التابع للقوات المسلحة الأوكرانية".

ومع تبادل مسؤولي البلدين الاتهامات بممارسة أعمال استفزازية في الوقت الذي لا تزال فيه العلاقات متعكرة بعد احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 وتأييدها لتمرد في شرق أوكرانيا، ينذر هذا الحادث بدفع البلدين صوب صراع أوسع نطاقا.

وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة روسيا بالتدخل في الشحن الدولي من وإلى مضيق كيرتش منذ عدة أشهر. كما دخلت روسيا وأوكرانيا في صراع مستمر منذ احتلال شبه جزيرة القرم من قبل موسكو في عام 2014.

ونقلت وكالات أنباء مقاطع الفيديو تظهر الى الطريقة التي هاجمت بها البحرية الروسية سفينة القاطرة الأوكرانية.

كما أدت الحرب مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص. والحادث في البحر يثير توترات جديدة بين البلدين. كما أيدت روسيا الانفصاليين في منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا.

حالة الطوارئ والانتخابات

تتهم وسائل إعلام رسمية روسية أن المواجهة "استفزازية" هي من جانب أوكرانيا وغيرها في أمريكا لإعاقة الاجتماع المقبل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس دونالد ترامب في قمة مجموعة العشرين التي ستنعقد في بوينس آيرس هذا الأسبوع.

كما أن اعلان حالة الطوارئ في البلاد سوف يؤدي الى تأجيل الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في البلاد 30 آذار/ مارس 2019، الا ان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أكد بان حالة الطوارئ لن تعطل القوانين ولن تحد من حرية وحقوق المواطنين.

الافراج عن السفن الحربية

وفي ظل زيادة التوتر طالب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو القيادة الروسية بإطلاق سراح البحارة الأوكرانيين الذين احتجزتهم روسيا أثناء الاعتداء على السفن الأوكرانية في مضيق كيرتش.

وأشار بوروشينكو خلال اجتماع مجلس الأمن والدفاع  القومي الأوكراني بالقول: "نطالب قيادة روسيا الاتحادية بالإفراج الفوري عن الجنود الأوكرانيين الذين احتُجزوا بصورة تنتهك قواعد القانون الدولي".

وشدد على تسليم البحارة المُحتجزين إلى الجانب الأوكراني مع السفن المُحتجزة، مُطالباً في الوقت ذاته باتخاذ تدابير عاجلة لوقف التصعيد في بحر آزوف.

كما دعا أيضاً إلى وقف التصعيد في المناطق الأخرى، مشيراً إلى أنه ينتظر ردّاً سريعاً من الجانب الروسي.

المصدر: سي ان ان ، أوكرانيا بالعربية، الاعلام الأوكراني

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
القائد العام الأوكراني: عملية كورسك كانت ضرورية
سياسة
صحيفة: بلجيكا غير قادرة على تسليم "إف-16" إلى أوكرانيا في الوقت المحدد
سياسة
كيلوغ: مقتل كيريلوف خطوة غير عقلانية من جانب أوكرانيا
أخبار أخرى في هذا الباب
سياسة
القائد العام الأوكراني: عملية كورسك كانت ضرورية
سياسة
صحيفة: بلجيكا غير قادرة على تسليم "إف-16" إلى أوكرانيا في الوقت المحدد
سياسة
كيلوغ: مقتل كيريلوف خطوة غير عقلانية من جانب أوكرانيا
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.