أوكرانيا بالعربية | في أوكرانيا الروس هم الغالبون؟... بقلم راجح الخوري
كييف/أوكرانيا بالعربية/عندما كانت العاصفة "الكسا" تجلد اللاجئين السوريين الغارقين في العراء الجليدي، كانت فيكتوريا نولاند مساعدة جون كيري، تقف في ساحة كييف وتوزع الخبز على الاوكرانيين الذين جددوا "الثورة البرتقالية" في وجه فيكتور يانوكوفيتش، مستعيدين فصول انتفاضة عام2004 والتي لم تزهر في حينه.
القصة في اوكرانيا ليست قصة اتفاق شراكة كاملة مع الاتحاد الاوروبي يريده الشعب ويرفضه يانوكوفيتش الذي كان الأوكرانيون يتخوفون من ان يوقّع امس في موسكو على الانضمام الى الاتحاد الجمركي الذي ترأسه روسيا، بل هي قصة اختيارات متناقضة لكنها اعمق وأهم، لأنها تتجاوز موضوع الشركة والتبادل التجاري لتطاول نمط الحياة، بمعنى هل تواصل اوكرانيا التحليق في الفضاء الروسي الذي خبرته طويلاً ام تتجه الى التحليق في الفضاء الاوروبي الذي يعني دخول بيئة الديموقراطية الغربية!
سيرغي لافروف وصف موقف الدول الغربية المؤيد للمتظاهرين ضد حكومة يانوكوفيتش بأنه يفتقر الى الحياء، معتبراً ان قمع المتظاهرين ومحاولة سحق حركتهم "حدث طبيعي"، لأن الحكومة ترفض التوقيع على اتفاق الشركة مع الاتحاد الاوروبي وليس من حق الغرب التدخل في الشؤون الداخلية الاوكرانية.
في اي حال قد يكون من مصلحة الاوكرانيين ان يستخلصوا الدروس من مرارات تجربة المعارضة السورية في بداياتها على الاقل، مع التأييد الاميركي والغربي، فبمقدار ما يبيع الغرب الاوهام يبيع الروس وحلفاؤهم مواقف صلبة مدعومة سياسياً الى اقصى الحدود، اضافة الى دعم عسكري غير محدود، فلقد سقط اكثر من مئة الف سوري بالسلاح الروسي والغرب يتفرّج، والامساك باوكرانيا عند موسكو اهم بكثير من الاحتفاظ بسوريا!
راجح الخوري
كاتب ومحلل سياسي
المصدر: النهار