أوكرانيا بالعربية | ديمتري ميدفيديف : القرم لنا والدونباس لكم
كييف/أوكرانيا بالعربية/ كشف ديمتري ميدفيديف رئيس الحكومة الروسية أمس عن ثوابت الموقف الروسي من تطورات الأوضاع في أوكرانيا والحد الذي لا يمكن أن تمضي إلى ما هو أبعد منه سياسات الكرملين لحل هذه الأزمة. وأوجز ميدفيديف موقف موسكو من هذه الأزمة في مقال نشرته صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، قائلا إن على الحكومة الأوكرانية العمل من أجل إعادة الحياة الطبيعية في «لوغانسك ودونيتسك»، مشيرا إليهما كمقاطعتين لا «كجمهوريتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا» ما يعني ضمنا الاعتراف بهما جزءا من الأراضي الأوكرانية وأن القيادة الروسية تعتبر هذا الموضوع أمرا مسلما به
واستطرد ميدفيديف ليقول إنه إذا كانت السلطات الأوكرانية تعتبر أراضي جنوب شرقي أوكرانيا أراضي أوكرانية حقا فإنه يستوجب عليها العمل من أجل تسوية الأوضاع هناك وإعادة الحياة إلى حالتها الطبيعية، مثلما تفعل روسيا التي أخذت على عاتقها تنظيم حياة مواطني شبه جزيرة القرم انطلاقا من أن القيادة الروسية تعتبر الخلاف حول تبعية القرم «موضوعا مغلقا»، أي غير قابل للنقاش على اعتبار أن القرم أرض روسية
وإذ أعرب عن أسفه تجاه أن أوكرانيا لم تجد برنامجا للتطور أفضل من «الشعارات المعادية لروسيا»، استعرض رئيس الحكومة الروسية ما قدمته بلاده من مساعدات إلى أوكرانيا بلغت في مجموعها خلال السنوات الأخيرة ما مجموعه 33 مليار دولار، فضلا عما حصلت عليه أوكرانيا في صورة استثمارات وقروض ميسرة وتخفيضات على أسعار الغاز، تجاوزت مائة مليار دولار، وهو ما لم تقدره القيادة الأوكرانية، على حد تعبيره. وقال إن الاتحاد الأوروبي لن يقدم إلى أوكرانيا ما سبق وقدمه لإيطاليا وإسبانيا واليونان إبان أزمة 2008. مشيرا إلى أن السلطة الجديدة في أوكرانيا فضلت الاعتماد على الدعم الأوروبي الأميركي الذي لن يصل ولا سيما لأن أوروبا نفسها تكابد الصعوبات والمتاعب للخروج من الأزمة الاقتصادية. وتوقع ميدفيديف سقوط أوكرانيا في شرك الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، بما قد تعلن معه الحكومة الأوكرانية في الفترة القريبة المقبلة عن عجزها عن سداد الديون الخارجية التي ستتجاوز في نهاية العام الجاري الناتج المحلي الإجمالي
وكانت الأزمة الأوكرانية ضمن الموضوعات التي تناولها سيرغي لافروف في لقائه أول من أمس مع نظيره الأميركي جون كيري ونقلت المصادر الرسمية عن الوزير لافروف قوله: «إن روسيا لن تنصاع لأي ضغوط يمارسها من لا يريد الخير لها»، إلى جانب ما أشار إليه حول عقم الضغوط الأميركية التي تستهدف إرغامها على التراجع عن دعم وتأييد السكان الروس في أوكرانيا. وقال لافروف أيضا «إن علاقات الولايات المتحدة مع روسيا لن تشهد تطورا إلا عندما تأخذ الولايات المتحدة في الاعتبار مصالح روسيا». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن لافروف تصريحاته حول الأوضاع في جنوب شرقي أوكرانيا، التي أكد فيها على «ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك لوقف إطلاق النار وإبعاد الأسلحة الثقيلة عن خط التماس
المصدر: الشرق الأوسط