أوكرانيا بالعربية | دبلوماسي إسرائيلي في أوكرانيا: من يحاول النيل من إسرائيل سوف يدفع ثمناً باهظاً
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرى موقع "ليفي بيريغ" الإخباري الأوكراني مقابلة صحفية مع النائب الأول للسفير الإسرائيلي لدى كييف إميل بن نفتالي حول عملية "درع الشمال" التي أعلنتها إسرائيل والهادفة إلى تحديد مواقع أنفاق حزب الله في الجنوب اللبناني، والتي تصل إلى شمال إسرائيل، من أجل تدميرها، وعن احتمال أن تتحول عملية إزالة الأنفاق إلى حرب جديدة في المنطقة.
وتنقل لكم "أوكرانيا بالعربية" ترجمة هذا الحوار كما نشره الموقع الأوكراني دون المساس بالمصطلحات والتعابيرالتي استخدمها الدبلوماسي الإسرائيلي، وأبقتها كما وردت على لسانه، وهي لا تعبر عن رأي "أوكرانيا بالعربية"
الصحيفة الأوكرانية: هذه ليست المرة الأولى التي يتفاقم فيها الوضع مع لبنان، فلقد اندلعت الحرب اللبنانية الثانية في عام 2006، ولكن ما سبب التوتر اليوم؟
لقد طور حزب الله، وهو منظمة إرهابية، موجودة في لبنان، ومدعومة من إيران، خلال الأعوام العشرة الأخيرة استراتيجية جديدة لإمكانية إدارة الحرب مع إسرائيل، ونحن في إسرائيل اختبرنا الحروب غير المتكافئة منذ زمن بعيد، فهذا النموذج من الحروب مستمر عندنا على مدى سنوات.
عدونا هو المنظمات الإرهابية، وهي لا تستطيع التغلب علينا في المواجهة المباشرة، ولهذا السبب تلجأ إلى الطرق الدنيئة، وهدفها الوحيد، هو تهديد حياة المدنيين الإسرائيليين المسالمين والقضاء عليهم.
إنهم يسعون دائماً لضرب الحلقات الضعيفة والمؤلمة، والحلقة الأضعف في كل دولة، هي سكانها المدنيين. كما شاهدنا في الأعوام الأخيرة النهج الذي يمارسه إرهابيو حزب الله والقائم على إلحاق الأذى بالإسرائيليين في الخارج، حيث يكون من السهل الوصول إليهم وإيذاءهم.
كما نلاحظ كيف يقوم حزب الله بتطوير قدراته الصاروخية، والتي يمكن استخدامها ضد السكان المدنيين في إسرائيل، ونشاهد الآن تنفيذ المرحلة التالية من استراتيجية إلحاق الضرر بإسرائيل - وهي هذه الأنفاق التي يعبر من خلالها الإرهابيون من لبنان إلى أراضينا.
وهكذا، يستفيد حزب الله من تجربة حماس في قطاع غزة، والعلاقة بين المجموعتين الإرهابيتين واضحة - فإيران هي التي تساعد وترعى كلتا المنظمتين الإرهابيتين.
في قطاع غزة، في جنوب البلاد، الأرض رملية، ولهذا من السهل حفر الأنفاق فيها، ومن السهل تدميرها، أما في الشمال، على الحدود مع لبنان، فالأرض صخرية، ويحتاج حفر الأنفاق فيها إلى بذل جهود كبيرة، وكذلك إيجادها وتدميرها، ولقد بدأ حزب الله بحفرها منذ عشر سنوات، أما نحن فلقد بدأنا للتو بالعمل على تدميرها.
الصحيفة الأوكرانية: ما هي وجهة استعمال هذه الأنفاق بالتحديد؟
يستخدمونها من أجل نقل الإرهابيين، والأسلحة، والمتفجرات من لبنان إلى شمال إسرائيل، كي يقوموا بأعمال إرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين على أرضنا، وليتمكنوا من إلحاق أكبر قدر من الضرر بنا، كالقتل، وخطف المواطنين.
وسبق عمليتنا الهادفة لتدمير الأنفاق هذه، تصعيد للهجمات الإرهابية في قلب إسرائيل، وأشير إلى أن هذا التصعيد غير مرتبط بشكل مباشر بالأوضاع في سوريا.
فمنذ فترة قصيرة، كان الوضع صعباً للغاية في جنوب البلاد، في قطاع غزة، وبعدها حدث هجوم إرهابي فظيع في مستوطنة عوفرا، وأصيبت امرأة حامل، أطلقوا عليها النار من سيارة متحركة، وأجهضت.
في شمال إسرائيل سنقوم بتدمير الأنفاق في ثلاث مناطق مختلفة، لوحظ فيها نشاط للمسلحين، ولحد الآن تم العثور على أربعة أنفاق، ولا يزال البحث مستمراً.
وجدير بالذكر أن هذه الأنفاق تنتهك قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2016، لأنها تعتبر انتهاكاً للسيادة الإقليمية لإسرائيل.
الصحيفة الأوكرانية: هل خططوا للقيام بعمليات إرهابية محدودة، أم أنه يتم التحضير لحملة عسكرية ضخمة؟
ليس لدينا علم، إن كانوا يخططون للهجمات بشكل مسبق، أم أنهم يترصدون اللحظة المواتية. فحزب الله اكتسب خبرة قتالية عالية خلال الحرب في سوريا. وبما أنه تم تأسيس حزب الله بهدف محاربة إسرائيل، فإنه يحاول أن
يجمع أكبر عدد ممكن من الإرهابيين في داخل إسرائيل من أجل أن يشنّ هجوماته.
دعا رئيس وزرائنا بنيامين نتنياهو السفراء الأجانب المفوضين لدى إسرائيل إلى زيارة الحدود اللبنانية، وكان يومها الضباب كثيفاً، ومن غير الممكن رؤية أي شيء، وأوضح لهم بأنه في مثل هذه الأوقات يستطيع الإرهابيون الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية، إذ يكون من العسير على الطائرات اكتشافهم خلال انتقالهم إلى الأنفاق، وبالتالي لا يمكن تحديد هويتهم، وعددهم من أجل أن الردّ عليهم بالشكل الملائم والدقيق.
ولعلمكم فإن كلفة حفر نفق بطول 40 أو50 متراُ تبلغ نحو ثلاثة ملايين دولار أمريكي. من أين لهم هذا القدر من الأموال؟ من يمولهم؟ إنها إيران.
وفي الآن نفسه، يخرج الناس في إيران إلى الشوارع مطالبين حكومتهم بفعل شيء ما، لكي يستطيع الشعب الإيراني تأمين قُوتِه.
وهكذا، بدلاً من أن يستخدم المال الإيراني لإشباع الشعب الإيراني، يتم تحويله لتمويل الإرهاب ضد إسرائيل.
الصحيفة الأوكرانية: عندما وقعت الحرب اللبنانية – الإسرائيلية الثانية في عام 2006، لم يكن الرأي العام الإسرائيلي راضياً عن هذه الحملة العسكرية، خاصة وأنه لم يتم تدمير حزب الله وهو الهدف المعلن للحملة، ما هو الموقف اليوم داخل إسرائيل من احتمال وقوع صراع مسلح في شمال البلاد؟
إن حزب الله يتواجد بين سكان لبنان المدنيين، ونحن لا نستطيع دخول المدن اللبنانية، ولا نستطيع تمييزهم عن غيرهم، وإننا نحاول تدمير إمكانيات الإرهابيين الإستراتيجية، صواريخهم، وقواعدهم، بإصابات دقيقة، لكيلا يتأذى المدنيون.
ومن سخرية الأقدار، أننا نتوخى الدقة في عملنا، ونوجه ضرباتنا لعناصر حزب الله تحديداً، أما حزب الله فعلى العكس، هدفهم مغاير، وهو إلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى بسكان إسرائيل المدنيين.
والآن لدينا هدف بسيط جداً، فلقد اكتشفنا تهديداً خطيراً، وهو الأنفاق، التي تستخدم لتنفيذ الهجمات الإرهابية، وسندمرها.
الصحيفة الأوكرانية: إذاً، ستدمرون هذه الأنفاق، وبذلك يتلاشى تهديد حزب الله؟
إن حزب الله يرى الوضع من منظار استراتيجي، فإذا سلبناه مكوناً استراتيجياً ما، فسيحاول إعادة التوازن بطريقة أو بأخرى، والتأسيس لتهديد جديد.
الصحيفة الأوكرانية: يعتقد خبراؤكم بأن عدداً ضخماً من الصواريخ التي يصل مداها إلى تل أبيب والقدس، مخزنة في المباني السكنية في مناطق جنوب لبنان
نعم، وهذه الصواريخ الدقيقة، هي الامتياز الاستراتيجي الأكبر لديهم.
الصحيفة الأوكرانية: إذن، من الممكن الافتراض نظرياً، بأنه إذا دمرتم كل هذه الأنفاق، فبإمكانهم التصعيد باستخدام الصواريخ، فهل ستردّون بالقصف؟
نقوم الآن بهدم الأنفاق ضمن الأراضي الإسرائيلية، ونحن لا نسعى لمفاقمة الوضع، واحتدام النزاع مع لبنان. وتكمن صعوبة الأمر بأن حزب الله يعتمد تكتيك الاحتماء بالمدنيين، كما أنهم يجلبون السكان المدنيين من أنصارهم إلى الحدود، في محاولة لإثارة الاشتباكات. فإنهم يريدون تصعيد الوضع على الحدود، وافتعال إي حدث، من أجل إشعال فتيل صراع واسع النطاق. أما نحن فلا نريد سوى وقف خطر انتشار الإرهاب عبر هذه الأنفاق، وآمل أن يتحلى الطرف الآخر بالحكمة.
لقد تحدث رئيس وزرائنا بكل وضوح عن هذا الموضوع: من يحاول النيل من إسرائيل سوف يدفع ثمناً باهظاً جداً. ونحن الآن بصدد القضاء على خطر الإرهاب، على حدودنا، وضمن أراضينا. إذا تم استخدام هذا الأمر من قبل المنظمة الإرهابية كحجة للتصعيد، فإنها ستدفع ثمنا باهظا جدا.
الصحيفة الأوكرانية: إذا كنتم تدمرون هذه الأنفاق ضمن أراضيكم، فلماذا أنتم قلقون بشأن ما سيقوله العالم عنكم؟ علاوة على ذلك، لم تكن إسرائيل من قبل تبالي برأي الدول الغربية بشأن قضاياها الداخلية. أم أنكم تفترضون أنه يمكن نقل القتال من أراضي إسرائيل إلى الأراضي اللبنانية؟
أولا، نحن لا نريد نقل القتال إلى أراض أخرى. وسنبذل كل ما في وسعنا لحماية مواطنينا داخل إسرائيل.
إن سؤالك عن الحاجة إلى تبرير يثبت درجة القرابة بين أوكرانيا وإسرائيل في نمط التفكير، فما يجمعنا ليس الشراكة والعلاقات الجيدة وحسب، وإنما صداقة حقيقية بين الدول. فأنتم ترون هذا الوضع بنفس المنظار الذي نراه. بيمنا تراه الدول الأخرى من منظار مختلف بعض الشيء، وتفاجئنا بعض الدول بطروحاتها صراحةً. إذ يتبين أن لديهم بعض الشكوك حول شرعية قيامنا بحماية سيادة بلدنا الإقليمية. وللأسف، تجري اليوم محاولة لنزع صفة الشرعية عن الإجراءات الإسرائيلية بواسطة المنظمات الدولية.
وتستغل الحكومة الفلسطينية والمنظمات الإرهابية وحزب الله وحماس كل الفرص المتاحة في إطار المنظمات الدولية (مجلس الأمن الدولي، اليونسكو، مؤسسة التراث وغيرها) لمواجهة السياسات الإسرائيلية.
عذراً، لكن إمكانيات إسرائيل وإمكانيات فلسطين غير متكافئة. فهل نجحت فلسطين لوحدها في تشكيل ائتلاف دولي ضد إسرائيل؟ أم أن أحداً ما يساند فلسطين؟
توجد بعض المنظمات التي تعمل في الأمم المتحدة، فهنالك مجموعة من الدول التي لا تدخل في عداد الدول والأحلاف القوية (الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة على سبيل المثال) وإنما اتفقت فيما بينها على التنسيق حول العديد من القضايا، بحيث يصبح لصوتهم ثقلاً في المنظمة، وهناك كذلك منظمة الدول الإسلامية، ومن خلال هاتين البنيتين، المتضافرتين، يحصل الفلسطينيون، بشكل شبه دائم، على دعم أغلبية دول الأمم المتحدة.
وبالطبع، نحن نعمل بجد لشرح موقفنا والدفاع عن بلدنا، ولدينا الكثير من الشركاء الجيدين، وهذا يشمل أوكرانيا، التي تلعب دورا هاماً جداً لإسرائيل. ففي السنتين الأخيرتين، رأينا بوضوح كيف تدعمنا أوكرانيا في الساحة الدولية في كل القرارات. ونحن بدورنا ندعم أوكرانيا، فلقد صوّتنا مرتين لصالح اتخاذ قرارات ضد انتهاك حقوق الإنسان في شبه جزيرة القرم. وهناك مصلحة ثنائية، تقوم على العلاقات الممتازة بين الدولتين.
من هو محرك السياسة المعادية لإسرائيل في الشرق الأوسط؟ المملكة العربية السعودية؟ أم إيران؟
بالنسبة للمملكة العربية السعودية والعالم العربي ككل، فإننا نشهد دفئاً وتحسناً في العلاقات. إذ يدرك العالم العربي أننا لن نغادر إلى أي مكان ولدينا فرصة للتعاون معهم في الاقتصاد والتكنولوجيا والتنمية والديمقراطية.
لقد بدأ العالم العربي يرى في إسرائيل مثالاً للتغيير. وهو يدرك أن صراع السلطة الفلسطينية مع إسرائيل لا يصب في مصلحة العالم العربي. لذلك، يجب العمل على حله بطريقة سلمية، وبتنسيق ثنائي.
وتبقى إيران – التي أعلنت نفسها "المهيمن" في الشرق الأوسط، والتي تحاول خلق محور شيعي إقليمي، من إيران وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط. ولهذا تستخدم طهران الإرهاب والعنف ورعاية الحروب في جميع أنحاء المنطقة، في سوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.
ليست إيران القوة المدمرة الوحيدة في الشرق الأوسط، فروسيا تقصف الشعب السوري، وتدعم إيران التي تكرهونها، وروسيا لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وتستقبله في موسكو، وتضخ السلاح إلى المنطقة...
لا يشك أحد في أن روسيا لاعب رئيسي، تحدد قراراته ورؤيته للوضع مستقبل سوريا والشرق الأوسط. ويملك هذا اللاعب الرئيسي الموارد والإمكانيات اللازمة، ولديه مصالحه.
من المهم جداً بالنسبة لنا في إسرائيل تحليل الوضع وفهم الأهداف التي يملكها كل لاعب. وكيف يجب أن نتصرف في الساحة الجيوسياسية الدولية. لأن هدفنا الثابت هو سلامة مواطنينا. ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر على أمن مواطنينا. ولهذا السبب، نحن مجبرون على التواصل مع جميع اللاعبين الرئيسيين في هذه الحرب، إن كان مع الدول الغربية، أو مع روسيا.
حادثة الطائرة الروسية التي تم اسقاطها على الحدود مع تركيا، معروفة. ولا يمكننا بعد الآن السماح بتكرار مثل هذه الأحداث، و لذلك، نعمل بشكل وثيق مع جميع اللاعبين من أجل فهم الخطوات التالية التي علينا القيام بها من أجل حماية مصالحنا.
ولكل لاعب مصالحه الخاصة. ومصلحتنا تكمن في شرق أوسط مستقر. وزعزعة الاستقرار في سوريا لا تجلب لنا أي فائدة.
إحدى مهامنا هي عدم السماح للمنظمات الإرهابية مثل حزب الله وغيره بالحصول على المزيد من الأسلحة. وبالطبع، عدم السماح لإيران بتنمية نفوذها في المناطق الاستراتيجية التي تمكنها من تهديد إسرائيل على الحدود مباشرة.
ولكن روسيا تساعد عدوكم اللدود، إيران.
لا تهتم إيران لمن تبيع نفطها، فالشيء الأساسي بالنسبة لها، هو كسب المال واستخدامه لرعاية الإرهاب الذي يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل. ولقد أعلن قادتهم عن نواياهم هذه عدة مرات.
ولا تستخدم طهران علاقاتها مع روسيا وحسب، بل تستخدم العلاقات مع الشركاء الآخرين. لهذا السبب، فإن فرض العقوبات الدولية على إيران مهم جداً بالنسبة لنا.
لقد دخلت العقوبات ضد إيران حيز التنفيذ مؤخراً. فهل ترون جدواها؟
بالطبع، فإن هذه العقوبات آذت النظام السياسي الإيراني إلى حد كبير. ويؤسفنا أن العقوبات تؤثر كذلك على الشعب الإيراني.
وأود أن أؤكد بأنه لا يوجد حقد بين الشعبين الإسرائيلي والإيراني، فالشعب الإيراني أسير نظام ديكتاتوري مستبد، وشعبانا متشابهان، ويعيش في إسرائيل الكثيرين من ذوي الأصول الإيرانية، والمشكلة، إذن ليست في الناس، بل في النظام السياسي الإيراني.
ترجمة اللقاء من اللغة الروسية الى العربية اعدتها هيئة تحرير أوكرانيا بالعربية
المصدر: أوكرانيا بالعربية