وكان الكتب الرئاسي الاوكراني قد صرح اليوم صباحا إن بوروشينكو قد اتفق مع الرئيس بوتين هاتفيا على "آلية لوقف إطلاق النار" في شرق أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعرب عن تضامنه مع دول البلطيق الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال زيارته الحالية لإستونيا لإجراء محادثات بشأن الأزمة الأوكرانية مع زعماء دول البلطيق.
ومن المقرر أن تعقد المحادثات في العاصمة الإستونية تالين مع رؤساء إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
والتي انضمت إلى حلف الناتو عام 2004، تشعر بالقلق من تدخل روسيا في أوكرانيا.
وفي وقت لاحق من الأسبوع الجاري، سيحضر الرئيس الأمريكي قمة الناتو التي من المتوقع أن تدعم خطط لتشكيل قوة تدخل سريع يمكن نشرها في غضون 48 ساعة.
وأعلن حلف شمال الأطلسي مؤخرا عن خطط لتشكيل القوة بهدف حماية دول أوروبا الشرقية ضد أي عدوان روسي محتمل.
وردت روسيا بالقول إنها ستغير عقيدتها العسكرية لتتناسب "مع اقتراب الناتو من الحدود الروسية".
مركبات عسكرية أوكرانية تنتشر في الطريق الرئيسي من لوفاينسك بعد هجوم الانفصاليين على قافلة للقوات الأوكرانية
تفاهم متبادل
وكانت النسخة السابقة من البيان المنشور على موقع الرئاسة الأوكرانية يقول: "أسفر حديثهما عن اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في منطقة دونباس (مناطق دونيتسك ولوهانسك).
ثم تغير البيان ليقول: "أسفر حديثهما عن اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة دونباس".
ويضيف البيان أن الرئيسين: "توصلا إلى تفاهم متبادل بشأن الخطوات التي تؤدي إلى السلام".
وأصدر الكرملين بيانا باللغة الروسية يقول إن مكالمة هاتفية جرت يوم الأربعاء بين الرئيسين "وتطابقت إلى حد كبير" وجهات نظرهما بشأن السبل الممكنة لإنهاء الازمة.
وقال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية: "لم يتفق بوتين وبوروشينكو على وقف إطلاق النار في أوكرانيا لأن روسيا ليست طرفا في الصراع، لكنهما ناقشا فقط كيفية تسوية الصراع".
وقال متحدث باسم الانفصاليين لنفس الوكالة إن الانفصاليين لا يعتقدون أن بوروشينكو يسيطر بصورة كاملة على القوات الأوكرانية في الشرق.
تقول قوات الحكومة إنها أمنت ممر إنساني للخروج من المدينة بعد أيام من القصف العنيف
تطمينات الناتو
وستناقش فكرة قوة التدخل السريع، فضلا عن تدابير أمنية أخرى، في قمة الناتو التي تستمر يومين في ويلز، والتي تبدأ يوم الخميس.
ووصل أوباما إلى تالين في وقت مبكر يوم الأربعاء ليجري محادثات مع رؤساء إستونيا وليتوانيا ولاتفيا.
ويقول مراسل بي بي سي جافين هيويت إن الجمهوريات الثلاث السابقة في الإتحاد السوفياتي تشعر بحالة من عدم الاستقرار نتيجة إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن روسيا لديها الحق في التدخل للدفاع عن مصالح الناطقين بالروسية.
وقال أوباما خلال لقائه بالرئيس الإستوني إن إستونيا "لن تقف وحدها".
وقال البيت الأبيض إن أوباما سيستغل رحلته إلى إستونيا، التي يشكل ذوي الأصول الروسية نحو 25 بالمئة من إجمالي عدد سكانها، لتوضيح أنه "من غير المقبول أن تنتهك البلدان الكبيرة سلامة أراضي جيرانها الأصغر بهذه الصورة الصارخة".
نقل بعض الجنود الأوكرانيين المصابين إلى ألمانيا يوم الثلاثاء لتلقي العلاج
ويقاتل الانفصاليون الموالون لروسيا القوات الأوكرانية منذ أبريل/نيسان الماضي. وأعلن انفصاليون في مناطق دونيتسك ولوهانسك الشرقية الاستقلال بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وقتل نحو 2600 شخص وأصيب الآلاف منذ اندلاع العنف.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الصراع أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم في شرق أوكرانيا.
وتكبد الجيش الأوكراني خسائر عدة خلال الأيام الأخيرة بعد أن شن الانفصاليون هجمات في كل من لوهانسك ودونيتسك، وجنوبا نحو ميناء ماريوبول.
ونفت روسيا اتهامات غربية وأوكرانية بأنها ترسل قوات ومعدات عسكرية عبر الحدود لدعم الانفصاليين.
وفي الوقت نفسه، اتهمت القوات الأوكرانية الانفصاليين بانتهاك الاتفاق الإنساني الذي توصل إليه الجانبان. وتقول القوات الأوكرانية إن الانفصاليين قتلوا نحو 100 جندي من القوات الأوكرانية التي كانت تخلي بلدة لوفايسك عبر ممر متفق عليه في عطلة نهاية الأسبوع.
ونفى الانفصاليون ذلك، وقال متحدث باسمهم لبي بي سي إن القافلة ألقى القبض عليها دون أي قتال لأنها كانت تضم الكثير من الجنود والمركبات.
وقال مراسل بي بي سي في كييف ديفيد ستيرن إن المعلومات حول ما حدث في لوفايسك بدأت تتكشف الآن فقط لأن الوصول للمنطقة كان صعبا للغاية بسبب القتال العنيف هناك.