أوكرانيا بالعربية | عرض كتاب "تاريخ الحضارة الإسلامية في أوكرانيا" في أوديسا

هناك العديد من الفجوات في التاريخ الغني للأراضي الأوكرانية، والتي حاول الخبراء سدها في السنوات الأخيرة. لقد كُتب تاريخ جنوب أوكرانيا بالتفصيل بعد وصول الإمبراطورية الروسية إلى هذه الأراضي، لكن ماذا حدث قبل ذلك؟ يعتقد المؤرخ أوليكساندر ستيبانتشينكو إنه تمكن من الإجابة على هذا السؤال في كتابه "تاريخ الحضارة الإسلامية في أوكرانيا".

كييف/ أوكرانيا بالعربية/ هناك العديد من الفجوات في التاريخ الغني للأراضي الأوكرانية، والتي حاول الخبراء سدها في السنوات الأخيرة. لقد كُتب تاريخ جنوب أوكرانيا بالتفصيل بعد وصول الإمبراطورية الروسية إلى هذه الأراضي، لكن ماذا حدث قبل ذلك؟ يعتقد المؤرخ أوليكساندر ستيبانتشينكو إنه تمكن من الإجابة على هذا السؤال في كتابه "تاريخ الحضارة الإسلامية في أوكرانيا".

جرى تقديم هذا الكتاب في المركز الصحفي "أوديسا ميديا" يوم الإثنين 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

أشار رئيس منظمة "المبادرات الوطنية" غير الحكومية، الباحث في الإسلام والثقافة الإسلامية  إيغور ديمور  إلى أن الكتاب يجبرنا على التفكير في ماهية تراث أوكرانيا حقًا. فإن جنوب البلاد بأكمله هو الأراضي التي عاش فيها المسلمون سابقًا وحيث كانت توجد العديد من المساجد والمقابر والمدارس الدينية والأضرحة وغيرها من المعالم الأثرية للثقافة الإسلامية.

وقال:"لدينا إرث ثقافي وتاريخي واسع لم يستكشف إلا قليلا حتى الآن. وبطبيعة الحال ، فإن أحد الأسباب هو أن التاريخ الروسي تطور في نموذج معين كان القصد منه تصوير شعوب شمال البحر الأسود وشبه جزيرة القرم على أنها  بربرية، وبالتالي لم يكن لها الحق في العيش هنا. والكتاب الذي نقدمه اليوم يعطي منظورا جديدا للتاريخ الأوكراني، بالإضافة إلى ذلك، فإنه مكتوب بأسلوب مثير للاهتمام ويمكن أن يستهوي أي قارئ".

 

 

بدوره، قال إمام مسجد "الصداقة"، المستشرق المحاضر بالمركز الثقافي الشرقي "بيت الصداقة"، عضو مجلس أئمة أوديسا بيسلان خاتوييف (الشيخ عبد الرحمن) إن معرفة التاريخ واجب في الإسلام.

وأضاف:" قسّمتنا في السابق العديد من القوالب النمطية ولكن بفضل هذا الكتاب يتم إزالتها. كانت الشعوب التي تعيش في أوكرانيا قريبة جدًا، ولدى عائلات كثيرة أصول من الشعوب التي كانت موجودة على هذه الأرض، وعلينا أن نواصل العيش بنفس الطريقة الودية.إن تسمية مسجدنا بالمركز الثقافي الشرقي "بيت الصداقة" لم تأت من فراغ"

وقالت نائبة رئيس إدارة قسم الثقافة والجنسيات والأديان وحماية التراث الثقافي في إدارة أوديسا الإقليمية  ياروسلافا ريزنيكوفا إن  كتاب "تاريخ الحضارة الإسلامية في أوكرانيا" سيمكن الأشخاص الذين ليس لديهم معرفة تاريخية عميقة من فهم حجم التراث التاريخي الذي تركه المسلمون.

وأضافت:" تم مؤخرا إحياء البحوث في مجالات الدراسات الشرقية والإسلام ودراسة البقع البيضاء على خريطة تاريخ الشعوب الإسلامية. وهذا يشكل مصدر ارتياح كبير، حيث أن العمل في هذا الاتجاه يجعل من الممكن تحقيق هدف واحد مهم: التفاهم بين الأوكرانيين وممثلي الثقافات والشعوب الأخرى، فضلاً عن التوجهات الدينية المختلفة"

وقال المؤرخ والباحث الأوكراني، مؤلف كتاب "تاريخ الحضارة الإسلامية في أوكرانيا" ألكسندر ستيبانتشينكو  إن العمل على هذا العمل استمر ست سنوات. وأشار المؤلف إلى أنه حاول تبديد "ثلاث أساطير تاريخية" كانت تتراكم منذ عهد الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي: أن المسيحية ظهرت في أوكرانيا قبل الإسلام ، وأنه كان هناك نيرًا مغوليًا ، وحول العدوان التركي- التتاري.

ووفقاً للمؤرخ ، فقد كانت هناك مستوطنات إسلامية على أراضي شرق وجنوب أوكرانيا في وقت مبكر من القرن التاسع، أي قبل 100-150 عاماً من معمودية روس. وعلاوة على ذلك، فإن ظهور المسلمين في أراضي أوكرانيا الحديثة، كما يقول، كان يمكن أن يحدث في القرن الثامن، منذ أن اعتنق حاكم خانية الخزر، الذي كانت حاميته آنذاك في كييف، الإسلام.

أما بالنسبة للقبيلة الذهبية (دولة مغول الشمال)، فقد ذكر المؤرخ أن النير لم يكن موجودًا بمفهومه المعروف،  وقال إن باتو خان (حفيد جنكيز خان) اجتاح أراضي أوكرانيا الحالية، ودمر المدن، ولكن فيما بعد استمر حكام الإمارات الروسية في حكم أراضيهم، وكانوا يدفعون الجزية فقط للخانات، مشيراً إلى أن كلمة "النير" تعني التدمير الكامل واستعباد الشعب. وفي حديثه عن العلاقات الأوكرانية التركية التتارية، أشار المؤرخ إلى تحالف تتار القرم والهيتمان بوهدان خملنيتسكي.

وقال:" حاولت في كتابي إظهار التاريخ من زاوية مختلفة قليلاً. وهو لا يستهدف المسلمين فحسب، بل أيضا عامة الناس المهتمين بهذه الأحداث التاريخية ".

وأشار رئيس تحرير "أوكرانيا بالعربية" الدكتور محمد فرج الله إلى أن أوكرانيا والدول العربية لم تستطع في وقت سابق إقامة حوار، لأن المعلومات حول أوكرانيا كانت تأتي دائمًا من أطراف ثالثة، ولكن بمجرد أن بدأت أوكرانيا في فهم العالم الإسلامي بشكل أفضل، تغير الوضع.

وقال:"الآن، بفضل هذا الكتاب، سيتمكن المسلمون من معرفة المزيد عن أوكرانيا وفهم أنه لدينا تاريخًا مشتركاً طويلًا. هذا عمل علمي مهم سيسمح لنا بمعرفة المزيد عن جذورنا.

وتجدر الإشارة أنه يمكن طلب الكتاب واستلامه مجانًا على موقع الويب https://islam-books.com.

المصدر: أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
الغاز الروسي لا يزال يمر عبر أوكرانيا: متى ينتهي الاتفاق؟
أزمة الغاز الروسي: نهاية الاتفاقية بين أوكرانيا وروسيا
سياسة
الحكومة الإيطالية توافق على إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا
قرار إيطالي جديد لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية
آراء ومقالات
الأوكرانيون يؤيدون استعادة بلادهم لسلاحها النووي
استطلاع للرأي يؤكد أن 73% من الأوكرانيين يؤيدون استعادة أوكرانيا لسلاحها النووي
أخبار أخرى في هذا الباب
الإسلام في أوكرانيا
الرئيس الأوكراني يقيم إفطاراً جماعياً لجنود مسلمين
الإسلام في أوكرانيا
وزير الخارجية الأوكراني يهنئ المسلمين بشهر رمضان المبارك
الإسلام في أوكرانيا
إمام مسجد سيفيرودونيتسك: المسلمون الذين سيموتون دفاعاً عن أوكرانيا شهداء
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.