أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 15 مايو 1873 ولد الهيتمان سكوروبادسكي أول من سعى لاقامة النظام الملكي الأوكراني
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ولد بافلو بيتروفيتش سكوروبادسكي هيتمان جمهورية أوكرانيا الشعبية في مثل هذا اليوم 15 آيار/ مايو 1873 بمدينة فيسبادن الألمانية، كان رجل دولة وسياسي وشخصية أوكرانية بارزة، ينحدر من عائلة القوزاق الضابط وكان ضابط في الجيش الإمبراطوري الروسي. وشارك في الحرب الروسية - اليابانية والحرب العالمية الأولى.
تولى منصب هيتمان جمهورية أوكرانيا للفترة من 29 نيسان/ أبريل 1918 حتى 14 كانون الأول/ ديسمبر 1918 وكان أحد قادة وإيديولوجي حركة الهيتمان الملكية، حيث وثق التاريخ ان البطريك أنتوني خرابوفيتسكي عرض عليه ان يعلنه ملكا لتصبح أوكرانيا دولة أوروبية بنظام ملكي.
الولادة والنشأة
كانت اللغة الأولى التي بدأ يتحدث بها هي الألمانية. فقد زارت جدته، إليزافيتا بتروفنا سكوروبادسكا-تارنوفسكا، المنتجعات الألمانية بشكل متكرر وتوفيت في فيسبادن حيث ولد حفيدها، أمضى طفولته في ملكية أجداد تروستيانتس بمقاطعة تشيرنيهيف.
بدأ بافلو تعليمه في صالة الألعاب الرياضية بمدينة ستارودوب حيث تابع التقاليد العائلية والأرستقراطية بأكملها في الإمبراطورية الروسية في ذلك الوقت، وقام باتباع المسار العسكري. ففي عام 1886 التحق بالكلية العسكرية في سان بطرسبرج وتخرج بنجاح في عام 1893. ثم تم تعيينه كضابط للعمل في فوج حراس الفرسان، حيث كان قائد السر.
أدت الأحداث الثورية وثورة أكتوبر البلشفية إلى إحباط معنويات الجيش في أوكرانيا، حيث اندلعت الحركة الثورية الوطنية في أوكرانيا ربيع عام 1917 بقيادة المجلس المركزي "تسينترالنا رادا" الهادفة نحو استقلال أوكرانيا، كما وكان بافلو سكوروبادسكي معاديًا للأفكار والأحزاب الاشتراكية سواء الأوكرانية أو الروسية.
وفي آيار/ مايو 1917 عقد المؤتمر العسكري الأوكراني في كييف والذي قرر إنشاء جيش وطني أوكراني، وفي آب/ أغسطس 1917 وبأمر من الجنرال لافرو كورنيلوف، تم تحويل الفيلق 34 تحت قيادة سكوروبادسكي إلى الفيلق الأوكراني الأول.
الانقلاب والسلطة
في 29 نيسان/ أبريل 1918 ونتيجة للانقلاب، تولى بافلو سكوروبادسكي مقاليد السلطة في أوكرانيا، حيث رفضت معظم الأحزاب والأقسام من السكان دعم "الرادا المركزية" ومجلس وزرائها، لذلك مر الانقلاب تقريبًا دون دم، باستثناء مقتل ثلاثة ضباط موالين للهيتمان في اشتباك مع قوات سيتش. وكان السبب الرئيسي لنجاح الانقلاب هو شلل المجلس المركزي.
وجرت مراسم توليه السلطة في كاتدرائية القديسة صوفيا، حين قام الأسقف نيقوديموس بمسح الهتمان، وأقيمت صلاة رسمية في ساحة القديسة صوفيا.
في الوقت نفسه تم نشر "رسالة إلى الشعب الأوكراني بأكمله" ، حيث تعهد الهيتمان أنه قد تولى السلطة بشكل مؤقت ووفقاً للوثيقة تم حل المجلس المركزي وجميع لجان الأراضي، وتم فصل الوزراء ورفاقهم وكان على موظفي الخدمة المدنية مواصلة عملهم. حيث تمت استعادة حقوق الملكية الخاصة. كما وأعلن هيتمان أنه سيصدر قريباً قانوناً بشأن انتخابات مجلس النواب الأوكراني.
ووعد بتأمين السكان بالسلام والقانون وفرصة العمل الإبداعي، لحين عقد "مجلس السيم" البرلمان في أوكرانيا ، حيث كانت ستعمل "قوانين نظام الدولة المؤقتة لأوكرانيا" الصادرة في نفس اليوم.
فقد حددت الاتجاهات الرئيسية لنشاط هيتمان في المجال السياسي وتنظيم الإدارة العامة، ووفرت ضمانات للحقوق المدنية للسكان وأعلنوا إنشاء الدولة الأوكرانية بدلاً من جمهورية أوكرانيا الشعبية.
حيث اعلن نظام الدولة الجديدة على المبادئ الجمهورية والملكية معا، ووفقًا للقوانين تم تركيز كل السلطات بما في ذلك السلطة التشريعية في يد الهيتمان. ويرى المؤرخين ان هذا النموذج كان ديكتاتوريا بسمات وتقاليد وطنية، ولكن في جوهرها السياسي - نظام استبدادي محافظ، حيث انه لم يقدم للسكان نموذج واضح لبناء دولة جديدة.
حيث وثق التاريخ ان البطريك أنتوني خرابوفيتسكي عرض عليه ان يعلنه ملكا لتصبح أوكرانيا دولة أوروبية بنظام ملكي.
حاول هيتمان القضاء على التغييرات الثورية في قضية الأرض عبر الإصلاحات المعتدلة، لاستعادة الاستقرار في المجتمع ، ولكن منذ الأيام الأولى كان يعارضه الفيدراليون الاشتراكيون، والاشتراكيون الديمقراطيون ، الثوريون الاشتراكيون الأوكرانيون والأحزاب الأخرى التي كانت تدعم في السابق "المجلس المركزي".
حاز الهتمان على اعتراف دولي بين الدول التي كانت في تحالف عسكري مع ألمانيا. من خلال إقامة علاقات دبلوماسية مع ألمانيا ، التي قام بها الهتمان بزيارة رسمية في أيلول/ سبتمبر 1918 وحيث أجرى محادثات ناجحة مع القيصر فيلهلم الثاني، واكتسبت أوكرانيا مساحة أكبر في سياستها الخارجية بما في ذلك موافقة الألمان على بناء جيش أوكراني منتظم. كما تم تأسيس العلاقات السياسية والاقتصادية مع شبه جزيرة القرم ، الدون ، وكوبان وتم عقد مفاوضات حول دمج هذه الدول في أوكرانيا على أساس اتحادي ، وتم الحصول على الاعتراف ، وفي 12 يونيو 1918 ، تم توقيع هدنة مع روسيا السوفيتية.
استقالة
بسبب الخلافات السياسية الحادة انقسمت حكومة هيتمان. وفي محاولة لنزع فتيل التوتر وقع بافلو سكوروبادسكي على خطاب بيان للشعب الأوكراني في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1918 ، والذي قضى فعليًا على فكرة بناء أوكرانيا المستقلة المعادية لبناء الاتحاد الروسي بالكامل، رآى ان تصبح أوكرانيا جزءًا لا يتجزأ منه. وهكذا خسر الهتمان دعم الأوكرانيين ولم يتمكن من جذب الأوساط الروسية.
هجرة
بعد الاستقالة، انتقل سكوروبادسكي وعائلته إلى برلين، ثم إلى سويسرا، واستقروا في نهاية المطاف بالقرب من برلين في عام 1920 ، وبعدها تدريجيا من سيطرة البلاشفة على أوكرانيا أصبحت جميع القوات الأوكرانية في الشتات. وبقيت آمال بعض مجموعات المهاجرين في أن يستعيد الألمان الدولة الأوكرانية الامر الذي لم يحدث، فقد ظل يعمل بافلو سكوروبادسكي على توحيد الاوكران في الشتات.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية وبالضبط في 16 نيسان/ أبريل 1945 أصيب بجروح قاتلة خلال قصف محطة بلاتلينج بالقرب من ميونيخ في بافاريا بالغارات الجوية الأنجلو - أمريكية. وتوفي بافلو سكوروبادسكي في 26 نيسان/ أبريل 1945 في مستشفى دير ميتين الالمانية متأثرا بجروحه.
كان لعائلة سكوروبادسكي مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الأوكرانية، وصور لشخصيات بارزة في الحياة اليومية، حافظت العائلة على اتباع العادات الأوكرانية القديمة.
وقد خلدت أوكرانيا الحديثة ذكراه فقد سمي بأسمه شارع في قلب العاصمة الأوكرانية كييف وكذلك في مدينة فينيتسا وله لوحة تذكراية في كييف
اعداد: أوكرانيا بالعربية