أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا في مثل هذا اليوم: 9 يونيو 1995 توقيع اتفاقية سوتشي لتقاسم أسطول البحر الأسود بين أوكرانيا وروسيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أبرمت كلاً من أوكرانيا وروسيا في مثل هذا اليوم 9 حزيران/ يونيو من عام 1995 اتفاقية تقضي بتقاسم الأسطول الحربي بالبحر الأسود والذي أُعتبر أرثا سوفيتيا مشتركاً، حيث بقي الأسطول الروسي بعد ذلك متمركزا في مدينة سيفوستوبول بشبه جزيرة القرم.
وصادق على الاتفاقية كلا من الرئيس الأوكراني الاسبق ليونيد كوتشما والرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، حيث جرت مراسم التوقيع في مدينة سوتشي الروسية في مثل هذا اليوم 9 حزيران/ يونيو من عام 1995.
واستمرت المفاوضات لغاية عام 1997 حيث ابرمت اتفاقيات حصلت من خلالها روسيا على 80 % من سفن الأسطول .
كانت مسألة وجود أسطول البحر الأسود الروسي في سيفوستوبول واحدة من القضايا الأكثر حدة في العلاقات بين موسكو وكييف.
وكان تقسيم الممتلكات العسكرية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في النصف الأول من التسعينات في معظم الحالات يجري بشكل سلس، حيث وافقت الجمهوريات السابقة على مقترحات موسكو، التي احتفظت بعد عام 1991 بالسيطرة على أكبر مستودعات المعدات والذخيرة العسكرية.
إلا أن القضايا المتعلقة بالملكية والبنية التحتية لأسطول البحر الأسود أثارت نقاشًا ساخنًا على الفور بين روسيا وأوكرانيا، ولم ترغب موسكو في خسارة النقاط الأساسية في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي كانت خاضعة لكييف.
سعت أوكرانيا إلى إعادة تعيين البنية التحتية والممتلكات الكاملة لأسطول البحر الأسود وتصرفت بقوة في البداية، في 5 نيسان/ أبريل 1992 أعلن الرئيس الأوكراني ليونيد كرافتشوك أن أسطول البحر الأسود لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ملك لأوكرانيا، وفي 7 نيسان/ أبريل من العام ذاته قام الرئيس الروسي بوريس يلتسين باتخاذ خطوة مماثلة وأعلن الأسطول ملكاً لروسيا.
ونتيجة للمحادثات الصيفية في عام 1992 وقع يلتسين وكرافشوك على اتفاق بشأن انسحاب أسطول البحر الأسود من القوات الاستراتيجية لرابطة الدول المستقلة.
في أيلول/ سبتمبر 1993 توصل الرئيسان إلى اتفاق مبدئي لتقسيم أسطول البحر الأسود على قدم المساواة وتقاسم البنية التحتية.
ونتيجة لذلك اتُهم كرافتشوك بالخيانة في أوكرانيا، وتحت ضغط المعارضة، تخلى عن مبدأ التكافؤ في التقسيم.
أعاد قادة روسيا وأوكرانيا تعيين أسطول البحر الأسود مرة أخرى، وعادوا إلى الوضع الذي كان قائماً في ربيع عام 1992.
وبدأ تقسيم الممتلكات لفترات طويلة يكتسب طبيعة متفجرة، في نيسان/ أبريل 1994 ، اقتحم المظليون الأوكرانيين المنشآت في القاعدة البحرية في أوديسا، كما تم تسجيل عدة محاولات أخرى كي تعيد أوكرانيا السيطرة على منشآتها العسكرية والتي ظل يخدم بها الضباط الروس.
وقدمت موسكو تنازلات لكييف في حزيران/ يونيو 1995 ، حيث تراجعت عن شرط الاعتراف بسيفوستوبول كقاعدة رئيسية لأسطول البحر الأسود.
توافق يلتسين وكرافتشوك على تقسيم القواعد، وحصلت روسيا على الحق في مغادرة المقر الرئيسي في سيفوستوبول ورفع علم "أندرييفسكي" على 81.7% من السفن.
وفي 28 أيّار/ مايو 1997 تم التوقيع على الاتفاقيات الحكومية الدولية في كييف والتي عززت الاتفاقات السابقة، والتي تفصّل وضع وظروف أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم.
تلقت موسكو ما يقرب من 400 سفينة مختلفة، و 161 طائرة.
وصار يمكن لروسيا استخدام ثلاث مراكز للسفن في سيفوستوبول وفيودوسيا ونيكولايف (مؤقتًا). وكان الطيران البحري لأسطول البحر الأسود يستخدم اثنين من مطارات القرم.
وحددت أوكرانيا عدد القوات وعدد الأسلحة على أراضيها، بحيث لا يمكن أن يتجاوز عدد أفراد البحرية الروسية 25 ألف شخص.
وتعهدت روسيا بدفع 98 مليون دولار لاستئجار البنية التحتية العسكرية لشبه الجزيرة، وانتهت مدة الإقامة في شبه جزيرة القرم في 28 أيّار/ مايو 2017.
خلال رئاسة فيكتور يوشينكو أثيرت مرارًا وتكرارًا مسألة نقل القاعدة إلى نوفوروسيسك وتحديث بنيتها التحتية بجدية.
ولكن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش وافق في عام 2010على تمديد عقد الإيجار حتى عام 2042، - والذي اتهم لاحقا بالخيانة العظمى في - لكن المعارضة انتقدت بشدة هذا القرار وجلبت الآلاف من المحتجين إلى البرلمان الأوكراني.
وانهت روسيا من طرف واحد سريان مفاعيل هذه الإتفاقية بعد احتلالها لشبه جزيرة القرم في آذار/ مارس 2014 وضمّها بشكل غير قانوني.
المصدر: أوكرانيا بالعربية