أوكرانيا بالعربية | أوكرانيا بين وعود الغرب وتحذير الشرق وعدم اعتراف روسيا باقالة الرئيس
كييف/أوكرانيا بالعربية/شككت موسكو بالإجراءات التي اتخذت في أوكرانيا منددة بـ"أساليب إرهابية" هناك ومنتقدة دعم الغرب لما اسمته بـ "التمرد". وفيما لوحت روسيا بعصا الرسوم الجمركية أبدى الأوروبيون استعدادهم لمساعدة أوكرانيا لكنهم ربطوا ذلك بإصلاحات اقتصادية.
حيث قالت روسيا يوم الامس: إن اتفاق سلام في أوكرانيا توسط فيه الاتحاد الأوروبي يستغل كغطاء للاستيلاء على السلطة وإن السلطات الانتقالية تستخدم "أساليب إرهابية" للضغط على المعارضين في مناطق مثل القرم وشرق أوكرانيا. ونددت موسكو الاثنين بالتدابير التي اتخذتها سلطات كييف الجديدة واعتبرتها مجحفة بحق السكان الروس في أوكرانيا.
وانتقدت الخارجية الروسية دعم الغرب لانتخابات رئاسة مبكرة تجرى في 25 مايو/أيار عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وقالت إنه ينبغي بدلا من ذلك فتح نقاش واسع بشأن إصلاحات دستورية أقرها البرلمان على عجل ثم طرحها للاستفتاء.
وكان في تصريح شديد اللهجة اعتبر رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أن شرعية أجهزة السلطة الجديدة في أوكرانيا تطرح "شكوكا جدية". وقال كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية "بصراحة، ليس لدينا اليوم أي شخص نتحاور معه (...) إذا اعتبرنا أن أشخاصا يتجولون في كييف يرتدون أقنعة سوداء ويحملون كلاشنيكوفات يمثلون الحكومة، فسنجد صعوبة في العمل مع مثل هذه الحكومة". وأضاف متوجها إلى الأوروبيين الذين قرروا من جهتهم دعم السلطة الجديدة وأوفدوا إلى كييف وزيرة خارجية أوروبا كاثرين آشتون التي وصلت بعيد ظهر الاثنين "يبدو لي أنه سيكون منافيا للمنطق اعتبار ما هو نتيجة تمرد وكأنه أمر شرعي".
يذكر أنه لم يصدر رد فعل رسمي من قبل السلطات الروسية على عزل يانوكوفيتش الا يوم الامس الاثنين؛ أي بعد يومين على حدوثه. ويتوقع أن يطرح وصول قادة متمسكين في المقام الأول بربط مستقبلهم بأوروبا وليس بروسيا، مشكلات جدية للرئيس فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا. وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا وسائل عدة بحكم الروابط القوية جدا بين اقتصادي البلدين، فمثلا حذر وزير الاقتصاد الروسي أليكسي اوليوكاييف في حديث نشرته الاثنين صحيفة ألمانية من أن روسيا ستزيد رسومها الجمركية على الإيرادات الأوكرانية إذا تقاربت كييف مع الاتحاد الأوروبي.
ويبدي الاتحاد الأوروبي استعداده لمساعدة أوكرانيا في الوفاء بالتزاماتها المالية والتفاوض بشان توجهها السياسي الجديد, كما أعلن في وقت سابق وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن. بيدا أن الاتحاد الأوروبي ربط احتمال التوقيع على اتفاق تقارب مع أوكرانيا بتشكيل حكومة منبثقة من انتخابات مبكرة في 25 أيار/مايو، كما ذكر بأن تقديم أي مساعدة مالية لهذا البلد مشروط بإصلاحات اقتصادية.
وقال المتحدث " الاتحاد الأوروبي يعمل ..على تقديم دعم طويل ، ومتوسط وطويل المدى لمواجهة تحديات الاقتصاد الأوكراني ". وأشار إلى أن منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون متواجدة في كييف لمناقشة مثل هذه الخيارات، مضيفا " إذا تواجد برنامج إصلاح ملائم في أوكرانيا ..وهذا الشرط مهم للغاية ".
أما الرئيس الأوكراني بالوكالة اوليكسندر تورتشينوف فأعلن أن الاندماج الأوروبي يشكل "أولوية" لأوكرانيا ودعا الأحد موسكو إلى احترام "الخيار الأوروبي" لأوكرانيا. وأكد "أننا مستعدون لحوار مع روسيا من خلال تطوير علاقاتنا على قدم المساواة".
المصدر: الصحافة الالمانية بتصرف