أوكرانيا بالعربية | أمة "إقرأ" التي لا تصنع دوائها.. بقلم الشيخ شفيق كاستيرو
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ على خلفية تفجر أزمة انتشار وباء فيروس "كورونا" والتحدي الذي وضع أمام أقوى الدول والتي وقفت حياله عاجزة، توجه فضيلة الشيخ ابو ضياء الدين كاستيرو خطيب وامام مسجد السلام في أوديسا، بمقالة وموعظة تحت عنوان "أمة "إقرأ" التي لا تصنع دوائها".. للمسلمين في أوكرانيا وخارجها من قراء أوكرانيا بالعربية الكرام، واليكم ما جاء في الموعظة:
أمة "إقرأ" التي لا تصنع دوائها !!!
هل فعلا فشلنا في التعاطي مع مواجهة الأحداث الراهنة؟
هل فشل العلماء والباحثون ببلادنا العربية أن يكون لهم دور يزاحمون فيه الغرب في البحث عن العلاج لهذه الوباء؟ فاينما نظرنا وجدنا الأخبار تتحدث عن أمريكا او ألمانيا او الصين يُجرون تجارب للبحث عن مصل مضاد لهذا الوباء.
فهناك المئات من كبار العلماء في العالم يُخضِعون الآن قرابة 50 مشروع دواء لهذا الوباء علها تشكل علاجات فعالة للمصابين بالفيروس القاتل، بل ان تقارير طبية افادت بان بعض العلماء تخطوا ذلك بالبحث عن أدويه تهاجم الفيروس نفسه، فهناك نهجا جديدا لمواجهة هذه الأزمة.
فأين نحن من هذا السباق؟ وأين العلماء المسلمين من هذا التنافس؟
بل أين أمة "إقرأ" من ذلك؟
أرجوكم لا تظلموا باحثينا ولا علماؤنا.. ولا تتسرعوا بالاستهانة بالعملاق الذي بداخلنا.. ولا تُقللوا من قدراتنا على أن نكون بالطليعة..
فقد كنا بالصدارة يوما وسنعود لها إن شاء الله.
ولكن .. سياسة بلداننا هي التي أوصلتنا لمثل هذه الحال..
سياسة الدول العربية مع المعلم - على سبيل المثال - الذي هو اللبنة الأولى في البناء والحضارة، هذه السياسة تدل على ابتذالهم؛ وهضم حقوقهم عبر رواتب متدنية.
أما الباحثون والخبراء في بلادنا فهم لا يجدون دعما ولا مساندة
فالراقصة ببلادنا - وللأسف - تجني بحفلة واحدة من الأموال ما يُضاهي راتب الطبيب في شهر
اما الاحترام الذي يحظى به مغني الراب المخمور أحيانا يضاهي راتب باحث علمي بذل عمره وجهده ووقته بين الكتب
بل ان الأموال التي يُجنيها رونالدو شهريا تضاهي كل رواتب المعلمين مجتمعين
ومع كل هذه الظروف والصعوبات ما زالت أمهاتنا تلد النوابغ والعلماء.. ليجد بعضهم نفسه بعد حين مضطرا للهجرة لبلاد الغرب ليأخذ جنسيتها ويساهم في رقيها ونفقد نحن تلك القدرات تباعا
نعم هي حكوماتنا وسياستهم بالتعاطي مع هذه الأمور أفقدتنا الصدارة.. وأفقدتنا التفوق
وبتنا وبكل أسف في مثل هذه الشدة التي يعيشها العالم الآن على أعيننا تنتظر الفرج .. من جهة الغرب
فهل سيستيقظ الساسة الذين يحكمون البلاد والعباد إلى هذا الأمر !
هل سيستفيدون من هذه التجربة التي باتت أعناقنا فيها بيد غيرنا !
هل ستتغير الأولويات ويعطى الباحثون والأطباء والمعلمون حقوقهم !
هل سيستيقظ ذلك المارد من جديد !
ليعود أمثال أبو بكر الراسي وابن سينا وأبو الحسن الطبري، وهل سنرى أمثال البيروني والادريسي !
الجواب: ستعود تلك الأمجاد بذان الله .. فلنعمل جاهدين لمثل ذلك اليوم
بقلم
فضيلة الشيخ أبو ضياء الدين
حصرياً: أوكرانيا بالعربية