أوكرانيا بالعربية | السائح التركي الذي أصيب بإعاقة في أوكرانيا: تطور الدولة يعني سيادة القانون، آمل أن تتخذ المحكمة قرارًا عادلاً في قضيتي
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ ألبير باتير سائح تركي، سافر على إلى مختلف دول العالم منذ عام 2007، ووصل إلى أوكرانيا في صيف عام 2017.
في الأول تموز/ يوليو، زار مع أربعة من أصدقائه المتحف الوطني لتاريخ أوكرانيا.
ووقف الشبان الأربعة في ظل شجرة إجاص بالقرب من المتحف للاحتماء من حرّ الشمس غير مدركين الخطر المحدق بهم.
قال باتير للصحفي من وكالة أنباء القرم:"كنت أنظر إلى خريطة كييف، عندما سقط علينا فجأة فرع ضخم من الشجرة، والذي تبين لاحقًا، أن وزنه 200 كغم. جاءت الضربة الرئيسية عليّ، فقدت الوعي وانتهى بي المطاف في المستشفى".
أصيب باتير بـ36 كسرًا، بما في ذلك في الجمجمة والوجه والعمود الفقري والحوض والساقين.
كافح أطباء المستشفى السابع عشر بالعاصمة للنجاة بحياته، حيث تم نقله إلى وحدة العناية المركزة فور وقوع المأساة.
بقي ثلاثة أيام فاقداً للوعي، واستعاد وعيه، بعد أن خضع لأربع عمليات.
وتابع باتير:"قيل لي إن ساقيّ مشلولتان، تحسستهما بيدي ولم أشعر بأي شيء".
وبعد أن مكث 14 يومًا في مستشفى كييف، تم نقل باتيرا إلى وطنه على متن طائرة تابعة لوزارة الخارجية التركية بمساعدة السفارة التركية لدى أوكرانيا، حيث خضع لست عمليات جراحية أخرى.
وبعد ذلك بدأت الأيام الطويلة والمؤلمة للعلاج الطبيعي.
وأضاف:"على مدى السنوات الثلاث التي انقضت منذ الحادث، لم يسأل أي من ممثلي المتحف أو المحكمة كيف تسير أمور علاجي، وما إذا كان لدي أموال لذلك وما إذا كنت على قيد الحياة عموماً".
ومن المفارقات أن باتير هو نفسه منقذ، وشارك في العديد من مهام الإنقاذ للعثور على ضحايا الزلازل التي تحدث غالبًا في تركيا ومساعدتهم. وكان نمط حياته مفعماً بالنشاط، ويمارس رياضة القفز بالمظلات.
لكن بعد هذه المأساة، تغيرت حياة باتير بشكل كبير، فهو لا ينهض من الكرسي المتحرك، ويتعب بسرعة.
وبعد مرور بعض الوقت، انفصل عن زوجته.
قال باتير لمحاور الصحفي:"لم أفقد حب الحياة، لم أستطع العمل لمدة ثلاث سنوات. أنا الآن منسق للمرضى في عيادة خاصة. قبل إعاقتي، كنت أكسب أموالًا جيدة، الآن أتقاضى فقط ثلث الأجر".
نصح ضباط الشرطة الأوكرانية، الذين يحققون في هذا الحادث المأساوي، المواطن التركي بمقاضاة المتحف الوطني للتاريخ.
وقال:"خلال وجودي في تركيا، وجدت محاميًا قدم شكوى إلى المحكمة في كانون الأول/ ديسمبر 2017. وعقدت عدة جلسات للمحكمة منذ ذاك الوقت، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن شكواي، فمرة تغيّر المحكمة موعد الجلسة ،ومرة يتغير القاضي".
يطالب ألبير باتير، بمقتضى تقديرات المحامي، بمبلغ قدره 500 ألف دولار أمريكي تعويضاً عن الأضرار المعنوية. وهذا يشمل تكاليف عمليات الجراحة والعلاج.
تم وضع شريحة مدمجة في وجه باتير لمساعدته على التحرك، كما تم تركيب العديد من الأطراف الصناعية الصغيرة في المنطقة القطنية أسفل ظهره.
وتابع حديثه:"لا أعتقد أن هذا المبلغ كبير. ولكن إذا كان هذا المبلغ سيعطيني فرصة للمشي مرة أخرى، فسأحصل عليه مهما تطلب الأمر".
قال باتير أنه ليس غاضبًا من أوكرانيا أو الأوكرانيين، ولديه أصدقاء هنا، وبعد العملية، جاء إلى أوكرانيا عدة مرات، لكن على كرسي متحرك.
وختم حيثه قائلاً:"أوكرانيا بلد أوروبي، يتغير أمام أعيننا. وتطور الدولة يعني سيادة القانون، آمل أن تتخذ المحكمة قرارًا عادلاً في قضيتي".
نقلاً عن وكالة أنباء القرم.
المصدر: أوكرانيا بالعربية