الهجوم المضاد الروسي: استراتيجية جديدة لفرض الشروط على أوكرانيا

الضغط الروسي على كييف: التهديدات الأمنية والمطالب الجذرية لحل الأزمة الأوكرانية
كييف / أوكرانيا بالعربية / تعيش إدارة بوتين حالة من الفرح العارم، غارقة في البهجة استعداداً لإعلان انتصارها في الحرب ضد أوكرانيا. انتصار لا يتحقق بقوة السلاح فحسب، بل عبر المواقف المتغيرة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من المفترض أن يكون الحليف الرئيسي لأوكرانيا، لكنه انقلب على نفسه وعلى حلفائه.
وجاءت هذه النشوة نتيجة لاستئناف الحوار الروسي-الأمريكي، بدءًا من المكالمات الهاتفية بين بوتين وترامب في 12 فبراير، وصولًا إلى الاتصالات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسيناتور الأمريكي ماركو روبيو، بالإضافة إلى التنسيق المباشر بين مساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، يوري أوشاكوف مع مايكل والتز.
اجتماع كبار المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض في الثامن عشر من فبراير كان مثمرًا بشكل خاص لروسيا، إذ ساهم في كسر العزلة الغربية المفروضة عليها منذ غزوها لأوكرانيا. وتفاخر الكرملين بأن واشنطن لم تكتفِ بالاستماع إلى وجهة النظر الروسية، بل تبنت حجج موسكو بشأن "ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية"، بما في ذلك توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) و"حماية حقوق الناطقين بالروسية" في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، أعدت إدارة الرئيس بوتين، بقيادة يوري أوشاكوف، مجموعة كاملة من الشروط للتواصل مع الشركاء الدوليين فيما يتعلق بمتطلبات الحل السلمي للصراع الأوكراني. وتتمثل أبرز هذه المطالب في القضاء على "التهديدات لأمن روسيا"، التي تزعم موسكو أنها تشكلت على مدى سنوات بسبب "خرق الغرب لتعهداته بعدم توسيع الناتو"، وهو توسع تقول روسيا إنه امتد حتى حدودها.
كما تطالب موسكو بوقف السياسة الأوكرانية التي بدأتها كييف بعد "الانقلاب" عام 2014، والتي تتهمها روسيا بالسعي إلى محو اللغة والثقافة والإعلام والتقاليد والأرثوذكسية الدينية الروسية بالكامل.
وتشدد الإدارة الرئاسية الروسية على أن أي اتفاق سلام لن يكون مقبولاً إذا لم تُنفذ جميع هذه الشروط. ومع ذلك، يدرك الكرملين أن تحقيق هذه المطالب بالكامل أمر مستحيل، إذ قد يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار أوكرانيا بشكل كامل. لذلك، تبنّت موسكو استراتيجية إعلامية تهدف إلى إظهار "حسن نواياها" أمام المجتمع الدولي، وإلقاء الكرة في ملعب كييف.
المصدر: أوكرانيا بالعربية