الفنان أسامة دياب يجسد معاناة السوريين بالكوميديا السوداء
كييف/أوكرانيا بالعربية/ افتتح الفنان أسامة دياب، البالغ من العمر 35 عاماً، معرضه الفني الذي يحمل عنوان "باسم الحرية" في دبي الشهر الماضي، إلا أنه لم يستطع الحصول على تأشيرة لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وافتتاح معرضه بنفسه. ويصور المعرض الاضطرابات الدامية والحرب الأهلية الدائرة في سوريا، كما عاصرها.
وقال دياب في اتصال هاتفي ، تعليقاًعلى معرضه: "استوحيت جميع اللوحات التي رسمتها من الأحداث الجارية حولي، فكل شيء متعلق بالسياسة، وأعمالي لا تعكس فقط ما يجري في سوريا، بل ما يحدث في العالم العربي أجمع، فمن أهم واجبات الفنان رصد وتجسيد ومتابعة ما يعانيه مجتمعه من مشكلات."
وأضاف: "في الحقيقة، معاصرة الأحداث في سوريا جعلتني قادرا على تجسيد الأوضاع بصورة أفضل، وأصبح بامكاني الحديث عن المعاناة هنا وفي العالم."
وأشار دياب دون ذكر تفاصيل، أنه فقد أحد أحبائه المقربين له خلال الأحداث الدامية في سوريا، والتي قسمت البلاد إلى فريقين، وقال: "أعيش في قلق مستمر وخوف شديد، فسفك الدماء مستمر ومن الصعب إيقافه، ولذلك تأثير كبير على حالتي النفسية." ورفض دياب الإشارة إلى المتسبب في سفك الدماء هذا.
لم تشر لوحات دياب بصورة مباشرة إلى الحرب في سوريا، إلا أن ملامح الحرب والامل في مستقبل أفضل بدت واضحة، فإحدى هذه اللوحات تصور طفلا صغيرا يحمل السلاح في شكل "باركود"، وأشار دياب إلى أن هذه الصورة، تعبر عن أن الأطفال، هم ضحايا مَن يتاجرون في السلاح، سعياً وراء أهداف خاصة.
وفي صورة أخرى تظهر موزة بها مسامير، قال دياب إنها تعبر عن شخص يعاني من آلام المسامير.
وصورة أخرى قريبة لتمثال "Pieta" للفنان الشهير مايكل أنجلو، تظهر صورة المسيح وهو يرتدي كوفية تظهره وكأنه قتيل فلسطيني، وعلق دياب على هذه اللوحات قائلاً: "أحاول تقديم كوميديا سوداء مثل التي قدمها شارلي شابلن، والتي تجعلك تبتسم، وتشعر بالحزن في آن واحد."
وتعكس أعمال دياب هويته الفلسطينية، فهو فلسطيني لكن لم يزر بلاده يوماً، وأشار دياب إلى ذلك قائلاً: "تقوم أعمالي على مبدأ الدولة، وأهميتها، فينبغي أن تكون جميع البلدان مقدسة، فأنا أكره ما يحدث في سوريا، فيجب أن تكون سوريا مقدسة أيضاً، أنا لا أريد دمار البلاد، فكوني بلا وطن جعلني أشعر بمعاناة الناس هنا وآلامهم."
وأضاف: "لم تتح لي فرصة العيش في فلسطين، لذا أشعر أحياناً بأن فكرة الوطن هي وهم، فلم يذهب والدي إلى دولة غريبة، بل ذهبا إلى دولة تتحدث نفس لغتهم، ففكرة الوطن مقدسة بالنسبة لي، وسوريا هي وطني الثاني."
المصدر : وكالات