البيان في السبب الحقيقي لفشل الإخوان !... بقلم سامح سمير

بما يتوقع أكثر من سيرى عنوان هذا المقال أنه ستتم مناقشة فشل نظام الرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الإخوان ورجالات الإخوان في الفترة الأخيرة من حكم مصر أو سيناريو الأحداث الأخيرة بينهم وبين الجيش و التيارات السياسية الأخرى وما إلى ذلك. أعتقد أن هذا ما يتوقعه وينتظره الأغلبية حينما يروا عنوان مثل هذا في أي مكان .

كييف/أوكرانيا بالعربية/بما يتوقع أكثر من سيرى عنوان هذا المقال أنه ستتم مناقشة فشل نظام الرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الإخوان ورجالات الإخوان في الفترة الأخيرة من حكم مصر أو سيناريو الأحداث الأخيرة بينهم وبين الجيش و التيارات السياسية الأخرى وما إلى ذلك.

أعتقد أن هذا ما يتوقعه وينتظره الأغلبية حينما يروا عنوان مثل هذا في أي مكان .

والدافع لهذا في رأيي أن من يهمه أن يقرأ مثل هذه الأخبار هم قسمين ، قسم لا يحاول أن ينظر إلى الأسباب بعيدة المدى والجوهرية والأساسية والآخر قسم يقرأ الاخبار للتسلية وكأنه يشاهد مسلسل تنتج أحداثه صراعا مُسليا .

حتى نسير في الطريق الموصل الى السبب الحقيقي لفشل الإخوان ، لابد من العودة إلى الوراء الى محاولة إستخراج شهادة ميلاد فكرة نشأة جماعة الإخوان المسلمين .

لأن كل فكرة هي كائن يولد من زواج أب وأم ومن تلاقح أفكار ومشاعر وأمنيات عديدة .

كيف ولدت الفكرة ؟ ومن الأب ومن الأم ؟

المتأمل في شخصية وطبيعة حسن البنا وأيضا شقيقه الأصغر جمال البنا والذي هو على تناقض واختلاف كبير من فكر حسن البنا ، يجد برغم هذا التناقض والاختلاف أنه يوجد شيئا مهما مشترك بينهم وهو أن الإثنان هم من أصحاب الفكر المتميّز والغير التقليدي والجرئ والثوري والمقصود بالمتميز هنا ليس الجيّد فليس هذا موضوعنا المقصود هو المميز والغير عادي ويختلف عن الفكر السائد سواء كان صحيح أم خاطئ .

والإثنان بالرغم من أن نشاطهم وإنتاجهم يعتبر ديني إسلامي ولهما تأثير كبير الى حد ما إلا أنهما ليسوا من العلماء الراسخين في العلوم الدينية أو العلوم بشكل عام .

فحسن البنا هو خريج كلية دار العلوم وعمل مدرسا .

وجمال البنا لم يتخرج من الثانوية العامة .

-ليس المقصود ان اقول انهم جهلاء فكثيرا من العظماء لم يكملوا تعليمهم-

إذا ما هو معينهم في العمل والإنتاج هو الشخصية المبتكرة المجددة الشجاعة الطموحة الغير تقليدية وهذا ليس سيئ ولكن إذا وجّه التوجيه السليم وكان على أرضية وهدي علمي حقيقي.

حسن البنا ولد عام 1904 و أنشأ جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 أي كان عمره 24عاما ،ماذا يفهم شاب في هذه السن من الدنيا والوجود هل اكتمل تكوين فكره بعد؟

هل أصبحت لديه رؤية واضحه عن الصح والخطأ ؟ هل وجد إجابات مقنعه للأسئلة التي تعتمل في صدر الشباب في هذا السن وما بعده ؟

هل...؟ هل..؟

إذن ما معينه فيما فعل وفيما أنتج؟

معينه هو شخصيته الغير تقليدية وطموحه وحماس الشاب ؟

ماهي الفكرة الثورية والغير تقلدية التي ابتدعها الشاب الطموح الغير تقليدي التي لا نقول انه كان سئ النية في عملها، لا بل كان حسن النية أراد أن يخدم دينه وأمته ويحقق ذاته أيضا ويعبر عن نفسه ويثبت وجوده وهذا ليس عيب ولا حرام ؟

طبعا هي فكرة إنشاء جماعة الاخوان المسلمون .

من أين وكيف جاءت ومن هو الاب ومن هي الام؟

الأب هو الإسلام كدين، الذي هو دين صاحب الفكرة ودين المنطقة والأمة والاسرة التي ينتمى اليها .

ومن هي الأم؟

الأم هي الماسونية.

وطبعا انا اعرف انه كثيرا منا يترجم كلمة ماسونية على أنها كلمة شيطانية صهيونية وما الى ذلك ... ليس هذا موضوعنا على كل حال .

الماسونية كمعلومات عامة أكيدة متاحة للجميع هي منظمات أخوية كما يسمي أتباعها أنفسهم منتشرة في العالم منذ زمن بعيد وكلمة ماسوني تعني بنّاء قديما لايقبل فيها الا الرجال فقط.

كل عضو هو بمثابة أخ حر للآخر ويؤمنون بالله .

ويوجد لهم تنظيم هرمي ودرجات وطبقات مختلفة من مبتدئ الى اهل الصنعة الى خبير

وكل من هو في درجة معينة لا يعلم مايعلمه من هو في الدرجة الأعلى وهكذا الى الدرجة 33 او اكثر .

ومعروف أيضا ان كثير من زعماء وعلماء وملوك العالم وممن أثّروا في الاحداث العالمية على مر التاريخ كانوا ينتمون الى هذه المنظمات وهذا الفكر.

وأيضا كانت المحافل الماسونية موجودة بشكل رسمي في مصر وكثير من الدول العربية الى منتصف القرن العشرين تقريبا .

وطبعا في وقت حياة حسن البنا ، ولكن حسن البنا نفسه لم يكن ماسونيا ولم ينضم الى هذه المحافل .

إذن ماذا فعل وأنتج الشاب الثوري الغير تقليدي ذو الاربع والعشرون ربيعا ؟

قام بعقد زواج بين الإسلام والماسونية .

لتخرج وتولد فكرة الإخوان المسلمون ، كلمة المسلمون مستوحاة من الإسلام طبعا وكلمة الإخوان مستوحاة من الماسونية كمنظمة أخوية .

فأراد حسن البنا أن يكون هناك أخوّة أيضا وتنظيم هرمي ودرجات منتسب وعامل ومجاهد ..

ولكن على خلفية وأرضية إسلامية .

آملا في أنه ربما ينتشر هذا الفكر وهذه المنظمات لتكون أيضا في قوة وتأثير المنظمات الماسونية وتقف في وجهها لتحقق من جديد الخلافة الإسلامية ولكن في ثوب عصري (شيك)

حديث .

نحن لا يمكننا أن نحجر على شاب في فكره وطموحه ورغبته ورؤيته في أن يفعل شئ لدينه ولأمته من خلال وجهة نظره وطبيعته .

ولكن الأكيد أنه لو كان أكثر علما وأكبر نضجا وأعمق فكرا وأقدم سنّا لما فعل ما فعل ولما تبعه من تبعه ، لماذا؟

مرة أخرى نحن  هنا لسنا بصدد سب وشتم الماسونية ومدح الإسلام أو التقييم أو النقد .

نحن فقط نصف ماحدث ونتتبع مراحل الولادة وأين الخطأ الفادح ...!

الخطأ الفادح هو زواج الإسلام بالماسونية هو زواج غير شرعي وفاسد وباطل وغير مناسب.

فحسن البنا أراد صب الإسلام في قالب ماسوني أو صب الماسونية في قالب إسلامي .

تماما مثلما لو تخيلنا شخص يرتدي ربطة عنق غربية على ثوب عربي أو ريفي .

لا يمكن أن يكون هناك إسلاما ماسونيا أو ماسونية إسلامية.

وهذا ما لايتناسب مع طبيعة الإسلام وطبيعة الماسونية.

بالرغم من أن عمر جماعة الاخوان الان اكثر من 80 عاما الا ان اتباعها مازالوا قليلون جدا بالمقارنة بتعداد العالم العربي والإسلامي .وحين جاءت الفرصة اليهم ووصلوا الى السلطة فشلوا فشلا ذريعا .

أنا أعرف أنه حدثت محاولات لإفشالهم هذا أكيد ولكن هذه المحاولات لاتتعدى نسبتها 30% اما 70% من الفشل هم السبب فيه أنفسهم  للسبب الرئيسي والجوهري الذي نناقشه اليوم وتداعيات ذلك طبعا.

إنها تجربة من أساسها خاطئة وكائن ولد مشوّه معوّق من زواج غيرمناسب فلايمكن أن تكتب له الحياة ويستمر في الوجود الحقيقي.

الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لماذا لم يضع الإسلام الذي يعتبر هو مؤسسه في قالب ماسوني ويأخذ هو الدرجة 33 وأبو بكر الصديّق الدرجة 32  وبلال بن رباح الدرجة الاولى او الثاثة مثلا .

وحتى لو لم تكن الماسونية موجودة ومتبلورة قبل الإسلام لماذا لم يبتكرها الرسول للحفاظ على الإسلام ويصب فيها الإسلام ليستمر هل حسن البنا أعلم وأحرص على نشر الإسلام من رسول الإسلام نفسه.

الإسلام اليوم من أكثر الأديان تأثيرا وانتشارا دون الحاجة الى قالب ماسوني وأي محاولة للتجديد من شاب ليس على علم يريد أن يحقق ذاته ويعبر عن نفسه ويكشف عن فكر غير تقليدي ، وضع الإسلام في غير ثوبه الطبيعي هي مغامرة وهي محاولة مرفوضه وفاشلة.

ومن يتبعها إما جاهل أو طامع مغرض يرغب في الإستفادة من الإرث الذي خلفته المحاولة والفكرة.

فلعل هذا المقال المتواضع يكون نقطة تحول في فكر المنتمين والقائمين على تنظيم الإخوان المسلمين أو كل من يتعاطف معهم أو يحاول ينتمي لهم .

ليعلموا أنهم يعتنقون فكرة مريضة غير طبيعية ولدت من زواج غير شرعي وغير مناسب لشاب  طموح مغامر ليس على علم ،حسن النية ولكن اجتهاده فاشل مرفوض لا يمكن أن يجر وراءه أمّه وشعب

 ورجال وعلماء.

كفاكم محاولات للإستفادة من الإرث الذي خلفته الفكره ، وكفاكم طمع هذا لسيئين النية. أما حسني النية

إذا كنتم حقا تريدون أن تقدموا شيئا لدينكم وأمتكم ضعوا الإسلام في قالبه الحقيقي الطبيعي كما وضعه مؤسّسه ونبيّه ورسوله وكما سار على هديه أصحابه وأتباعه .



سامح سمير

كاتب عربي مصري في أوكرانيا


المصدر : أوكرانيا بالعربية

مشاركة هذا المنشور:
الأخبار الرئيسية
سياسة
ليتوانيا تقدم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا
سياسة
بيربوك: أوكرانيا تحتاج إلى أسلحة بعيدة المدى للدفاع عن خاركيف
رياضة
زيلينسكي: أوكرانيا فعلت كل ما يلزم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
أخبار أخرى في هذا الباب
Others for arabic and russian
رغم صعوبة الخيار بين العملاقين الشرقي والغربي الا أن الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش يصرح بأن خيار أوكرانيا الاستراتيجي هو الشراكة مع أوروبا
Others for arabic and russian
أوكرانيا تسعى لتهدئة المخاوف الروسية بشأن الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
Others for arabic and russian
أمريكا تغازل ايران علنا والعرب اضحوكة مجددا ً... بقلم عبد الباري عطوان
تابعونا عبر فيسبوك
تابعونا عبر تويتر
© Ukraine in Arabic, 2018. All Rights Reserved.