الانتخابات البرلمانية الاوكرانية انقسام عميق بين شرق الحكم وغرب المعارضة
كييف/أوكرانيا بالعربية/ما زالت اوكرانيا بلدا مقسوما الى جزئين مع اقتراب الانتخابات التشريعية التي تجري يوم غدا الاحد، فالشرق يصوت للحزب الحاكم الموالي لروسيا على الرغم من بعض خيبة الامل والغرب يدعم بقوة المعارضة القومية الموالية للغرب.
وفي دونيتسك معقل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش والواقعة على بعد خمسين كيلومترا من الحدود الروسية، ينتقد عدد من السكان رئيس الدولة وحزبه، حزب المناطق، لكنهم يستمرون مع ذلك في التصويت له.
حيث قالت ماريا خرتشنكو باسى من مدينة دونيتسك و المدينة الواقعة في الشرق الصناعي "اكره هذا الحزب. فتقاعدي زهيد والاسعار ترتفع كل يوم".
واضافت هذه السيدة التي تبلغ من العمر 69 عاما "لكن ليس لدينا الخيار. انه افضل من (البرتقاليين)"، في اشارة الى المعارضة الليبرالية الموالية للغرب والتي كانت وراء الثورة البرتقالية التي حالت دون فوز يانوكوفيتش برئاسة البلاد في العام 2004، بعد إبطال "فوزه" بسبب عمليات تزوير كثيفة.
وعبرت هذه المتقاعدة عن قلقها قائلة "ان عادوا (الى الحكم) سيكون الوضع اسوأ".
فالرئيس السابق فيكتور يوشينكو الذي حكم بين 2005 و2010 ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو المسجونة اليوم، اغضبا الشرق والجنوب الناطقين بالروسية والنصيرين لموسكو من خلال الترويج للغة الاوكرانية والدعوة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.
و قد أشار استطلاع للراي اجري مؤخرا الى ان حزب المناطق يحظى ب23% من نوايا التصويت وبامكانه ان يعول على 36% او 41% في المناطق الشرقية والجنوبية، فهي معاقله التقليدية.
اما الشيوعيون الحلفاء الحاليون لحزب الرئيس فيمكن ان يحصلوا على 15 الى 19% من الاصوات في هذه المناطق حيث يتمتعون فيها بالشعبية، مقابل 9% في كافة ارجاء هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقال ايفان سفيروف وهو عامل منجم في الثانية والخمسين من عمره ان الزعيم الشيوعي بترو سيمونينكو "رجل طيب ويعدنا باسعار طبيعية" كما كان الامر في زمن الاتحاد السوفياتي.
وفي ليفيف كبرى مدن الغرب المعقل القومي الناشط جدا سياسيا، فان الاتجاه معكوس اذ ان عشرات الاعلانات المعلقة على الاعمدة الكهربائية تدعو الاوكرانيين الى "عدم اعطاء اي صوت" للحزب الحاكم.
ولا يظهر اي شعار مؤيد لحزب المناطق او الشيوعيين في هذه المنطقة التي يدرج البناء الهندسي للمدينة القديمة على قائمة اليونيسكو للارث العالمي.
وكمؤشر على الانقسامات العميقة تفادى مرشحو الحزب الحاكم الاشارة الى انتمائهم السياسي اثناء الحملة الانتخابية.
وفي مدينة ليفيف ايضا، الواقعة على بعد 60 كلم من الحدود البولندية، يحظى التحالف الرئيسي للمعارضة الذي يضم خصوصا حزب تيموشينكو بدعم كبير (25% مقابل 15% في كامل البلاد)، وكذلك حزب الملاكم الشهير فيتالي كليتشيكو (24% مقابل 16%) وحزب سفوبودا القومي (12% مقابل 5%).
وتقول ايرينا غناتيوك انها ستصوت لتحالف المعارضة باتكيفشينا (الوطن باللغة الاوكرانية). وتضيفق هذه الطالبة "انني معجبة بيوليا تيموشينكو ويجب اطلاق سراحها من السجن".
وتتابع "ان باتكيفشينا يؤيد التقارب مع الاتحاد الاوروبي. وانا اريد ان تكون اوكرانيا مع اوروبا وليس مع روسيا".
ويوليا تيموشنكو مسجونة منذ آب/اغسطس 2011 بعد الحكم عليها بالسجن لسبع سنوات بتهمة استغلال السلطة. وقد اثارت قضيتها ازمة غير مسبوقة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي الذي يرى وراء ذلك دوافع سياسية.
اما ايفان غريغوريف وهو متقاعد فيقول "وحدهم اغبياء الشرق يصوتون لحزب المناطق لانهم لا يرون شيئا افضل".
وتفضل اولينا فيل، وهي متقاعدة، القوميين، وتقول "سفوبودا هو القوة الوحيدة القادرة على فرض النظام في البلاد وطرد زمرة يانوكوفيتش".
اما اندري سيروتا وهو خبير اقتصادي في الثامنة والثلاثين فيؤيد حزب كليتشكو بسبب اعتداله. ويقول في هذا الصدد "يجب توحيد البلاد بدلا من تقسيمها".
المصدر : وكالات بتصرف