الامارات حريصة على تعزيز علاقاتها الثنائية مع أوكرانيا
كييف / أوكرانيا بالعربية / أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لدولة الامارات ان العلاقات الاماراتية الاوكرانية على الرغم من حداثتها الا انها تشهد تطورا في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والصناعة العسكرية والعلمية الى جانب تبادل الخبرات.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه ظهر اليوم مع معالي كوستيانتين هريتشينكو وزير خارجية أوكرانيا وذلك بمقر وزارة الخارجية بأبوظبي في ختام أعمال الدورة الثانية للجنة المشتركة بين الإمارات واوكرانيا .
وقال سموه ان هناك فرصا عديدة تم بحثها خلال اجتماعات اللجنة المشتركة ..مشيرا الى ان وزير خارجية اوكرانيا زار مدينة مصدر للاطلاع على مشروعات المدينة في مجال الطاقة المتجددة.
ونوه سموه الى انه زار "كييف" واطلع على الفرص المتاحة للاماراتيين والقطاع الخاص لبحث سبل تعزيز تطوير العلاقات الثنائية .
من جانبه أعرب الوزير الأوكراني عن سعادته لوجوده في الإمارات للمشاركة في اجتماع اللجنة المشتركة بين الإمارات و أوكرانيا وثمن العلاقات القائمة بين البلدين ..وقال ان زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان الى كييف كانت حدثا مهما للارتقاء بالعلاقة بين البلدين وتبادل الاراء حول المستجدات على الساحة الدولية.
وأوضح انه التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة للاطلاع على آخر المستجدات في المنطقة.
وقال ان انعقاد اللجنة المشتركة أتاح الفرصة لتقريب وجهات النظر وبحث أهمية التعاون بين القطاع الخاص والشركات الخاصة لا سيما في المجالات الزراعية و الصناعية و بناء الطائرات حيث ان الامكانيات الصناعية متوفرة كذلك الزراعية ما يسمح بالنظر في مختلف القضايا التي تهم البلدين والدخول في مشاريع مشتركة .
ونوه وزير خارجية اوكرانيا بالزيارة المرتقبة للرئيس الاوكراني لدولة الامارات ..وقال " سنواصل تعاوننا الوثيق حيث توجد فرصا كثيرة على المستوى الثنائي " ..مشيدا بالتفاهم والتقارب على مستوى شعبي البلدين.
وردا على سؤال بشأن الوضع في سوريا ..قال الوزير الاوكراني " ان اوكرانيا قلقة من التطورات التي تشهدها الساحة السورية ..ونعتقد انه على المجتمع الدولي القيام بواجبه من اجل ايجاد حل سلمي في هذا الشأن لان ما يجري في سوريا حاليا يشكل خطرا جسيما على الدول المجاورة لها ".
وأشاد الوزير بتصريحات سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وبمواقف الامارات تجاه الوضع في سوريا ..وقال "ان الامارات تولي اهتماما كبيرا لهذه القضية وهي منكبة لوضع حد لها ونحن نبحث عن سبل لحل الازمة مع مراعاة وضع الشعب السوري".
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ردا على السؤال " ان الوضع السوري الذي وصل اليه اليوم هو نتيجة عدم الاستماع الحقيقي و بتمعن لكافة البيانات الصادرة من الجامعة العربية التي حاولت ان توفر افضل السبل للحل السياسي والذهاب الى المجتمع الدولي ومجلس الامن ..
ولكننا لم نستطع كعرب ان ندفع بحل سياسي او ان نأتي بالمجتمع الدولي لتحقيق ذلك ".
وقال سموه " من المهم ان يدرك المجتمع الدولي ان عليه مسؤولية جسيمة وقانونية لحفظ الامن وايقاف العمليات القتالية في مناطق مدنية من قبل النظام السوري" ..مشيرا الى ان الاضرار لا تقتصر على المدنيين فقط وانما امتدت لتشمل بعض الدول المجاورة .."وكل ما استمرت هذه الظروف التي ندينها ونستهجنها سيكون لها انعكاسات جسيمة على المنطقة وستكون معالجتها في المستقبل اكثر صعوبة داخل سوريا او في المنطقة".
وأضاف سموه " ان ما يدور في سوريا خلف المزيد من الانشقاق الطائفي في المنطقة فالازمة السورية كان لها تأثير كبير على الشعب السوري الذي هو ضحية لاستمرار الوضع وان الامارات واوكرانيا متفقتان على ضرورة انهاء القتل الفوري الذي يقع على مسئولية النظام الحاكم في سوريا ".
وفيما يتعلق بمبادرة وزير خارجية تركيا ..قال سموه " كان هناك طرح مماثل قبل سنة من قبل الجامعة العربية وظهرت عدة اراء مخالفة ومؤيدة ولكننا نفضل الحل السياسي والجامعة العربية يسرها ان ترى الحل السياسي وستوفر له كافة التسهيلات الممكنة .. الا ان هذا لا يعني ان نتوقف عن العمل على دعم و تشجيع المعارضة السورية او العمل من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة و مجلس الامن" ..مشيرا سموه الى "ان اثار الوضع في سوريا امتدت الى الخارج لتشمل دول الجوار مثل تركيا ولبنان والاردن والعراق".
وردا على سؤال بشأن الموقوفين للتحقيق في الامارات قال سموه " لا أود ان أعقب على الاجراءات القضائية بشأن الموقوفين .. فكما تعرفون ان فكر الاخوان المسلمين لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يؤمن بسيادة الدول ولهذا السبب ليس غريب ان يقوم التنظيم العالمي للاخوان المسلمين بالتواصل والعمل على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها".
وقال سموه "لا بد ان نتواصل مع دول مختلفة للتعاون ولتوضيح وجهات النظر .. هناك اخطاء ترتكب من قبل بعض الافراد او تنظيمات لاستغلال الدول ".
وأضاف سموه "لا احد ضد أي عمل يقوم به أفراد يحترمون سيادة وقوانين الدول ولكن هناك اشكالية عند الدول في حالة وجود تنظيم يعتقد انه هناك هيبة ومكانة وقدرة لدى جهات معينة يمكنها ان تخترق السيادة وهذه الجهات تعترف انها كيانات شمولية تريد ان تعتدي وتخترق أنظمة وقوانين وسيادة تلك الدول".
وأشار سموه الى " ان الامارات او أي بلد في العالم لا يقبل ان تكون هناك انظمة تحاول ان ترى في نفسها انها انظمة مهيمنة وانها فوق انظمة الدول فقط لان لديها ميثاق او رؤية تعتقد انهما الوحيدان الصالحان لكل دول العالم" .
وأضاف سموه " نحن كدول نحترم بعضنا البعض ونحاول ان نقدم افضل السبل والخدمات لمواطنينا ونستطيع ان نتحاور مع مواطنينا بشكل منفتح وشفاف ولكن لا نقبل ان تكون هناك اطراف اخرى تستغل انفتاح دولنا ".
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي كوستيانتين هريتشينكو وزير خارجية أوكرانيا قد ترأسا أعمال الدورة الثانية للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية اوكرانيا وذلك بديوان عام وزارة الخارجية في أبوظبي اليوم وبحضور عدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات بالدولة .
وألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع كلمة رحب فيها بوزير خارجية أوكرانيا والوفد الأوكراني ..وأكد سموه الرغبة في تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات السياسية ..ودعا إلى زيادة التنسيق في العمل المشترك في المنظمات الدولية والمؤتمرات وغيرها من الأمور الهامة على المحافل الدولية.
وقال سموه ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ / 500 / مليون دولار في عام 2011 ..وأكد على أهمية إنتهاز هذه المناسبة لاستكشاف المزيد من فرص ومجالات الاستثمار في قطاعات جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.
وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان إلى موقع دولة الإمارات الاستراتيجي المتميز في الشرق الأوسط والامتيازات التي تتمتع بها والبنية التحتية التي تمتلكها منوها سموه الى امكانية دعوة الحكومة الأوكرانية للإستفادة من هذه الإمتيازات والفرص التجارية والاستثمارية المتاحة على أمل أن تصبح الإمارات الشريك التجاري الأول لأوكرانيا في الشرق الأوسط.
وقال سموه ان اجتماعات اللجنة شملت سبل التعاون في المجالات الإستثمارية والتجارية والاقتصادية والتعاون في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة والصناعة والصحة والنفط والغاز والطاقة وكفاءة الطاقة وتطوير الطاقة المتجددة والمواصفات والمقاييس والتعليم العالي والمجال الدفاعي والثقافي والزراعي والفضاء والرياضة والجمارك والإبداع.
ولفت سمو وزير الخارجية الى انه خلال زيارة الرئيس الأوكراني المرتقبة للدولة سوف يتم التوقيع على خمس إتفاقيات تتضمن مشروع اتفاقية الخدمات الجوية واتفاقية الحماية المشتركة للمعلومات المصنفة ومشروع اتفاقية التعاون العسكري ومشروع مذكرة التفاهم للتعاون الامني ومشروع اتفاقية تسليم المجرمين والتعاون القانوني والقضائي.
ووجه سموه الدعوة للجانب الأوكراني لحضور اسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه مصدر خلال الفترة ما بين 13 إلى 17 يناير 2013 وحضور حفل الافتتاح المشترك للدورة السادسة من "القمة العالمية لطاقة المستقبل" والدورة الأولى من "القمة العالمية للمياه" بتاريخ 15 يناير 2013 في أبوظبي.
وأعرب سموه عن أمله في تأييد أوكرانيا لطلب الإمارات بإستضافة معرض إكسبو 2020 في دبي.
وأكد سموه في ختام كلمته على ضرورة استمرارية عمل اللجنة المشتركة ومتابعة تنفيذ توصياتها .. وقدم الشكر لرؤساء وأعضاء اللجنة التحضيرية على ما بذلوه من جهد لإنجاح أعمال الاجتماع والالتقاء في اجتماع اللجنة المشتركة الثالث في كييف.
من جانبه شكر وزير الخارجية الأوكراني سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على استضافة الدولة لاجتماعات اللجنة وعلى حسن الضيافة والاستقبال ..وقال إنه تم بحث سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وأشاد في مستهل الاجتماع بالعلاقات الثنائية والتعاون المتميز بين البلدين ..مؤكدا أهمية عقد مثل هذه اللقاءات وتفعيل واستمرارية عمل اللجنة المشتركة وتنفيذ توصياتها .
وقال الوزير ان الرئيس الاوكراني وخلال لقائه الاخير مع سفراء اوكرانيا في الخارج ..أكد على اهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع الامارات ..مشيرا الى ان الوفد اللجنة الاوكراني يضم عددا من رجال الاعمال الذي قدموا عددا من المشاريع التجارية الطموحة والواعدة خاصة في مجال الزراعة وبناء السفن والطائرات .
وأشار وزير الخارجية الأوكراني الى ان بلاده ومنذ انعقاد الدورة الاولى للجنة شهدت نموا اقتصاديا مضطردا وخلقت فرصا استثمارية لاستقطاب اهتمام المستثمرين الاماراتيين كي يشعروا بان مصالحهم محفوظة في اوكرانيا .
وأبدى الوزير الاوكراني إعجابه بما شاهده في شركة " مصدر " وأبدى رغبة بلاده في الاستفادة من التقدم العلمي والتقني في مجال الطاقة المتجددة وتشجيع الطلبة على الالتحاق بهذا التخصص الهام والحيوي .
وقال ان ما يقرب من مائة الف اوكراني يزورون دولة الامارات سنويا بغرض التجارة والسياحة والاستجمام ..داعيا الاماراتيين الى زيارة اوكرانيا لما تتمتع به من مقومات سياحية وثقافية .
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية اوكرانيا بالتوقيع على محضر اجتماع اللجنة المشتركة
المصدر : وام بتصرف