اجتماع ثلاثي بين ترامب، زيلينسكي، و بوتين؟ عالم سياسي يُحلّل جدوى الفكرة وتأثيراتها المحتملة

فيسينكو: ترامب قد يكتشف بنفسه أن بوتين لا يريد السلام… والنتيجة قد تُحدث تحولًا دبلوماسيًا كبيرًا
كييف / أوكرانيا بالعربية / وسط تصاعد الحديث عن إمكانية عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير-زيلينسكي، والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتباين المواقف والتقييمات بشأن جدوى هذا الشكل من المفاوضات. فهل يمكن لمثل هذا الاجتماع أن يُحدث اختراقًا في مسار الحرب الروسية على أوكرانيا؟ أم أنه سيتحول إلى مسرح سياسي خالٍ من النتائج الفعلية؟
عالم السياسة الأوكراني، فولوديمير-فيسينكو، قدّم تقييمًا متزنًا وواقعيًا خلال مقابلة مع قناة "فريدوم" التلفزيونية، حيث عبّر عن اعتقاده بأن الاجتماع – حتى وإن لم يُسفر عن اتفاق فوري – قد يُحقق أهدافًا استراتيجية على المدى السياسي والدبلوماسي.
يرى فيسينكو أن الدول الأوروبية باتت تنظر إلى الحرب في أوكرانيا على أنها مسألة تتعلق بأمنها القومي وبقائها المستقبلي. وقال: "إذا خسرت أوكرانيا هذه الحرب، فإن الدول الأوروبية ستكون التالية في دائرة التهديد الروسي. هذا الفهم بدأ يتشكل في العام الماضي، ويتعمق أكثر مع ازدياد عدوانية الكرملين واحتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض".
وأضاف أن هذا الإدراك الأوروبي سيدفع، على الأرجح، إلى تأثير فعّال – وإن لم يكن ضغطًا مباشرًا – على ترامب، خاصة من قِبل أطراف داخل الحزب الجمهوري نفسه. وأردف قائلًا: "ترامب لا يحب أن يُضغط عليه، ولكن هناك عناصر جمهورية تدرك أن الانحياز لروسيا سيكون كارثيًا على السياسة الأمريكية وعلى صورة الحزب".
وأشار فيسينكو إلى خطة السلام التي نشرها في أبريل/نيسان كيث كيلوج، المستشار السابق لترامب، والتي تضمنت 22 نقطة، باستثناء الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، كانت معظم بنودها تُعدّ مقبولة نسبيًا من الجانب الأوكراني. لكن موسكو رفضت هذه الخطة، مؤكدًا أن "الجانب الروسي لا يسعى لتسوية، بل لمكاسب سياسية وعسكرية".
واستبعد الخبير أن يذهب ترامب إلى حد الانحياز الكامل لموقف بوتين، إذ أن ذلك – برأيه – "سيفجّر معارضة قوية داخل الولايات المتحدة، وداخل الحزب الجمهوري، وكذلك في أوروبا. سيكون الأمر بمثابة تشويه للسياسة الأمريكية الخارجية".
وفي تحليله لاحتمال عقد قمة ثلاثية، قال فيسينكو إن لكل طرف دوافعه السياسية المختلفة. واعتبر أن ترامب – في حال أقدم على هذه الخطوة قد يعتقد أن بوسعه التوسط شخصيًا لعقد صفقة سريعة بين زيلينسكي وبوتين. لكن عالم السياسة يرى أن هذا وهم، مؤكدًا أن "زيلينسكي يريد من هذا الاجتماع أن يُظهر لترامب بأن الطرف الأوكراني مستعد للسلام، وأن العقبة الحقيقية هي رفض بوتين لأي تفاوض حقيقي".
وشدد على أن هدف الاجتماع لن يكون تحقيق السلام المباشر، بل فضح الموقف الروسي المتعنّت أمام أعين ترامب نفسه. وقال: "أنا أخشى ألا يؤدي الاجتماع إلى السلام. ولكن إذا فهم ترامب، ولو بعد حين، أن بوتين ليس شريكًا في التفاوض، وإذا استؤنفت إمدادات السلاح الأمريكي، فقد يعني ذلك تحوّلًا كبيرًا في المشهد الدبلوماسي. وقد يكون هذا بداية لتغيير حقيقي".
بدون قمة زعيمين… لا حلول حاسمة
وختم فيسينكو تحليله بالإشارة إلى ما صرّح به مؤخرًا النائب الأول لوزير خارجية أوكرانيا، سيرغي كيسليتسيا، حول ضرورة عقد قمة مباشرة بين زيلينسكي وبوتين. واعتبر أن غياب مثل هذا اللقاء – حتى مع وجود وساطة أمريكية – سيُبقي الوضع في حالة جمود، مع تضاؤل فرص التوصل إلى قرارات حاسمة.
المصدر: أوكرانيا بالعربية