زيلينسكي: مستقبل الأمم المتحدة يتقرر اليوم في أوكرانيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ عقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي وصل في زيارة رسمية إلى أوكرانيا هي الثالثة منذ بداية العدوان الروسي الشامل.
وشدد زيلينسكي خلال ترحيبه بأنطونيو غوتيريش على أن أوكرانيا الآن في تقف الصف الأول في حرب حقيقية من أجل المبادئ التي يقوم عليها القانون الدولي.
وقال خلال محادثة مع ممثلي وسائل الإعلام عقب المفاوضات مع الأمين العام للأمم المتحدة في كييف: "في الوقت الحالي أوكرانيا هي التي تدافع عن أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. لذلك، يتم الآن في أوكرانيا تقرير مستقبل الأمم المتحدة والدور العالمي للأمم المتحدة".
وشكر الرئيس الأوكراني أنطونيو غوتيريش شخصيًا، وفريقه، وكل من يدرك في الأمم المتحدة الحاجة إلى حماية القيم العالمية والنظام الدولي، وأشار إلى موافقة الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا على القرار "مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، التي تشكل أساس سلام شامل وعادل ومستدام في أوكرانيا"، الذي اقترحته أوكرانيا و الدول الشريكة.
وقال: "أنا ممتن لأنطونيو غوتيريش لإدانته الواضحة للعدوان الروسي باعتباره انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة. واليوم، أعربت عن الأمل في أن تساعد القيادة الشخصية للسيد الأمين العام في تنفيذ قرارنا، وهذا التفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة موجود بالفعل".
وخلال المفاوضات في كييف ركز الطرافان بشكل أساسي على القضايا الأمنية، وطرق استعادة الأمن الأوكراني والأوروبي والعالمي، بالإضافة إلى تنفيذ صيغة السلام الأوكرانية.
وقال زيلينسكي: "ناقشنا مبادراتنا للسلام، بما في ذلك صيغة السلام، لقد أوجزت موقفنا والخطوات الأخرى لتنفيذها، بما في ذلك عقد قمة صيغة السلام العالمية ".
كما تم التطرق لقضية عودة مئات الآلاف من المواطنين الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم إلى روسيا.
وشدد الرئيس: "علينا ان نعيد جميع مواطنينا إلى الوطن، ويجب إطلاق سراح جميع جنودنا المحتجزين في الأسر الروسي".
وأضاف: "تحدثنا عن قيام روسيا باختطاف الأطفال الأوكرانيين وناقشنا كيفية إنقاذهم من هذه الإبادة الجماعية، وكيفية إعادتهم إلى ديارهم وأقاربهم في أوكرانيا. شكراً للسيد الأمين العام على دعمه لموقفنا بشأن هذه القضايا الحساسة بشكل خاص".
كما شكر زيلينسكي الأمين العام للأمم المتحدة على دعمه المستمر لجهود أوكرانيا لضمان استقرار أسواق المواد الغذائية والصادرات.
وقال: "اتفقنا اليوم على أن استمرار مبادرة حبوب البحر الأسود بعد 18 آذار/ مارس أمر ضروري للغاية للعالم بأسره".
كما أكد الرئيس على أهمية الاستمرار في دعم المبادرة الإنسانية الأوكرانية "حبوب من أوكرانيا"، والتي من خلالها كان من الممكن جذب ما يقرب من 200 مليون دولار أمريكي، وإرسال أكثر من 140 ألف طن من الحبوب الأوكرانية إلى البلدان التي تعاني من الجوع.
وقال: "أنا متأكد من أنه مع الأمم المتحدة يمكننا تعزيز هذه المبادرة بشكل كبير، وكذلك مبادرة حبوب البحر الأسود، وهذا سيوفر المزيد من الضمانات للأمن الغذائي العالمي ".
كما ناقش الجانبان مسألة وقف الابتزاز النووي الروسي واستعادة الأمان لجميع محطات الطاقة النووية الأوكرانية، ولا سيما محطة "زابوريجيا" التي تحتلها روسيا.
وشدد زيلينسكي على أن "محطة زابوريجيا للطاقة النووية يجب أن تعود إلى السيطرة الأوكرانية الكاملة ، فهذه مسألة أمن عالمي، وليس فقط أوكراني".
كما أبلغ فولوديمير زيلينسكي الأمين العام للأمم المتحدة عن مبادرات لاستعادة العدالة لأوكرانيا وجميع المواطنين الذين عانوا من العدوان الروسي والفظائع التي ارتكبها المحتلون.
وقال: "فيما يتعلق بعملنا لإنشاء محكمة خاصة معنية بجريمة العدوان الروسي على أوكرانيا، ومشروع قرار الأمم المتحدة ذي الصلة، والذي يمكن أن يدعم جهودنا من أجل إرساء الأسس الأساسية للقانون الدولي، فإن سلطة القانون مكفولة بالعدالة، والعواقب حتمية لمنتهكي هذا الحق".
من جانبه، أكد أنطونيو غوتيريش أن الغزو الروسي ينتهك القانون الدولي، وأنه يجب استعادة وحدة أراضي أوكرانيا ضمن الحدود المعترف بها دوليًا.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية لملايين الأوكرانيين وتعمل على تقليل العواقب العالمية للصراع العسكري، الذي تسبب في معاناة هائلة للشعب الأوكراني وأثر على العالم بأسره.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "أريد أن أعبر عن تضامني مع أولئك الذين عانوا من الحرب، ومع أولئك الذين فقدوا أحباءهم، ومع أولئك الذين أجبروا على الفرار من أجل البقاء".
وقال إن تنفيذ "مبادرة الحبوب" جعل من الممكن تحسين الدعم الغذائي لعدد من البلدان النامية.،وشدد على أهمية استمرار "مبادرة الحبوب" والاستخدام الفعال للبنية التحتية التصديرية للبحر الأسود بما يتفق والغرض منها.
وأشار إلى الأهمية الخاصة لسلامة محطة "زابوريجيا" النووية، وأكد أن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم وساطة لتحقيق نزع السلاح الكامل من أراضيها، مما يضمن استعادة التشغيل الطبيعي لمحطة الطاقة.
كما أشار إلى أن الأمم المتحدة ستواصل العمل على حل القضايا الإنسانية، بما في ذلك تبادل أسرى الحرب.
وقال غوتيريش: "إن اللقطات المروعة الأخيرة لقتل جندي أوكراني خارج نطاق القضاء هي تذكير مأساوي آخر بضرورة تطبيق قوانين الحرب بصرامة".
المصدر: أوكرانيا بالعربية