زيلينسكي: آمل أن أسمع صوت المكسيك القوي الداعم لأوكرانيا
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر عبر الإنترنت مع الطلاب والمعلمين في مؤسسات التعليم العالي في المكسيك.
وشدد زيلينسكي في كلمته على أن المكسيك هي إحدى الدول الرائدة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لذلك، بسبب قوتها وسلطتها، لا يمكنها أن تظل على الحياد تجاه الجرائم والحرب الدموية غير المبررة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.
وشكر المكسيك على مشاركتها في الاجتماع الثالث الأخير لمستشاري الأمن القومي والمستشارين السياسيين في مالطا بشأن تنفيذ صيغة السلام وأشار إلى أنه يتوقع المزيد من الدعم لهذه المبادرة.
وقال: "الأوكرانيون ينتظرون موقفًا واضحًا من الحكومة المكسيكية فيما يتعلق بالأعمال الإرهابية للقيادة الروسية. لا نريد أن نرى بلدكم بين الدول التي تدين العدوان لفظيًا فقط، بل أيضًا بين الدول التي تساعدنا اليوم على الصمود والبقاء".
وأشار إلى أن حياد البلاد لا يعني اللامبالاة، ودعا المكسيك إلى توحيد الجهود للتغلب على عواقب العدوان الروسي في المجالات الإنسانية والطاقة والبيئة، وإعادة بناء أوكرانيا.
وأضاف: "نحن نقدر أي مساعدة في هذا الوقت العصيب للشعب الأوكراني، وخاصة التضامن، لأنه يساعدنا على الصمود والنضال من أجل استقلالنا. ويتعلق الأمر في المقام الأول بالقيم والمبادئ الأساسية، بحياة الإنسان باعتبارها أعلى قيمة، والحرية والاستقلال والمساواة والاحترام والتنمية. وأعتقد أن أصدقاءنا في المكسيك يشاركوننا وجهات نظرنا وأفكارنا وأحلامنا من أجل السلام. نريد أن نشعر بتضامنكم، ولذلك، آمل أن أسمع صوت المكسيك القوي، من الجمهور والممثلين الرسميين لدولتكم، دعما لأوكرانيا".
وقال: "عندما تُسمع أصواتنا بشكل موحد، سننتصر، وسيتم استعادة السلام والعدالة وسيادة القانون من أجل رفاهية وازدهار جميع الدول".
وردًا على أسئلة الطلاب، أوضح أنه يمكن للمكسيك أن تنضم إلى تنفيذ نقاط صيغة السلام المتعلقة بالسلامة النووية وعودة الآلاف من الأطفال الأوكرانيين الذين رحلتهم روسيا بشكل غير قانوني من الأراضي المحتلة في أوكرانيا.
وأضاف: "يمكنكم المساعدة في هذا بالضغط على روسيا، وأخذ هؤلاء الأطفال منها، وإعادتهم إلى الوطن".
كما ذكر فولوديمير زيلينسكي بإن "الدعم السياسي، لا سيما في منصة الأمم المتحدة، للقرارات الأوكرانية المتعلقة بإنهاء الحرب، ونهاية الإرهاب الروسي، واستعادة العدالة والسلامة الإقليمية لدولتنا أمر مهم بالنسبة لأوكرانيا، وفي كل هذه الخطوات، نود أن تساعدنا المكسيك وتدعمنا".
ووفقًا للرئيس الأوكراني فإن "مكافحة الدعاية الروسية وزيادة تواجد أوكرانيا في مجال المعلومات في دول أمريكا اللاتينية أمر مهم، ويمكن تسهيل ذلك، من خلال عقد قمة بمشاركة ممثلي دولتنا ودول أمريكا اللاتينية".
وقال: "أعتقد أن مثل هذه القمة ستكون قوية ومهمة للغاية، حتى يتمكنوا من رؤيتنا مباشرة، ويسمعوننا، ويساعدوننا، ويقدمون لنا شيئًا مختلفًا".
وأشار إلى أنه من المهم بالنسبة لأوكرانيا أن تكون ضامنًا للأمن الغذائي العالمي، ولهذا السبب أطلقت كييف المبادرة الإنسانية للحبوب من أوكرانيا، والتي تضمن من خلالها تصدير المواد الغذائية عبر "ممر الحبوب" في البحر الأسود.
وتابع: "لقد وحدنا عددًا كبيرًا من الدول، وذهبت ملايين الأطنان من المواد الغذائية إلى دول آسيا وأفريقيا، ونريد توسيع نطاق البلدان، ونحن على استعداد لمساعدة أمريكا اللاتينية في هذا الشأن، ويسعدنا دعوة ممثلي الحكومة المكسيكية للانضمام إلى هذه المبادرة".
ودعا ممثلي الحكومة المكسيكية للمشاركة في القمة الدولية الثانية لبرنامج "الحبوب من أوكرانيا" في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث سيتم، من بين أمور أخرى، إثارة قضية حماية الأمن الغذائي لدول أمريكا اللاتينية.
وأشار إلى أن الأمن الغذائي هو أيضا أحد نقاط صيغة السلام الأوكرانية.
وأكد فولوديمير زيلينسكي أن "الأوكرانيين يسعون جاهدين للعيش بسلام في بلادهم، لذلك يدافعون عن أرضهم وحياتهم، لكن روسيا، التي هاجمت أوكرانيا، ليست مستعدة للسلام العادل".
وأضاف: "كل شيء سينتهي بالسلام، لكن ليس سلامنا مع روسيا، فهي ببساطة لا تريد ذلك. إنها تتخيل السلام بطريقتها الخاصة، ونحن نتصوره في دولة أوروبية مستقلة وحرة، لذلك، فإن استعادة السلامة الإقليمية، واستعادة حقوق الناس وحرياتهم، واستعادة السيادة هي المبادئ الأساسية لإنهاء هذه المرحلة الساخنة من الحرب، ومن ثم استعادة العدالة".
وشدد على أن أي تنازلات للإرهابيين لن تؤدي إلا إلى تأجيج نواياهم الإجرامية.
وقال: "لقد هاجمنا العدو. عماذا يجب أن نتنازل؟ حياتنا أو أرضنا، هناك مثل هذه الأصوات، وهناك مثل هذه المقترحات، لكن هذا الوحش لن يتوقف عند هذا الحد، لأن سياسته لا تختلف عن سياسة النازية الشرهة، ولهذا السبب يجب علينا القتال، ولذلك، يجب على الناس في العالم أن يدركوا أننا إذا كنا ضحايا، فلن نكون الأخيرين، وهذا هو سبب نضالنا ونريد أن نحظى بالدعم".
وأكد على أنه من المستحيل اليوم الحديث عن أي علاقات مع روسيا، لذا يجب ترك هذه القضية لتقدير الأجيال القادمة.
وختم: "سيعتمد الأمر على كيفية إنهاء روسيا لهذه الحرب. هل ستترك أراضينا من تلقاء نفسها، وهل ستكون أجيالهم مستعدة لطلب المغفرة، وهل ستتم استعادة العدالة من خلال أحكام المحكمة؟".
المصدر: أوكرانيا بالعربية