تصرفات روسيا في محطة زابوريجيا: الطريق نحو كارثة نووية غير مسبوقة

التلاعب الروسي بالمحطة النووية: ابتزاز نووي يهدد الأمن الدولي
كييف / أوكرانيا بالعربية / تقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحت الاحتلال العسكري الروسي، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للسلامة النووية في أوكرانيا والعالم. وفقًا للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية، فإن أي تدخل في تشغيل المنشآت النووية أثناء النزاع المسلح أمر غير مقبول. ومع ذلك، يواصل الاتحاد الروسي تجاهل هذه الأحكام ويتخذ إجراءات يمكن أن تؤدي إلى كارثة نووية واسعة النطاق.
في 26 مارس 2025، أبلغت وزارة الخارجية الأوكرانية عن وقوع أضرار في خزان وقود الديزل في أراضي محطة زابوريجيا للطاقة النووية. لا تزال روسيا تشكل تهديدًا نوويًا في أوكرانيا، حيث يشكل الضرر الأخير الذي لحق بخزان وقود الديزل في محطة زابوريجيا للطاقة النووية خطرًا جسيمًا على استقرار تشغيلها، وقد يؤدي إلى كارثة مماثلة لما حدث في محطة فوكوشيما دايتشي النووية في اليابان.
تُستخدم مولدات الديزل الاحتياطية لتشغيل أنظمة الأمن في حالة فقدان إمدادات الطاقة الخارجية. وتشكّل المولدات عنصرًا حاسمًا في إمدادات الطاقة في حالات الطوارئ. إن الضرر الذي تسببه روسيا يقوض التشغيل المستقر لأنظمة السلامة في حالة انقطاع التيار الكهربائي، مما يزيد من خطر وقوع حادث نووي.
لقد كان فشل إمدادات الطاقة في حالات الطوارئ هو الذي تسبب في مأساة محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في عام 2011. فبعد التسونامي، فقدت المفاعلات الطاقة، ولم تتمكن المولدات الاحتياطية من ضمان التشغيل المستقر لأنظمة التبريد، مما أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة والانصهار الجزئي للوقود النووي في المفاعلات.
واليوم، تخلق روسيا تهديدًا مماثلًا في محطة زابوريجيا للطاقة النووية. فإدارة الاحتلال غير قادرة على ضمان سلامة المحطة، وتهدف أفعالها إلى تقويض تشغيلها المستقر. وقد سبق أن هاجم الجيش الروسي مرارًا وتكرارًا خطوط الكهرباء المؤدية إلى المحطة، والآن ألحقوا الضرر بإمدادات الوقود الرئيسية لتوليد الطاقة في حالات الطوارئ.
تقوم روسيا بتلغيم المحطة بشكل منهجي وتمنع وصول الخبراء المستقلين إليها. وينتهك هذا الأمر المبادئ الأساسية للسلامة النووية المنصوص عليها في اتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما وتقوم القوات الروسية بنشر معدات ثقيلة وذخائر على أراضي محطة زابوريجيا للطاقة النووية، مما يخلق خطر حدوث حالات طوارئ لا يمكن التنبؤ بها ويزيد من خطر وقوع كارثة من صنع الإنسان.
وقد أكد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ظروف التشغيل في محطة زابوريجيا للطاقة النووية لا تفي بالمعايير الدولية. وتدل حقيقة أن الاتحاد الروسي يمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى المرافق الرئيسية في المحطة على محاولاته للتستر على الانتهاكات الخطيرة التي قد تؤدي إلى عواقب كارثية.
يحاول الاتحاد الروسي إلقاء اللوم على أوكرانيا، مدعيًا أن القصف الأوكراني هو ما يهدد سلامة المحطة. إلا أن الحقائق تثبت العكس: فمحطة زابوريجيا للطاقة النووية تقع تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية، وكل هذه الحوادث ليست إلا نتيجة لأفعالها.
إن الطريقة الوحيدة لتحقيق استقرار الوضع هي تحرير المحطة من الاحتلال الروسي، واستعادة السيطرة الأوكرانية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية وضمان وصول الخبراء الدوليين دون عوائق.
وتدعو أوكرانيا المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات ضد شركة "روساتوم" على الفور والمطالبة بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضي محطة زابوريجيا للطاقة النووية. فكل يوم يمر تحت الاحتلال يشكل خطوة أخرى نحو كارثة نووية محتملة.
إن تصرفات الاتحاد الروسي في محطة زابوريجيا للطاقة النووية جريمة ضد السلامة النووية. ويجب على المجتمع الدولي زيادة الضغط الدبلوماسي لإلغاء احتلال المحطة واستعادة تشغيلها الآمن.
المصدر: أوكرانيا بالعربية