ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين إبادةً جماعية وفق القانون الدولي

يُعدّ ترحيل روسيا القسري للأطفال الأوكرانيين أحد أخطر ملامح العدوان الروسي، إذ يتجاوز كونه جريمة حرب ليُلامس تعريف الإبادة الجماعية الثقافية والهوية الوطنية بموجب القانون الدولي
كييف/أوكرانيا بالعربية / حذّر المحامي يوري بيلوس، المختص بجرائم الحرب، من أن سياسة ترحيل الأطفال الأوكرانيين قسرًا من قبل روسيا قد تُصنّف بموجب القانون الدولي كجريمة إبادة جماعية، مشيرًا إلى أنها تُشكّل واحدة من أفظع الانتهاكات التي يرتكبها الاتحاد الروسي ضمن عدوانه الشامل ضد أوكرانيا.
وفي مقابلة مع قناة "فريدوم" يوم الخميس 17 تموز/يوليو، أكد بيلوس الذي يعمل على توثيق الانتهاكات الروسية وتمثيل الضحايا أمام المحاكم الدولية أن ترحيل القاصرين الأوكرانيين لا يقتصر على كونه جريمة حرب، بل يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف التي وقّعتها روسيا، والتي تضمن حماية المدنيين، لا سيما الأطفال.
وقال المحامي:"إنها جريمة مزدوجة: أولاً يُنتزع الطفل من بيئته وعائلته قسرًا، ثم يُعرّض لعملية تلقين أيديولوجي عدوانية، يُعاد خلالها تشكيل وعيه وتُغرس بداخله الكراهية تجاه أوكرانيا ولغتها وثقافتها وهويتها".
وأضاف بيلوس أن هذه الممارسات لا تُهدد الحاضر فحسب، بل تمهّد لتحويل هؤلاء الأطفال إلى أدوات مستقبلية في آلة الحرب الروسية، قائلاً:
"إنهم يُحوّلون أطفالنا إلى جنود محتملين سيُقاتلون ضد أوكرانيا. هذا هو الهدف الخفي وراء الترحيل – تحويل الضحية إلى معتدٍ".
وأشار إلى أن المنظومة الأوكرانية – من محامين ونشطاء ومنظمات حقوقية – تُنسق جهودًا قانونية لجمع الأدلة وتقديم ملفات كاملة إلى المؤسسات القضائية الدولية، داعيًا إلى عدم التساهل في توصيف هذه الجريمة أو تأجيل محاسبة المسؤولين عنها.
وفي هذا السياق، أطلق الكونغرس الأمريكي قرارًا ثنائي الحزب يُدين بوضوح ترحيل الأطفال، مطالبًا بإعادتهم الفورية إلى أوكرانيا. كما دعت قناة FREEDOM وسلطات كييف المواطنين في روسيا وبيلاروسيا والمناطق المحتلة إلى الإبلاغ عن أماكن وجود الأطفال المختطفين، ضمن حملة "إذا كنت تعرف، أخبرني!"، التي تهدف إلى فضح هذه الجرائم وتحفيز المجتمع الدولي للضغط على موسكو.
ترحيل الأطفال بالقوة وإخضاعهم لبرامج تلقين أيديولوجي هو انتهاك فجّ للقيم الإنسانية قبل أن يكون خرقًا للاتفاقيات الدولية. ويُعدّ أحد المؤشرات الواضحة على نية الإبادة الثقافية والعرقية، التي تُعدّ ركنًا أساسيًا في تصنيف "الإبادة الجماعية" بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
هذا السلوك يُجسّد استراتيجية روسية خطيرة: كسر الروابط الأوكرانية من الجذور، عبر استهداف الجيل القادم نفسيًا وثقافيًا، وتحويل الضحية إلى أداة في خدمة المعتدي. إنه خرق متعمّد للعدالة التاريخية ولحقوق الإنسان.
المصدر: أوكرانيا بالعربية
