إيران تحجب الأنظار عن أوكرانيا في قمة السبع الكبار
الصراع الاسرائيلي - الايراني يتصدر اعمال قمة السبع الكبار بدلا من الحرب الروسية - الأوكرانية
كييف / أوكرانيا بالعربية / في تطور خطير قد ينذر بمرحلة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "الإخلاء الفوري لطهران"، دون أن يوضح طبيعة التهديد المباشر الذي استدعى هذه الدعوة المفاجئة. جاء ذلك في منشور له على منصة "تروث سوشيال"، أعقبه تقليص مفاجئ لمشاركته في قمة مجموعة السبع المنعقدة في كندا، وعقده لاجتماع طارئ للأمن القومي في البيت الأبيض.
وكتب ترامب في منشوره: "كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي نصحتهم به. يا له من عار وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك أسلحة نووية. أكررها مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا!".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن وصف بيان مشترك لقادة مجموعة السبع، نُشر مساء 16 حزيران/يونيو، إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة"، في وقت يتصاعد فيه التوتر على جبهات عدة، خاصة بعد إعلان إسرائيل مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية علي شدماني في "عملية نوعية" وسط طهران.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي دفرين: "لقد قضينا على علي شدماني، رئيس الأركان، وهو الشخصية العسكرية الأقرب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. تمت العملية بدقة متناهية وفي قلب طهران".
من جانبه، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، من أن "مصير من سيخلف شدماني قد لا يختلف كثيرًا"، داعيًا من يُعرض عليه المنصب إلى "التفكير مرتين".
وفي مؤشر على خطورة التطورات، غادر ترامب كندا برفقة وزير الخارجية ماركو روبيو، بعدما أرجع البيت الأبيض سبب الانسحاب المبكر إلى "التفاقم السريع للوضع في الشرق الأوسط". وأفادت شبكة CNN بأن الرئيس الأمريكي أوعز بعقد اجتماع طارئ في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، ووجّه فريقه للترتيب للقاء عاجل مع مسؤولين إيرانيين، بهدف منع مزيد من التصعيد.
وقال ترامب للصحفيين قبل مغادرته كندا: "إيران تريد التفاوض. لكن الوقت يضيق. عليهم التحدث الآن قبل فوات الأوان. لقد انتهت مهلة الستين يومًا، وأنا لم أوقّع على أي اتفاق".
التطورات أثارت ردود فعل متباينة داخل مجموعة السبع، خاصة مع تلميحات ترامب إلى إمكانية إشراك روسيا في أي تسوية محتملة في الشرق الأوسط، وهو ما قوبل بتحفظ أوروبي واضح، ولا سيما من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويرى محللون في المعهد الأمريكي لدراسة الحرب أن موسكو تسعى لاستغلال الأزمة الإقليمية لصرف الأنظار عن حربها في أوكرانيا، وأن سقوط النظام الإيراني قد يشكل ضربة استراتيجية لروسيا، التي ستخسر أحد أهم حلفائها الإقليميين.
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، حيث ترفض طهران الانخراط في أي مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار مع تل أبيب، أو العودة إلى الاتفاق النووي، في ظل ما تصفه بـ"العدوان المستمر". وفي المقابل، تصعّد إسرائيل من عملياتها العسكرية ضد أهداف داخل إيران، فيما تؤكد الولايات المتحدة أنها لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية بأي ثمن.
المصدر: أوكرانيا بالعربية