ثلاثة سيناريوهات لنهاية الحرب الروسية ضد أوكرانيا
تقرير وكالة بلومبرغ للأنباء
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ سلطت وكالة "بلومبرغ" الضوء على ثلاثة سيناريوهات محتملة لنهاية الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وأشارت إلى أنه مهما كان قرار الرئيس الأمريكي بشأن أوكرانيا، فإن أوروبا ليست مستعدة لتحمل عبء الدفاع عنها.
وذكرت مصادر الوكالة أن حلفاء أوكرانيا الرئيسيين لم يكونوا على علم بالمكالمة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حتى وقت قريب، وأنهم فوجئوا بهذه الحقيقة.
ووصف أحد محاوري الصحيفة هذا الأمر بأنه استسلام لأوكرانيا، وذكر أن الولايات المتحدة استسلمت لمطالب بوتن الرئيسية حتى قبل بدء المفاوضات.
وفي حين قالت الإدارة الأميركية إنها تريد تسوية دائمة، أبدى الأوروبيون مخاوفهم من أن ترامب قد يتوصل إلى اتفاق مع بوتين قبل أن تتاح لهم الفرصة للتأثير على رأيه بشكل صحيح، وبالنسبة للكثيرين، أكدت المكالمة التي جرت يوم الأربعاء تلك المخاوف.
وقال ترامب إنه وافق على زيارة روسيا واستضافة بوتين في الولايات المتحدة، وتحدث في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقط لإبلاغه بالمحادثة.
وقال ترامب في وقت لاحق للصحافيين في المكتب البيضاوي إن من المرجح أن يجتمع زعيما البلدين قريبا في المملكة العربية السعودية.
في هذه الأثناء، كان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يشرح لحلفائه الأوروبيين في بروكسل أنهم سيتحملون الجزء الأكبر من عبء أي حل للحرب في أوكرانيا.
وأكد أنه من غير الواقعي التفكير في انضمام أوكرانيا إلى التحالف الغربي أو استعادة كل الأراضي التي فقدتها منذ عام 2014، وأن الولايات المتحدة لن توفر جيشها للمشاركة في أي قوات لحفظ السلام.
وأضاف هيغسيت أنه مقتنع بأن حلف شمال الأطلسي سوف يزدهر إذا أوفى أعضاؤه الأوروبيون بالتزاماتهم.
وأضاف أن "هذا لن يحدث بين عشية وضحاها، بل سيتطلب من حلفائنا الأوروبيين أن يكثفوا جهودهم ويتحملوا المسؤولية عن الأمن في القارة".
وتشير تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس" إلى أن الدفاع عن أوكرانيا وتوسيع جيشها قد يكلف القوى الكبرى في القارة 3.1 تريليون دولار إضافية على مدى السنوات العشر المقبلة.
ومن شأن مثل هذا الالتزام أن يكشف عن الأخطاء التي التزم الاتحاد الأوروبي الصمت بشأنها لسنوات. ولكن نظرا لأن روسيا تهدد الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، وهناك إدراك متزايد بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على البيت الأبيض، فإن ثمن التقاعس قد يكون أعلى بكثير، حسبما كتبت الصحيفة.
ويحذر بعض القادة والعديد من المسؤولين الأمنيين من أنه إذا فشل الأوروبيون في توفير رادع مقنع، فإن بوتن لن يؤدي إلا إلى تكثيف جهوده لإضعاف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بل وحتى تفكيكهما في نهاية المطاف.
وبحسب مصادر بلومبرغ، فإن الأوروبيين يشعرون بالقلق أيضا من أن لا أحد في فريق ترامب لديه أي خبرة حقيقية في التفاوض مع الروس.
ونقلت المجلة عن تشارلز كوبشان، وهو عضو بارز في مجلس العلاقات الخارجية الذي عمل على تنفيذ الاتفاقيات السابقة مع روسيا في البيت الأبيض في عهد أوباما، قوله: "سوف يحتاجون إلى شخص يعرف كيفية التفاوض مع الكرملين. إن المخاطر تكمن في أن الروس قد ينتهي بهم الأمر إلى أن يصبحوا أعلى من الفريق الأمريكي، وينتهي الأمر بترامب إلى عقد صفقة سيئة، والتي في النهاية ليست صفقة حقيقية".
ثلاثة سيناريوهات لنهاية الحرب
وعلى الرغم من ثقة ترامب، فإن الطريق إلى التوصل إلى اتفاق لا يزال غير مؤكد إلى حد كبير، حيث لا يظهر بوتين أي استعداد للتنازل عن مطالبه القائمة منذ فترة طويلة، كما يبدو أن هدفه المتمثل في استعمار أوكرانيا لم يتغير.
ومع ذلك، فإن الخطوط العريضة للتسوية المحتملة أصبحت واضحة بالفعل، حسبما كتب موقع "بلومبرغ"، مستشهدا بثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث.
الأساسية والأرجح:
• في المستقبل القريب، ستظل الأراضي المحتلة في أوكرانيا تحت السيطرة الفعلية لروسيا.
• لا يتم استبعاد بعض عمليات تبادل الأراضي، وخاصة أراضي منطقة كورسك التي تحتلها القوات المسلحة الأوكرانية.
• ستحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية، ولكنها لن تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي.
• إذا حافظت أوروبا على التواصل مع واشنطن، فإن أوكرانيا ستستمر في تلقي المساعدات من الولايات المتحدة.
السيناريو المتفائل:
• الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتعهد بالتدخل إذا انتهكت روسيا شروط اتفاق السلام. ومع ذلك، ونظراً لخطر المواجهة المباشرة مع روسيا، فإن هذا السيناريو يثير المخاوف حتى بين أشد المؤيدين لأوكرانيا.
• يمكن للحلفاء أن يعدوا بتعزيز العقوبات ضد روسيا ومواصلة دعم كييف، بما في ذلك في تطوير صناعتها الدفاعية وإصلاح القوات المسلحة في أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يفتح الطريق أمام انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
السيناريو الأسوأ:
• أن يفقد ترامب الاهتمام بمستقبل أوكرانيا حتى يتم التوصل إلى تسوية.
• توقف المساعدات العسكرية والمالية من الولايات المتحدة.
• سيتعين على أوروبا أن تحل هذه المشكلة بنفسها.
• الاتفاق من شأنه أن يحافظ على سيادة أوكرانيا، ولكن روسيا ستحصل على فوائد كبيرة، بما في ذلك السيطرة على جزء من الأراضي الأوكرانية واحتمال عرقلة انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي.
• من المرجح أن تكون دول البلطيق، التي يعتبرها بوتين جزءاً من الإمبراطورية الروسية التي يريد استعادتها، هدفه التالي.
وبحسب تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس" سوف تحتاج أوكرانيا إلى إنفاق نحو 230 مليار دولار لترميم المباني والبنية الأساسية المتضررة خلال الحرب.
وإذا حصلت أوكرانيا على التمويل اللازم للقيام بذلك وتمكنت من التوصل إلى تسوية طويلة الأجل، فمن المرجح أن تنمو قطاعات الطاقة والتصنيع والبناء في البلاد بسرعة.
وسوف يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى تخفيف العبء على أعضاء الاتحاد الأوروبي.
ووأشارت إلى أن كييف تمكنت من إثارة اهتمام ترامب باحتياطياتها من المواد الحيوية مثل اليورانيوم والليثيوم والغرافيت.
ومع ذلك، وفقا لـ "بلومبرغ إيكونوميكس" هناك حاليا عجز قدره 130 مليار دولار بين احتياجات إعادة الإعمار في أوكرانيا والتمويل الموعود.
وهذا من شأنه أن يعرض التعافي الاقتصادي للخطر وقد يعرض استدامة أوكرانيا على المدى الطويل للخطر.
المصدر: أوكرانيا بالعربية