رئيس أوكرانيا يلتقي رئيسة المفوضية الأوروبية في كييف
كييف/ أوكرانيا بالعربية/ أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، التي وصلت إلى كييف في 9 أيار/ مايو الجاري.
وأشار زيلينسكي خلال لقائه بممثلي وسائل الإعلام عقب نتائج المفاوضات أن دول الاتحاد الأوروبي تحتفل اليوم بيوم أوروبا، الذي يأتي بعد يوم الذكرى والانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.
وقال: "أصبحت أوروبا ممكنة بفضل الانتصار على شر العدوان وأيديولوجية الكراهية. إن أوروبا التي تقوم على احترام الشعوب وتوحد الأمم المختلفة لا تغزو بل تتحد بقيم مشتركة. لقد أصبحت أوروبا ممكنة على وجه التحديد بعد هزيمة شر العدوان".
وأشار الرئيس إلى أن أوكرانيا ستكون دائما ممتنة لكل من حاربوا ضد النازية وانتصروا فيها.
وأضاف: "الانتصار فتح مساحة تاريخية لتوحيد الجهود في أوروبا وكان من المهم أن يكون واضحا حينها ما يجب أن تكون عليه جهود السلام من أجل أوروبا".
واقتبس رئيس الدولة الجملة الأولى من إعلان شومان، التي تنص على أنه لا يمكن ضمان السلام في العالم دون جهود بناءة تتناسب مع المخاطر التي تهدده.
وقال: "الآن، عندما نعارض بشكل مشترك مرة أخرى شر العدوان وسياسة الكراهية، التي أعادتها روسيا الحديثة إلى القارة، عندما نحتاج مرة أخرى إلى النصر، ننتقل مرة أخرى إلى معنى هذه الكلمات من إعلان شومان. يجب أن تكون جهودنا من أجل أوروبا موحدة، من أجل الأمن والسلام، وقوية مثل رغبة روسيا في تدمير أمننا، وحريتنا، وأوروبا. يجب أن نتصرف معًا بما يتناسب مع التهديد – لا أقل - لهزيمة شر العدوان هذا، حتى تتمكن الأجيال الجديدة من الأوروبيين أيضًا من الاحتفال بيوم أوروبا بسلام، وألا نتذكر فقط أنه كان هناك مثل هذا العيد وأن هناك سلامًافي القارة".
وشكر زيلينسكي شركاء أوكرانيا لحماية القارة الأوروبية وقيم الحرية، وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية على القرارات القوية التي تحتاجها أوروبا كلها.
وقال: "اجتمعنا اليوم، على وجه الخصوص، بسبب هذه القرارات القوية. الأول هو الدفاع، والثاني هو المزيد من التوحيد، والثالث هو التغلب على التناقضات القائمة. بخصوص الدفاع، تظهر أوكرانيا كل يوم فعالية دفاعنا ضد العدوان الروسي. كل صاروخ إرهابي تم إسقاطه وكل نجاح لجنودنا في صد الهجمات الروسية دليل على قدرتنا على هزيمة هذا المعتدي. الامر الاساسي هو تناسب إمكانياتنا وقدرات المعتدي".
وفي هذا السياق، شكر رئيس الدولة أورسولا فون دير لاين على استعداد الاتحاد الأوروبي لتزويد أوكرانيا بالذخيرة اللازمة - مليون قذيفة مدفعية. وأشار إلى أنه خلال الاجتماع مع رئيس المفوضية الأوروبية تمت مناقشة سرعة شراء وتوريد الذخيرة.
كما تطرق الجانبان خلال المفاوضات إلى موضوع العقوبات على روسيا لعدوانها على أوكرانيا.
وأضاف: "إننا نعول على تبني الحزمة الـ 11 للعقوبات في المستقبل القريب، ويجب أن يكون مكونها العقوبات ضد الصناعة النووية للدولة الإرهابية، وحينئذ ستكون قوة هذه الحزمة متناسبة مع مستوى التهديد".
كما ناقش الاجتماع الخطوات نحو المزيد من توحيد أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
قال زيلينسكي: "لقد حان الوقت منذ فترة طويلة للقضاء على حالة عدم اليقين السياسي المصطنعة في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. لقد حان الوقت لاتخاذ قرار إيجابي بشأن بدء المفاوضات بشأن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. قيمنا وأمننا ورفاهيتنا وسلامنا في القارة، كل هذا يمكن تحقيقه بنسبة مئة بالمئة لأوروبا فقط مع أوكرانيا".
وأكد على أن أوكرانيا تتوقع تلقي تقييم إيجابي مؤقت من المفوضية الأوروبية فيما يتعلق بالتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريق التكامل الأوروبي في حزيران/ يونيو القادم.
وناقش رئيس أوكرانيا ورئيسة المفوضية الأوروبية الوضع فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية.
وقال فولوديمير زيلينسكي: "لدينا اتفاق مشترك بشأن أهمية مساهمتنا الأوكرانية في الأمن الغذائي العالمي، ولدينا أمثلة مشتركة للنجاح في قطاع الأغذية. إن هذا ينطبق بشكل خاص على برامج مثل مبادرتنا الإنسانية "حبوب من أوكرانيا" و"دروب التضامن"".
وأكد أن أوكرانيا تواجه اليوم مشاكل في نفس القضية حيث يجب أن تظهر أوروبا تعبيرات قوية عن التضامن، بما يتناسب مع التهديدات الحالية.
وشدد:" لا يمكن لتدابير الحمائية القاسية، بل والوحشية في زمن الحرب، من جيراننا إلا أن تخيب الآمال، على أقل تقدير. أي قيود على صادراتنا الآن غير مقبولة على الإطلاق، لأن هذا لا يقوينا جميعًا في أوروبا، ولكن فقط يعزز قدرات المعتدي".
وأشار إلى أن أوكرانيا تقترح بدء مجموعة استشارية لرصد القضايا الإشكالية ذات الصلة والامتناع عن أي قرارات بشأن التجارة دون استشارة الدولة الأوكرانية.
وأضاف: "نتوقع من الاتحاد الأوروبي قرارات قوية وأوروبية في المحتوى، وإزالة جميع القيود في أسرع وقت ممكن. إذا كانت هناك إرادة سياسية، وأثبتت مفاوضاتنا اليوم أن هناك مثل هذه الإرادة ، فسنكون قادرين على إيجاد الحلول المثلى والقوية حقًا التي من شأنها حماية مصالح كل من أوروبا بشكل عام والأوكرانيين، الذين يعانون من تعريفات التصدير".
من جهتها أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها سعيدة لوجودها في كييف في 9 أيار/ مايو، والذي تم إعلانه يوم أوروبا بمبادرة من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقالت: "نرحب ترحيبا حارا بقراركم جعل 9 أيار/ مايو يوم أوروبا في أوكرانيا. كييف، عاصمة أوكرانيا، هي القلب الذي ينبض بانسجام مع القيم الأوروبية. أوكرانيا في طليعة النضال من أجل كل ما نحبه في أوروبا: حريتنا، ديمقراطيتنا. أوكرانيا الشجاعة تقاتل من أجل المثل العليا لأوروبا".
ووفقا لها فإن نظام فلاديمير بوتين دمر هذه القيم في روسيا ويحاول أن يفعل الشيء نفسه في أوكرانيا، لأنه يخشى النموذج الناجح الذي تظهره أوكرانيا في طريقها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضافت: "لكن المعتدي ارتكب بالفعل خطأ فادحا. صمدت أوكرانيا في وجه هذا الهجوم وهي تقاوم بنجاح، لا سيما لأن المجتمع الأوكراني حر. الملايين من الرجال والنساء الأوكرانيين الشجعان يقاتلون من أجل قيمهم الأوروبية، بينما يرسل الغزاة الناس من السجون إلى الخطوط الأمامية".
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب أوكرانيا في كفاحها. وأشارت إلى أن 9 أيار/ مايو يرمز أيضًا إلى التضامن الناشئ عن دروس الصراعات الكبرى في القرن العشرين، وهو أساس الديمقراطية.
وأكدت أورسولا فون دير لاين أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على التضامن الأوروبي طالما كان ذلك ضروريًا.
وأشارت رئيسه المفوضية الأوروبية إلى أنه تم خلال الاجتماع مناقشة التوفير العاجل للكمية اللازمة من الذخيرة لأوكرانيا، فضلاً عن زيادة حجم إنتاجها، وأنه بالإضافة إلى ذلك تمت مناقشة استمرار الدعم المالي لأوكرانيا.
وذكّرت أورسولا فون دير لاين بقرار تقديم المساعدة بمبلغ 18 مليار يورو في عام 2023، تلقت أوكرانيا منها بالفعل 6 مليارات يورو لدعم برامج الميزانية، وأن العمل على مسألة المساعدة المالية في السنوات التالية مستمر.
وأكدت أن العمل جار لزيادة ضغط العقوبات على روسيا من أجل إيقاف آليتها العسكرية.
وأضافت: "لقد خفضنا الواردات من روسيا بنحو الثلثين، وحرمناها من عائدات مهمة. وبفضل عشر حزم عقوبات ناجحة يدفع الكرملين ثمناً باهظاً بالفعل. تبنت المفوضية الأوروبية الجمعة الماضي مقترحات بشأن الحزمة الحادية عشرة من العقوبات التي تركز على مكافحة الالتفاف على الإجراءات التقييدية".
وفي سياق تنفيذ أوكرانيا للخطوات السبع لبدء المفاوضات بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، أشارت أورسولا فون دير لاين إلى أن أوكرانيا تعمل بلا كلل على هذا على الرغم من صعوبات تنفيذ الإصلاحات في خضم الحرب.
وقالت: "أريد أن أعبر عن احترامي العميق لهذا العمل. إعلموا أنه يمكنكم الاعتماد على معرفتنا ودعمنا في هذه العملية التي يجب أن تستمر".
المصدر: أوكرانيا بالعربية